معز محيي الدين ابو الجدايل

الثورة السورية !. متاهات التاريخ عامل اضافي…. الى اين تقودنا!؟

معز محي الدين ابو الجدايل

متاهات الثورة !. سؤال كنا قد ناقشناه سابقا ، بين الحين والاخر تظهر عوامل جديدة ، مما يؤدي الى ازدياد من تعقيدات الوضع في سوريا، وبالتالي صعوبة ايجاد حلول لمجتمع السوري ، الذي نهشه الصراع بين الاشخاص القائمين على الحكم والسيطرة على مقدرات الدولة للحفاظ على مكاسبها واشخاص وجدوا فرصة للحصول على مكاسب بعد تداعيات انهيار النظام القائم وعحزه عن تلبية متطلبات ورغبات المجتمع والفرد ، ومن جهة اخرى، ولعدم وجود سياسيين وطنيين نشأ صراع الدولي والاقليمي حيث بات يلعب الدور اساسي في مجريات الاحداث ، لذا لابد لنا من النقاش مرة ثانية ، خصوصا مع تطور الوضع وظهور احقاد تاريخية ، كانت مكبوتة لدى ابناء المجتمع ، لم تحل !. ولم يستطع النظام القائم وبمؤسساته على حلها خلال فترات سيطرته على المجتمع والدولة والخلق !. بل على العكس اسلوبه ونهجه في تطوير مؤسسات الدولة كان قد عزز هذه الاحقاد التاريخية وما يبرر لنا عدم قبول فكرة السماح له بالعودة مرة ثانية.
عن اسباب الثورة ، مع بداية الثورة كانت جميع المؤشرات تدل على تململ الناس من النظام القائم ، ونتيجة قانون جدلي “التراكم الكمي يؤدي الى تحول كيفي” وهذا قانون علمي مع تطور مجريات الثورة لن يتغير ، لكن المتغير هنا الظروف الموضوعية وتطورها!. حيث بدأنا نفكر ونسأل : هل التحول كان ايجابيا ام سلبيا!؟. عن ما هية تلك الظروف والتي قادت الثورة وابناءها الى تحولات مازالت مجهولة.
ايضا تحدثنا عن الصراع الاقليمي والدولي للسيطرة على سوريا وتداعياته على مسار الثورة ، وخصوصا عودة القطب الثنائي “روسيا والولايات المتحدة الامريكية” الى صراع النفوذ فيما بينهما. وعدم وجود المفهوم الوطني لدينا.
لكن هنا في هذه المقال سوف نتابع حديثنا وننطلق عن اسس تلك المتاهات التاريخية واحداثه في القرون الماضية ، وتأثيرها لعدم وجود مؤسسات علمية تتكفل في ايصال الحقيقة العلمية للاحداث الجارية ، وبالتالي النتيجة كانت سيئة ووجود ومن قام بهذا الدور “اشخاص جهلة او عصابات بهيكل مؤسسات تابعة لهذا او ذاك النظام بدون استثناء وابتداءا من نظامنا الحاكم في سوريا” !. لهم ما لهم من تأثيرات وثقة على ابناء مجتمعنا ، لعوامل مثل الجهل وتهرم الثقافة لدى مجتمعنا بحب الاخلاق السامية بعيدة المدى عن الواقع المر، واستخدامها لتنفيذ مآرب اخرى كما يقال!. واستخدام غطاء الدين لنشر افكارهم التابعة لهذا او ذاك الطرف ومن جهة اخرى نتيجة بدائية مجتمعنا وتأثيره بالمؤثرات العاطفية وغير العقلانية ، كنا نراقب الاراء مع تطور احداث الثورة ، بغض النظر من ان الكثير من الشعارات كانت توهم عن وجود وعي شعبي لكن مع مرور الوقت – كانت طبيعة الفرد والمجتمع بحب الكلمات المنمقة والظهور الشخصي اللبق والمتحدث بشكل جيد – قد لعبت دورا في تدمير الذات لدى المجتمع – وما زالت ثقافتة شعبنا تتجه نحو هذا المنهج رسم له من قبل عباقرة الساسة في القرن الماضي “شعارات لا تنتهي وانتصارات بخطابات منمقة …الخ “، ومن هنا عن سبب اضافي لدخول الثورة السورية في نفقها المظلم!.
بالطبع سؤال يطرحه الجميع ، ما هو الحل، والخروج من هذا الصراع الدولي !؟ وكيف يمكن ان تعود سوريا الى وضعها الطبيعي !؟ كدولة لها تأثيرها على المنطقة ، وكشعب ينعم بحريته في اختيار هيكل وبناء دولته !؟
الوقوف على الاطلال ليس بحل ، العودة الى الوراء والاستسلام للنظام القائم، ليس بحل ، تأييد هذا او ذاك من الاقطاب المتصارعة ، وانتظار سقوط احدى الاقطاب ايضا ليس بحل!؟ . هل هناك حل سحري، بالتاكيد لاي عاقل منها الجواب بـ لا !.
لكن يبدأ الحل بالبناء تحت هذا الرماد!. نعم!. قد يضيع الكثير من خلف مشاهد الرعب والمأساة الانسانية لهذا القرن ويرفض النظر الى ما هو اقل رعبا ان لم نقل ايجابيا ، بالرغم ان الكثير منا من تشرد هنا وهناك ولكن الكثير حصل على استقرار في دول اوروبية ومتقدمة علينا الدراسة العمل هنا ، بدلا من القاء اللوم على دمار بلدنا على الاخرين ، لماذا لا نفكر ببناء تجربة العالم المتحضر في بلدنا بدلا من التفكير بالهجرة اليها !؟. اولا : الاندماج بالمجتمعات ولبناء مؤسسات حضارية على نمط المؤسسات الاوروبية كخطوة اولى ، ومن ثم تقوم هذه المؤسسات بالتكفل بابناء جلدتها الاكثر تضررا في بلدنا وفي مناطق المتصارع عليها بين القوى الاقليمية والدولية ، بالرغم من وجود اعمال فردية و بشكل عشوائي لكن يمكن ان نقول ان تنظيمها يعطي نتائج افضل على المستوى الاني والبعيد، وان حققت هذه المؤسسات ثقة ابناء مجتمعها تستطيع التوجه نحو المجتمع الدولي لانهاء مهزلته في سوريا. بدلا من الحديث عن المؤامرة الدولية لنبدأ بالعمل. قد تحقق مستقبل لك الان افضل من غيرك ، لكن مادام ليس هناك وطن ليس لديك ضمانات لابناءك واحفادك ان يعيشوا بخير وسلام.

Facebook Comments Box