الاعلام العربي الى اين يقود

معز محي الدين ابو الجدايل

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

من المعلوم أن الرأي العام يتأثر بعوامل متعددة ، كالدعاية والإشاعات والمناقشات وكافة وسائل الاعلام . كما ان الأحداث المتواترة اخذت تترك انطباعا عميقا في نفوس الناس مما يخلق مجالا واسعا تلعب به الصحافة بكافة أشكالها المرئية والمسموعة والمكتوبة دورا رئيسيا بالتأثير في الرأي العام.
فقد رافق اندلاع الحرب في لبنان، ما يدعى استنفار جميع وسائل الإعلام العربي في التعبئة العامة وتكوين الرأي العام ، او القوى الضاغطة العربية، نجد إن هذه العملية في جوهرها لا تحقيق أدنى حد لمتطلبات أفراد المجتمع .
انطلاقا من واقعتا نطرح الأسئلة التالية على أنفسنا نحن جميعا أبناء الدول العربية قبل التبرير او اللوم!؟
ما هي استراتيجية التي تطمح لها الدول العربية ، وما هو واقع الأمر وكيف عبرت عنه وسائل الإعلام؟ ما هي الخطط العملية التي تقوم السلطات الحاكمة او التنظيمات السياسية بكافة أطيافها على تنفيذ وكيف تم نقلها عبر وسائل الإعلام؟ ما هي الصعوبات التي تواجه قيام الدولة التي تلبي متطلبات المجتمع وكافة أفراده ، كيف قامت وسائل الإعلام في بناء ثقافة واقعية بين أبناء الدولة؟
لدى سماع كل الوسائل الإعلامية العربية الحكومية او غير الحكومية لهذه الدولة او تلك، نجد أنها تدور على ثلاثة محاور مقدسة مختلفة بالظاهر ومتفقة بالجوهر هي : الهوية الإسلامية والقومية العربية والعدو المتربص “الإسرائيلي فأحيانا الأمريكي” المسيطر على العالم……! وربط هذه المحاور الثلاثة بالكرامة والعزة لكي يتم ربط المواطن ضمن محيط الدائرة المرسومة له في التفكير.
ومع اننا لانريد ان نمس هذه المقدسات ، و إنما الغرض هو توضيح عمل تلك المؤسسات ورفض المزاودة على المقدسات المذكورة . فالمفروض عدم جعل العزة والكرامة الوطنية عائقا في تطوير المجتمع كما دأبت الأنظمة الحاكمة والأحزاب القومية وبعض الحركات السياسية ” الاسلامية ” المسماة بالسلفية التي بدأت تنتشر مؤخرا ً بشكل كبير وكأنها المنقذ الوحيد من هذا الواقع المأساوي وخاصة بعد صدمة الناس بالحركات التقدمية، وانتهاءا بمؤسسات الاعلام المحكوم على امرها من قبل تلك المنظمات، وحتى تلك المؤسسات الاعلامية الجديدة المستقلة والتي تستغل هذه الشعارات المعتادة وهي اخطر وذلك لتحقيق مكاسب مادية وارباح ضخمة.
خلال العقود الماضية مارست اغلب التنظيمات العربية وعبر وسائل الاعلام الخاصة بها جريمة كبيرة بحق شعوبها وتاريخها بتغييب حقيقة الامور عنها وراء طرح شعارات بعيدة المدى عن الواقع الذي تعيشه النظرية القومية و غيرها .
علما ان ما يجب رفضه من هذه النظريات ليس جوهرها الوطني لبناء الاهداف المستقبلية بالرغم من ان جميع الديانات وجميع النظريات وجدت من اجل الانسان. غير ان بعض التنظيمات العربية ( لأمر مــا ) رهنت حياة الانسان “الفرد ” بالعزة الوطنية واشياء مقدسة اخرى كالدفاع عن الوطن او النضال ضد الامبريالية او الجهاد ” ضد الكفرة ” مضحية بالعنصر البشري الرخيص، دون بناء مؤسسات حقيقية تواكب التطور لتمكنها من حماية الانسان.
لننظر قليلا لتاريخنا المعاصر بتجريد كيف خسرنا اراض عربية على الاقل لهذه الفترة وهو واقع لا يمكن تجاهله، وكيف تلاعبت وسائل الاعلام على ابناء شعبها بنفاق ؟
اننا ــ العرب ــ نعيش ــ كما يعلم الجميع ــ تحت ظل انظمة واحزاب ومؤسسات ليس كلها نظيفة وهي تقودنا من مصيبة الى اكبر وتحت مبررات ليس لها اي شيء من الضرورة . سوى انها تهربت من مسؤوليتها التاريخية وسخرت وسائل إعلامها لتخدير ابناء الدول العربية خلف أنظمتها . وربما نخصص الحديث عن اخر حرب خاسرة التي سمتها بعض القنوات التجارية بالحرب السادسة في لبنان. و عسى ان نخرج من تلك المآسي المتوالدة من حرب الى اخرى ، ولإصرارنا على ضرورة انهاء هذا النمط التقليدي من هذه المؤسسات والاحزاب المتخلفة ، نؤكد للامانة التاريخية اننا خسرنا كل حروبنا مع العدو الاسرائيلي . ولا ينكر ان وسائل الاعلام تحاول دائما ان تجند امكانيتها ببناء “الرأي العام العربي” لمساندة المقاومة الوطنية . الا انها تتبع ، في الواقع، “مفهوم كسب الرأي العام” المستورد من واقع الاحداث التي مضت في القرن الماضي وبالتحديد ما جرى اثناء الحرب العالمية الثانية . و قد تطور فيما بعد هذا المفهوم ضمن الأحزاب لاغراض الوصول الى سدة الحكم . وما نأسف عليه اننا لا نواكب تطور المجتمعات البشرية بل نأخذ القشور في كل الأمور ونبقى رهن التخلف عن الحضارة البشرية . و ما تم بناءه في شخصية الإنسان العربي هو التسليم في مجريات الأمور للواقع . ويبقى شعار “فداء الوطن” له انعكاساته في شخصية العربي فقط . فأثناء العدوان الذي قامت به اسرائيل مثلا تشرد بحدود مليون انسان وعلى مرأى ومسمع الرأي العام العربي ، وسقط ضحايا بالمئات وخصوصا من الاطفال. بينما “الاعلام العربي” لم يخطر بباله شئ ولم يوجه اصلا، سؤالا عن المسؤول عن هذه المأساة؟ ومن سوف يحاسب بعد الحرب!؟ بل تم تجهيزه من قبل وسائل الاعلام بالنصر فقط ثم التسليم بقضاء الله وقدره ثم القاء اللوم على الاخر من خيانة او القاء اللوم على القوى العظمى الخرساء امام اهداف العدو الغاشم، وزرع حقد ضد قوى اجنبية، لا اريد الدفاع عنها، ولكنه ليس بالدور الاساسي الذي يجعلنا نلقي جميع مآسينا عليه، فاللاعب الرئيسي بما توصلنا اليه هي تلك الانظمة والتنظيمات السياسية مجتمعة، تختلف بالافكار وتتفق بطريقة التفكير المتخلف والغير مواكب للتطور الحضاري في بناء الانسان. “مع تكرار كلمات العزة والشرف ولكن دون التصدي للعدو والمنادات بمنهاج هذا الحزب او ذاك ولكن بدون الشعب . في حين لا عزة دون الشعب او عندما يتجاهلون متطلبات الفرد من حاجته الطبيعية “مع العلم ان الانسان ليس بحاجة الى تلك العزة الوهمية بقدر ما هو بحاجة الى عزة ملموسة بحياته اليومية على تأمين متطلباته المعيشية اولا وحقوقه التي ينص عليها القانون والدين معا.
سؤال نطرحه: ماذا كسبت اجيال النصف الثاني من القرن العشرين ؟ من هذه النداءات غير الفقر والهروب من الوطن واغتصاب اراضيه وضياع حقوقه الانسانية؟ نجد ان قضية الدفاع عن الوطن امر حتمي للانسان حتى بدون توجيهات من الحكومة او التنظيمات السياسية ولكن هناك فرقا بين الانسان الذي يدافع عن وطنه الذي وفر له العزة في حالة السلم والانسان الذي عاش مذلولا، لان الاول له خياراته في طريقة صد العدوان عن بلاده يفرضها على حكومته وهي الانجح لتوسع دائرة التفكير في المجتمع اما الثاني فهو منقاد خلف عقل واحد مفروض فرضا وعلى الاغلب يكون مخطئ في تقديراته لانقياده وراء عظمته الشخصية والتي هي بحد ذاتها تعميه عن كثير من الحقائق التي تجلب له المصائب في المستقبل.
نعم ان العدو الاسرائيلي هو الذي قام بقصف المدن وتهجير ابناء شعبنا في الجنوب الى العراء ثم ردت عليه المقاومة الوطنية بقصف المدن الاسرائلية روبما من المستحسن ان ننقل بعض تجارب الدول تطلعا من الى المستقبل.
ان الفارق الوحيد الذي نلاحظه في الحكومات الديمقراطية وبغض النظر عن الاهداف المبطنة، فالحكومات عندما تقوم بحرب، تعرف امكانياتها وتكاليف التي يتوجب عليها دفعها، ومثال تقدمه المجتمعات المتقدمة اثناء الحرب تأمين ملاجئ لمواطنيها اولا ومن ثم بتأمين مساكن أمنة لابناء دولتها بحيث لا تطالهم نيران العدو اذا ما طالت الحرب وذلك يعود خوفا من الرأي العام لديها فبعد الحرب يتوجب على الحكومة شرح وتبيان ما فعلته الحكومة وتستطيع لتأثير على الرأي العام، اما المشكلة الكبرى فهي مشكلة الجهات التي تحارب من خلال شاشات التلفزيون والتصريحات ثم تنتقد السياسين الذين وقعت الحرب في بلادهم عنوة.
فخلال العقود المنصرمة والى الآن لم يكن للفرد حساب ـ لعدم قيمته ـ يذوب الفرد كما علمتنا تلك الانظمة والاحزاب السياسية والدينية في البلدان العربية امام مصلحة الوطن او تطبيق الشريعة ولكن الى متى ؟ هل كان في جدول حساباتهم الانسان ام الارض والى اي منهما دعت الديانات السماوية.
ان ما جناه ابناء الشعب الجنوب بشكل خاص وباقي ابناء الدولة اللبنانية وخاصة نحن امام عدو تاريخي وصراع عمره عشرات السنين من هدر دم ابناء شعبنا الذي كان فريسة سهلة لقنابل العدو، فتطور الاحداث كما يبدو اخذت تدفع الرأي العام اللبناني بشكل خاص للانخراط في شعار الوحدة الوطنية .
اما الاعلام العربي وبعض انظمته فلا يزالون يطبلون للقضية القومجية لصرف الانظار عن المصالح الوطنية.
ومن ناحية ثانية قامت جميع الاحزاب السياسية والمؤسسات العربية بالمزاودة على هذا الحدث ، الجميع يردد اطلاق الشتائم والاستنكار على سياسة اسرائيل العدوانية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية جميع المؤسسات وتفتح أبواب التبرعات لمساعدة المنكوبين عبر مؤسساتها الإعلامية!؟ والمؤلم اكثر منذ بداية الحرب سارعت جميع الاقنية الإعلامية العربية لنقل الحدث من ارض المعركة وكأنه حدث بنقل مباراة كأس العالم في كرة القدم علما ان جزء من الرأي العام العربي المنقاد وراء العاطفة يقيم الحسابات بعدد الصواريخ والضربات التي سجلها هذا اللاعب الماهر.
بالطبع لا نستطيع الا الحزن على هذا الرأي العام العربي والتي اوصلته وسائل الإعلامه ولجهلها حقيقة الدور التي تلعبه في بناء الانسان وتتركه لان يكون فريسة بيد أنظمته واحزابه حرب بانها مشرفة حيث اسقطت اسطورة العدو وقوى الردع التي يمتلكها وخوفنا من النتائج المستقبلية كما فعلت بعض الانظمة العربية اصبحت مكشوفة لدينا نتائجها في الوقت الحاضر!؟

20 اغسطس 2006

موسكو

منشورات ذات صلة

خطف السوسيال لأطفال ما هي القصة!؟

أثار جاكوب فريمان البالغ من العمر 43 سنة ، هو  جندي أمريكي سابق  عاصفة سياسية وإعلامية بعد نشره سلسلة من الاتهامات ضد الاجتماعيّة السويدية المعروفة إعلامياً بالسوسيال السويدي (Socialtjänsten)، مدعيًا أنها حاولت ”انتزاع – و – سحب “ أطفاله أثناء إقامته في السويد.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لكن انتشار القصة تضاعف بقوة عندما علّق إيلون ماسك على منشوراته بعبارات قصيرة لكنها كفيلة بإشعال النقاش عالميًا. 

ايضا بعد انتشار منشورات فريمان،بدأ نشاط الحملة الإسلاموية المناهضة للـSocialtjänsten، وهي حملة  انطلقت عام 2022 ووصفتها وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF بأنها أكبر حملة تضليل تأثيرية ضد السويد في التاريخ الحديث. من أبرز الشخصيات التي استعادت نشاطها:

  موسى الشرقاوي (Moustafa El-Sharqwy)

– يوتيوبر إسلاموي مؤثر، لديه أكثر من 1.6 مليون متابع
– معروف بنشر محتوى مؤيد لتنظيمات مصنفة إرهابية مثل داعش والقاعدة
– عاد للحديث عن السويد لأول مرة منذ سنوات بعد منشورات فريمان

فريمان جندي سابق في الجيش الأمريكي وفقا للمعلومات في السويد  عمل في السويد في شركة أمازون Amazon Web Services ولديه دين ضريبي يبلغ 677,515 ألف كرون سُلّم إلى دائرة التحصيل السويدية (Kronofogden)  وما يزال غير مسدد. ولكنه يرفض ذلك، ويؤكد أن مصلحة الضرائب السويدية مخطئة وأنه دفع ما عليه في الولايات المتحدة وفق نصيحة خبراء أمريكيين.

رواية  الجندي الأمريكية السابق

نشر  فريمان سلسلة رسائل على منصة X، ادّعى فيها أن موظفين في الخدمات الاجتماعية – السوسيال السويدي –  حاولوا التدخل في حياته العائلية بسبب خلفيته العسكرية، مؤكدًا أن  السوسيال السويدي غالباً  يحمل ”عداءً للعسكريين وللأمريكيين“. كما زعم أن أطفاله خضعوا لاستجوابات لساعات من قبل غرباء، وأن أشخاصًا مجهولين راقبوا المنزل.

وبحسب روايته، قررت العائلة ”الهرب“ إلى الولايات المتحدة حيث يشعر بأنها ”أرض الحرية“. وأضاف أنه تلقى اتصالات من السلطات السويدية بعد وصوله، قال إنه ردّ عليها بعبارات حادة ولم يسمح لموظفي السوسيال بالحديث أو توجيه الأسئلة له .

 منشورات الجندي الأمريكي انتشرت سريعًا، وعندما كتب مستخدم آخر مقارنة بين قصته وما حدث لليهود في ألمانيا النازية، رد الجندي الأمريكي فريمان بأن وضع أسرته كان ”أسوأ مما حصل لليهود من الألمان النازيين“، واصفًا نفسه بأنه ”أب مسيحي مغاير الجنس يحب عائلته“، في إشارة إلى ما يراه اضطهادًا.

لكن بحسب ما كشفت عنه صحيفة Expressen، فإن الجندي الأمريكي فريمان تقدم في 2018 بشكوى إلى مكتب المظالم السويدي (JO) بعد بلاغ قلق واحد فقط وصل له من السوسيال، لكن  الشكوى أغلقت من قبل مكتب المظالم السويدي (JO) في العام نفسه دون متابعة.

ورغم ذلك، تُظهر الوثائق والتدقيق أن أجزاء من رواية الجندي الأمريكي لا تتوافق مع الحقائق، إلا أن تأثيرها كان كافيًا لإعادة تنشيط الحملة الإسلاموية القديمة المعروفة بـ LVU-campaign، المبنية على مزاعم بأن السلطات السويدية تخطف أطفال المهاجرين، وخاصة الأطفال المسلمين.

كما رفض فريمان مقابلة صحفية، معللًا ذلك بأنه تلقى نصيحة بعدم التحدث مع الصحفيين بسبب ما يراه علاقة ”وثيقة“ بين الإعلام والسلطات السويدية. وأشار إلى تجارب الحرب في أفغانستان حيث شعر بأن الإعلام شوّه الواقع. لاحقًا نشر بيانًا مطولًا ادعى فيه أن البلاغ الذي تسبب في التحقيق جاء بعدما نطق ابنه بعبارات من قبيل:

”والداي يضربان رأسي كأنه كرة سلة.“

وأوضح أن ذلك كان مجرد ”مزاح أمريكي مبالغ فيه“، لكن الاجتماعية أخذته بجدية.

ماتقوله وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF
تشير وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF إلى أن الحملة لم تعد تركز فقط على ملف الأطفال، بل أصبحت جزءًا من سردية أوسع تقول إن “الدولة السويدية بنية قمعية عنصرية”. كما أن صدى الحملة زاد مع تعليق مثير من  حسابات شخصية لاشخاص من مستوى اجتماعي كبير  – مثل حساب إيلون ماسك – رغم أن تأثير ذلك على المجتمع السويدي نفسه غير واضح.

كما اشارت بان  حملة LVU   بعد 7 أكتوبر وأحداث غزة  أصبحت أقل تركيزًا على الأطفال وأكثر اندماجًا في اتهامات ضد النظام السويدي ككل.

وعن علاقة اليمين الأمريكي ومجموعات MAGA  الوكالة توضح أن الإسلامويين هم الفاعل الرئيسي، لكن مجموعات أخرى تشارك أحيانًا بدافع أيديولوجي أو سياسي. فالشرقاوي قدّم خلال بث مباشر رواية بالغة التطرف، زاعمًا أن “خطف الأطفال” يجري منذ عصر الفايكنغ، وأن 100 ألف أسرة غادرت السويد هربًا من الاجتماعية، ودعا المسلمين إلى مغادرة البلاد فورًا. وفي بث آخر، ظهرت امرأة مقيمة في السويد من أصول صومالية – وهي إحدى أبرز وجوه الحملة – وزعمت أن مليون شخص تركوا البلاد، كما اتهمت الدولة السويدية باغتيال ناشطين في حملة LVU، وهي ادعاءات لا أساس لها. اما عن  تعليق ماسك  كان الجواب قد يزيد الانتشار، لكنه لا يعني تغيّرًا فعليًا في سلوك الناس داخل السويد.

سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد

معز محيي الدين ابو الجدايل
معز محيي الدين ابو الجدايل

عندما بدأت الثورة السورية وتحولت الى حرب اهلية وطائفية وظهور التيارات السلفية في سوريا وفي إحدى المقابلات  عام 2013 على تلفزيون روسيا اليوم باللغة الروسية بالطبع تم الاعتذار عن نشرها لأنها كانت لا تتماشى مع سياسة روسيا آنذاك!  لكن سألني المذيع هل تؤيد وصول التيارات السلفية إلى السلطة مكان الأسد

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

كان جوابي لماذا تخيرني بين تيارين أسوأ من بعضهما البعض ! الأول يريد منا ان نعيش بالقرن الثامن عشر بقوانينه وثقافته والثاني يريدنا أن نعيش في القرن السابع ميلادي وما بعد نحن نريد ان نعيش القرن الواحد والعشرين بقوانينه وثقافته ، ومن ناحية اخرى بقاء الأسد بالسلطة يصبح الشعب السوري أكثر جوعا للفكر الديني المتطرف الحل هو سقوط الاسد لانه منبع لولادة الفكر السلفي ومن ناحية اخرى ان وصول السلفيين إلى السلطة  هي مسألة حتمية ليست بيدي لكي ارفضها أو اقبلها ، بل اتعايش مع الواقع الجديد القادم ومع مرور الزمن سوف يكتشف الناس أنهم كانوا مخطئين تماما وقناعتهم ، كما كان آباؤنا بالسابق متعطشين للقومية العربية مع مرور الزمن اكتشفوا أخطائهم وأن الله عاقبهم وما وصلوا إليه والابتعاد عن الدين   .

المشكلة ان شعوبنا لا تقرا وتنجر بسهولة للعواطف وحسب رغبتهم الشخصية ولا تعتمد بتحليلاتها على المنطق وإنما على العادات والتقاليد المرجعية الطائفية .. ما يمكن فعله الآن هو التأسيس للخروج من هذه الدوامة باقل وقت وليس مجابهة التيارات القادم 

بعد مرور أشهر على سقوط النظام

بالبداية تفائلت خيرا بأن سقوط النظام لم يتم فيه سقوط ضحايا مدنيين وانتقامات على جرائم النظام السابق ، جاءت مجزرة الساحل ومجزرة وأحداث الدويلعة واخيرا مجازر السويداء ”حروب طائفية” تدل على تأجج الخطاب الطائفي لدى التيارات الدينية ، ومن ناحية اخرى مؤشر بأنه لم يسقط النظام السوري وإنما سقط أشخاص وجاء أشخاص بنفس العقلية مع تغييرات طفيفة

مثلا بغض النظر عن الشعارات السياسية والشعبوية التي تتحكم بمشاعر الناس يمكن أن نقول ضحايا الصراع بين أبناء البلد الواحد قد انخفض  إذا  قارنا خلال 8 أشهر كم شخص قتل في فترة نظام الأسد وفي فترة السلطة الاسلامية الجديدة 

نلتقي بالجزء الثاني مافشل السوريين في تحقيقه  سقوط الأسد