Arkiv maj 2011

روح العظمة عند الشعب السوري في القضاء على المؤامرات المتتالية

معز محي الدين ابو الجدايل

لا بد من متابعي الثورة السورية ، ملاحظة الكثير من الملاحم البطولية والانسانية والعصرية لدى شعبها، نسلط الضوء على الشعارات التي يرفعها ابناء شعبنا ، نذكر منها : ”الشعب السوري ما بينهان” تحمل بطياتها التعبير عن صبر وآلام امتدت لزمن طويل من الاهانة التي كانت توجه له ، ومن قبل السلطة القائمة و ”سلمية سلمية” اصرار الشعب على التغيير، رغم وقوع الكثير من الشهداء على يد النظام و اليوم في ”جمعة التحدي يرفع ابناء الشعب السوري ”شهداء على الجنة بالملايين” ، كانت هذه رسالة جديدة يرسلها الشعب للنظام وللعالم بعد تلك الهمجية والعقاب الجماعي لابناء شعبنا في درعا خصوصا، وكل المدن تنتظر بشجاعة نصيبها من همجية النظام وتصر على انهم عزل لا نقتل احد دمنا جميعا في سبيل مستقبل افضل لسوريا وخالية من ألقاب الحيوانات (الاسد ، الجحش ، النمر….)، وكل هذا القمع والناس تخرج عزل الى الشارع ، لا ترفع سلاحا إلا أكفانها بيدها ، تظهر للعالم اجمع، مدى روح التسامح عند شعبنا، هذه الروح مازالت بنفوس ابناء الشعب السوري منذ الالف السنين ، كيف لا، والسيد المسيح اول من نادى بهذه الاخلاق الحميدة!!؟.
مازال النظام القائم في سوريا ”يغرد على ليلاه” كما يقال، يدعي ان هناك مؤامرة…. وحسب مايذكر بعباراته الدبلوماسية المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية ، وبدورنا نتفق على الاطار العام ,ونقول ان روح العظمة لدى الشعب السوري جعلت المؤامرة عليه دائمة وكانت اول مؤامرة في اواخر الخمسينات من القرن الماضي عندما استغلت قوى ما ، تدعي بالحركة التحرر العالمية تلك الروح لدى ابناء شعبنا وغدرت به وأنشأت نظام ديكتاتوري وبيروقراطي ،وشخصيات لن نطلق عليها تلك المصطلحات القديمة (الخيانة او …) بل شخصيات مريضة نفسية،( السادية الدموية، وعقدة النقص لدى القادة و…) عطلت عجلة التقدم لدى المجتمع السوري، عبر آلية معروفة لدى شعوب كثيرة وقعت تحت وطأة هذه الانظمة واوقعته بذل لعقود طويلة.
والان بعد ان قامت ثورة الكرامة له، لم ترق لها هذا (دول تدعي حركة التحرر العالمي)، كلنا سمع هذه العبارة في مجلس الامن (الازمة في سوريا لا تؤثر على السلم العالمي وليست من اختصاص مجلس الامن التدخل بالشؤن الداخلية لاي بلد) اي ان دمه المستباح من قبل الااجهزة الهمجية لدى هذه القوى غير مهم!!؟ وبالتالي من هذه النقطة نختلف عن ماهية هذه المؤامرة والى من يتم توجيه اصابع الاتهام؟ نطرح هذا السؤال لكي يجيب عليه ابناء الشعب السوري، هل الدول التي تقدمت بمشروع الى الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للتدخل وايقاف اعمال العنف والهمجية من قبل اجهزة الامن للنظام القائم هي المسؤولة عن المؤامرة ام تلك الدول التي عارضت اي قرار يمس النظام القائم !!؟.
وبدورنا نراقب الاحداث عن كثب في بلدنا الحبيب، ونوثق احداث ثورة الكرامة في سوريا ، نقول هي عاصفة حب يوما بعد يوم تسقط قناع جديد لن تهدأ الا بعد سقوط كل الاقنعة ، التي اغتالت امالها في النهوض لعقود وعقود . ولا يخفى هذا على ابناء الشعب السوري سواء ممن كسروا حاجز الخوف او ممن مازال يخشى بطش ومرضى هذا النظام ومساوئه .

  

لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس                      (يا سيادة الرئيس!!!؟)

معز محي الدين ابو الجدايل  

لقد تم الاقرار وعلى لسان الرئيس، تم بثه على شاشات التلفزيون السوري في توجيهات الرئيس لاعضاء مجلس الوزراء أن أجهزة الأمن ”ليست مدربة للتعامل مع المحتجين” ، أما الاعلام لدى نظام البعث يحاول التهرب من هذه المعضلة بان هناك جماعات مسلحة او سلفية او …، وهي بالطبع تسميات تدعى باللغة العربية (نكرة) اي مجهولة المكان والزمان ويجب التعريف والابتعاد عن السياسات السائدة في العهد السابق من الديماغوجية ، وان كانت دعوة الرئيس إلى وزرائه ”الشفافية” و”التقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب جادة نطالب سحب جميع العناصر الامنية من شوارع المدن وعدم اعتقال احد وعدم التعرض للمتظاهرين، ريثما يتم تجهيزها وبالاستعانة من خبرات اجنبية في دول متطورة بالتعامل الانساني وحماية المتظاهرين لا قتلهم ”طبعا اذا كانت نظرتهم انسانية لابناء الشعب!!؟” ، ولكي لا يكون هناك شهداء من ابناء الشعب ، كل المقاييس الانسانية تقول لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس.
لا بد لنا من التعرج لتطور الاحداث في بلدنا الحبيب سوريا ، وخاصة اننا نحن جميعا سواء سياسيين أوحقوقيين أوصحفيين أو….. نخطو خطوات متأخرة عن ابناء الشعب السوري بأطفاله وشبابه ورجاله ونساءه، عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت تطالب بالحرية والكرامة والغاء بعض القوانين التي تعرقله في بناء حياة شريفة وافضل له ولابناءه ، ولكن الان بعد اكثر من شهر نجد حناجر ابناء الشعب السوري توحدت لتطلق العنان لاسقاط النظام ، سؤال يطرح نفسه لماذا؟.
شاعت ابان انطلاق الثورة في سوريا وخاصة من احزاب وشخصيات مقربة من النظام عن خطوات استباقية، (هي بحد ذاتها كانت من مؤشرات على خوف الحكومة القائمة من انتقال الاحداث الى سوريا) ولكن المحللين والمراقبين ينتظرون كيف سيتم ذلك على ارض الواقع؟، هل سيقوم النظام القائم باصلاحات سريعة، لتخفيف الاحتقان المتراكم عبر العقود السابقة؟ ام الخطوة الاستباقية بحسب قناعتهم هي عبارة عن خطوات انتحارية بقناعة الطرف الاخر من المحللين أي تكتيكات بوليسية لا تنفع الا في سقوط شهداء وتلطيخ يدها في الدم واستخدام العنف كما فعلت الانظمة المنهارة او يأخذ منحى الارهابي معمر القذافي ؟ .. لم يتأخر الجواب كثيرا ،بعد انطلاق الشرارة في 15 اذار كانت عبارة عن تكتيكات بوليسية.
صحيح ان النظام القائم في سوريا كان قد اعترف بحقوق المواطنين (ابتدأ على لسان بثينة شعبان) ولكن الغباء في هذا الخطوة الاستباقية كان مرفقا بتوجيه اصابع الاتهام للتدخل الخارجي الوهمي كما اعتادت على ذلك وعبر العقود الماضية (علما ان هذا بحد ذاته كان عاملا اساسيا في بابتزاز ابناء الشعب ورفضه لهذه السياسة) بدلا من الاعتراف المباشر بالاخطاء واجراء محاسبة علنية ودون تباطئ امام ابناء الشعب السوري للمسؤولين عن سقوط شهداء لتكون بداية الاصلاح العملية لاقناع الشعب بأن هناك امل في اصلاح النظام، بدأت عمليات التهرب ومن هنا بدأت عملية الشرخ الكامل بين ابناء الشعب السوري والنظام القائم، علما ان هذا الشرخ كان موجودا في الاصل ومتراكم خلال عقود من نظام البعث، لكن من هذه النقطة يمكن اعتبار انه فقد اخر خيوط الوصل مع ابناء شعبه. اصدار القوانين والغاء اخرى يمكن ان تكون للبعض وخاصة أولئك المعتادين على التصفيق للنظام القائم من احزاب وشخصيات مستفيدة من الوضع القائم خطوة عظيمة ”وهم قلة”، ولكن للغالبية العظمى من عامة الشعب والمحللين ما هي الا ظاهرة شكلية يجب ان تليها خطوات عملية لانهاء حالة مرضية استمرت لعقود وعقود، ومن الملاحظ لدى تطور الاحداث ان النظام القائم لايفهم تغيرات الزمن يقوم على اساليب المخادعة التي اصبحت بالية مثلا :الخطر الخارجي والعدو الاجنبي والامبريالي، لا يمكن ان تؤدي لنتائج (لان الشعب لمس هذا العدو متغلغلا في مؤسساته وعبر عقود).
في الامس (الجمعة العظيمة كما سماها ابناء الشعب السوري) جاءت الاحداث لتؤكد رد فعل الشعب في الشوارع الا وهو اسقاط النظام ،والرد كان سريعا من النظام القائم مزيدا من الشهداء،  اذا المشكلة في سوريا ليس فقط باصدار او الغاء هذا القانون فقط ، وانما ايضا في الية عمل المؤسسات وخاصة البوليسية التي تستطيع قلب أي قانون متطور في البلد الى عبء على ابناء شعبه، فهي ذات قيم بالية تعتمد بسيطرتها على انتهاك لحقوق الانسان وسلب الكرامة واموال ابناء جلدتهم ، تم شرح ذلك بمقالة سابقة، (قانون الاحكام العرفية والاثر السلبي “تحويل نظام المؤسسات في الدولة الى نظام العصابة المنظمة” ياسادة ….!!!!) وفي النهاية يبقى السؤال داخل الطبقة الحاكمة في البلاد هل ستبقى على هذه الحالة من الغباء ام انها ستحترم قواعد اللعبة السياسية وان كان لدينا تحفظات كثيرة عليها ولكن كما اعتادوا على فهمها والتسليم بامر الواقع وانقاذ ابناء جلدتهم من حمامات دم مستقبلية ترتكبها الاجهزة الامنية!!!؟