تطور الوضع في سوريا …… وفي ضوء ما تدعى المبادرة العربية

معز محي الدين ابو الجدايل |

في احدى التصريحات للقادة الاسرائيليين، في منتصف القرن الماضي،: العرب لا يقرأون وان قرأوا لا يفهمون، وان فهموا لا يفعلون، وبالطبع كنت مخطأ بانطباعاتي الاولية بانه شخص عنصري، تجاه ابناء عمومته، وذلك لاننا ومن خلال ما تقوم به الجامعة العربية وانظمتها تدل على صحة قوله، فهو عاشر جهلهم وغباءهم ،وسخافة شعاراتهم…..!
بالطبع لدى بزوغ الفجر والربيع العربي ، بدأت تنكشف الكثير من الضبابية حول طبيعة هذه الانظمة (على الملأ) وخصوصا امام شعوبها ومن جهة ثانية امام العالم . نشأت هذه الانظمة وعاشت على شعارات القرن الماضي امام تطلعات شعبية عارمة – في الفترة السابقة- نحو بناء مجتمع افضل له ، بعد ما عاناه من الاحتلال العثماني ومن ثم جاءت الانتدابات الغربية ، وقد سادت بتلك الفترة ثقافة حركة التحرر العالمية بما تحمله من مساوئ ، نجد نتائجها السلبية في عصرنا هذا، من ثقافة العنف والضياع الان تنعكس على ابناء شعوبنا.
لكي نحدد ما نقصد به وخاصة اننا امام تساؤلات كثيرة في الاولويات، فعندما نسمع دولة اجنبية ما (لن نذكر اسماءها لانها اصبحت معروفة لدى الجميع) ، تقول عن ضرورة الحوار الوطني ”حالة جديدة مجهولة عن التعريف” وتحاول فرضها على الشعب السوري،وتتهم ابناءه بالارهاب لانه يريد حياة افضل ، نفهم هذه التصريحات على اساس ان هذه الدولة او تلك تبحث عن مصالحها السياسية وتغض النظر عن جرائم النظام، لان عدد القتلى تبقى بالنسبة لها ارقام عند مصالحها ، وفي هذه الحالة نفهمها بالتحليلات العلمية لطبيعة هذه الدول، ذلك فهي ذات طبيعة لا تعني لها شيء مايقال عن الحالة الانسانية الا شعارات ، ولاسباب تخصها – ولكن نجد انه يجب على من يمارس النشاط السياسي فهمها وتقديم برنامج علمي لحل هذه المعضلة- ولن نناقشها الان،بحاجة الى بحث مخصص لها،ومن جهة ثانية ليست ذات اهمية لاضاعة الوقت معها.
ولكن عندما تجتمع جامعة الدول العربية (الانظمة) التي تتدعي الاخوة في الدين والعرق وتقف عائقا اما تطلعات الشعب الشعب السوري نحو مستقبل افضل ، لانستطيع ان نفهمها ، وفهم مبادرتها الفاشلة، الا من ناحيتين ، الاولى : ان هذه الادعاءات كلها عبارة عن شعارات وجوهرها انها تبحث عن مصالحها على حساب تطلعات الشعب السوري. ففي علم السياسة الحوار يكون بين قوتين لم تستطع احدها ان تقوم بالحسم العسكري، فتقوم الدبلوماسية لحل هذا الصراع على اساس سلمي ، ولكن في الحالة السورية هي ثورة قام بها ابناء الشعب السوري ضد نظامه ، لا توجد قوى سياسية تقوده ، او تستطيع ان تنسب لها هذا العمل العظيم او حتى تطرح شعارات غير شعاره ، ومن هنا نطرح سؤالنا ، هل يفهم هذا اصحاب الفخامة من السادة العرب في الدول هذه المعضلة ؟ ام ان السياسة بالنسبة لهم عبارة عن نزوة مثلها مثل اي نزوة لمراهق؟ او انها وجدت لنفسها طريق اخر للتبرير ، فهي لا تعترف بحقوق الانسان وليس لديها مثل هذه الثقافة ، لذا اتخذت خطا اخر باسم العرق والدين؟
لو نظرنا قليلا الى الوراء ومراقبة الاحداث السياسية التي شهدتها منطقتنا وبقراءة تاريخية موثقة بعيدة عن الانحياز لهذا او ذاك النظام ، نجد انه لا استغراب في مواقفهم ، فقد عانى الشعب اللبناني وما زال يعاني من تجارة هذه الانظمة ، فالحرب الاهلية التي امتدت لسنوات، كان احدى اسبابها ان هذه الانظمة لايقرأون ولايفهمون وان قرأوا لايفعلون ما هو الخيار الصحيح الذي يقال عنه في علم السياسة ،ومن هنا لابد ان نجد اسئلة تخص طبيعتها تصل الى مستوى التشكيك في الية عملهم، هل يعرفون ماهي السياسة ام يبحثون عن ملذات شخصية في العظمة ؟ ودم ابناء الشعب العراقي الذي كان سببه طبيعة هذه الانظمة بحجة الاحتلال (رغم ان الولايات المتحدة والدول كانت قد حررت العراق من ديكتاتورية دموية) قامت بدعم الارهاب في سبيل مصالحها الشخصية، هل سألوا انفسهم كيف سيقابلون وجه ربهم بهذه الجرائم، بما انهم يؤمنون بهذه العقيدة؟
قد لا يكون لنا الوقت الكافي للاجابة على هذه الاسئلة ، فهي لا تخصنا نحن السوريين بشيء لاننا لسنا امام محاسبتها وجدلهم وانما اشرنا الى الية عملهم لكي نأخذ الحذر من تكرار تجربة الماضي وفي بلدان اخرى ومن جهة ثانية نحن امام سؤال اهم ماهي السبل لبناء وطن وانقاذه من مخاطر كثيرة، من هنا لابد لنا كمراقبين صحفيين الاشارة عن الضروريات الاساسية لهذه المرحلة وايصالها للتيارات السياسية السورية الجديدة والقديمة وخاصة ان طبيعتها مازالت متأخرة عن العمل السياسي الصحيح فهي لا تملك مؤسسات علمية ” ظاهرة غريبة عليها بعض الشي” لتقوم بطرح الطرق المناسبة لانقاذ البلاد .
لا بد من الابتعاد عن التدخل العربي وتلك الدول المساندة للنظام القائم وتجاهلها تماما فهي بالنهاية ليست قوى فعالة لدرجة اعطائها مسؤوليات لا تستطيع تحملها، وانما تقوم وبآلية عملها على تدمير آمال شعبنا نحو مستقبل افضل ، ونحمد الله ان هناك فرصة سامحة بوجود قوى يمكن ان تساعدنا لها تجارب تاريخية كثيرة مثال :الصين وعبر العقود المنصرمة ساندت كوريا الشمالية والنتيجة نظام يضطهد شعبه اولا ، اما الولايات المتحدة الامريكية التي ساندت كوريا الجنوبية مثالا نقتدي به في بناء دولة المؤسسات التي تحمي ابناء شعبه، كما ندعوهذه التيارات بان لا يغتالوا ثورة ابناء شعبهم العظيمة (لغاية في نفس يعقوب وتكرار خطا ارتكبته اجيال سابقة بالبحث عن طموحات شخصية ، بل فهم ميزات العصر ورسم استراتيجية حقيقة لبناء سورية الحديثة بعيد عن تكرار الشعارات في الشارع وانما العمل على تحقيقها له .
Lämna ett svar