سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد

معز محيي الدين ابو الجدايل
معز محيي الدين ابو الجدايل

عندما بدأت الثورة السورية وتحولت الى حرب اهلية وطائفية وظهور التيارات السلفية في سوريا وفي إحدى المقابلات  عام 2013 على تلفزيون روسيا اليوم باللغة الروسية بالطبع تم الاعتذار عن نشرها لأنها كانت لا تتماشى مع سياسة روسيا آنذاك!  لكن سألني المذيع هل تؤيد وصول التيارات السلفية إلى السلطة مكان الأسد

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

كان جوابي لماذا تخيرني بين تيارين أسوأ من بعضهما البعض ! الأول يريد منا ان نعيش بالقرن الثامن عشر بقوانينه وثقافته والثاني يريدنا أن نعيش في القرن السابع ميلادي وما بعد نحن نريد ان نعيش القرن الواحد والعشرين بقوانينه وثقافته ، ومن ناحية اخرى بقاء الأسد بالسلطة يصبح الشعب السوري أكثر جوعا للفكر الديني المتطرف الحل هو سقوط الاسد لانه منبع لولادة الفكر السلفي ومن ناحية اخرى ان وصول السلفيين إلى السلطة  هي مسألة حتمية ليست بيدي لكي ارفضها أو اقبلها ، بل اتعايش مع الواقع الجديد القادم ومع مرور الزمن سوف يكتشف الناس أنهم كانوا مخطئين تماما وقناعتهم ، كما كان آباؤنا بالسابق متعطشين للقومية العربية مع مرور الزمن اكتشفوا أخطائهم وأن الله عاقبهم وما وصلوا إليه والابتعاد عن الدين   .

المشكلة ان شعوبنا لا تقرا وتنجر بسهولة للعواطف وحسب رغبتهم الشخصية ولا تعتمد بتحليلاتها على المنطق وإنما على العادات والتقاليد المرجعية الطائفية .. ما يمكن فعله الآن هو التأسيس للخروج من هذه الدوامة باقل وقت وليس مجابهة التيارات القادم 

بعد مرور أشهر على سقوط النظام

بالبداية تفائلت خيرا بأن سقوط النظام لم يتم فيه سقوط ضحايا مدنيين وانتقامات على جرائم النظام السابق ، جاءت مجزرة الساحل ومجزرة وأحداث الدويلعة واخيرا مجازر السويداء ”حروب طائفية” تدل على تأجج الخطاب الطائفي لدى التيارات الدينية ، ومن ناحية اخرى مؤشر بأنه لم يسقط النظام السوري وإنما سقط أشخاص وجاء أشخاص بنفس العقلية مع تغييرات طفيفة

مثلا بغض النظر عن الشعارات السياسية والشعبوية التي تتحكم بمشاعر الناس يمكن أن نقول ضحايا الصراع بين أبناء البلد الواحد قد انخفض  إذا  قارنا خلال 8 أشهر كم شخص قتل في فترة نظام الأسد وفي فترة السلطة الاسلامية الجديدة 

نلتقي بالجزء الثاني مافشل السوريين في تحقيقه  سقوط الأسد

منشورات ذات صلة

خطف السوسيال لأطفال ما هي القصة!؟

أثار جاكوب فريمان البالغ من العمر 43 سنة ، هو  جندي أمريكي سابق  عاصفة سياسية وإعلامية بعد نشره سلسلة من الاتهامات ضد الاجتماعيّة السويدية المعروفة إعلامياً بالسوسيال السويدي (Socialtjänsten)، مدعيًا أنها حاولت ”انتزاع – و – سحب “ أطفاله أثناء إقامته في السويد.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لكن انتشار القصة تضاعف بقوة عندما علّق إيلون ماسك على منشوراته بعبارات قصيرة لكنها كفيلة بإشعال النقاش عالميًا. 

ايضا بعد انتشار منشورات فريمان،بدأ نشاط الحملة الإسلاموية المناهضة للـSocialtjänsten، وهي حملة  انطلقت عام 2022 ووصفتها وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF بأنها أكبر حملة تضليل تأثيرية ضد السويد في التاريخ الحديث. من أبرز الشخصيات التي استعادت نشاطها:

  موسى الشرقاوي (Moustafa El-Sharqwy)

– يوتيوبر إسلاموي مؤثر، لديه أكثر من 1.6 مليون متابع
– معروف بنشر محتوى مؤيد لتنظيمات مصنفة إرهابية مثل داعش والقاعدة
– عاد للحديث عن السويد لأول مرة منذ سنوات بعد منشورات فريمان

فريمان جندي سابق في الجيش الأمريكي وفقا للمعلومات في السويد  عمل في السويد في شركة أمازون Amazon Web Services ولديه دين ضريبي يبلغ 677,515 ألف كرون سُلّم إلى دائرة التحصيل السويدية (Kronofogden)  وما يزال غير مسدد. ولكنه يرفض ذلك، ويؤكد أن مصلحة الضرائب السويدية مخطئة وأنه دفع ما عليه في الولايات المتحدة وفق نصيحة خبراء أمريكيين.

رواية  الجندي الأمريكية السابق

نشر  فريمان سلسلة رسائل على منصة X، ادّعى فيها أن موظفين في الخدمات الاجتماعية – السوسيال السويدي –  حاولوا التدخل في حياته العائلية بسبب خلفيته العسكرية، مؤكدًا أن  السوسيال السويدي غالباً  يحمل ”عداءً للعسكريين وللأمريكيين“. كما زعم أن أطفاله خضعوا لاستجوابات لساعات من قبل غرباء، وأن أشخاصًا مجهولين راقبوا المنزل.

وبحسب روايته، قررت العائلة ”الهرب“ إلى الولايات المتحدة حيث يشعر بأنها ”أرض الحرية“. وأضاف أنه تلقى اتصالات من السلطات السويدية بعد وصوله، قال إنه ردّ عليها بعبارات حادة ولم يسمح لموظفي السوسيال بالحديث أو توجيه الأسئلة له .

 منشورات الجندي الأمريكي انتشرت سريعًا، وعندما كتب مستخدم آخر مقارنة بين قصته وما حدث لليهود في ألمانيا النازية، رد الجندي الأمريكي فريمان بأن وضع أسرته كان ”أسوأ مما حصل لليهود من الألمان النازيين“، واصفًا نفسه بأنه ”أب مسيحي مغاير الجنس يحب عائلته“، في إشارة إلى ما يراه اضطهادًا.

لكن بحسب ما كشفت عنه صحيفة Expressen، فإن الجندي الأمريكي فريمان تقدم في 2018 بشكوى إلى مكتب المظالم السويدي (JO) بعد بلاغ قلق واحد فقط وصل له من السوسيال، لكن  الشكوى أغلقت من قبل مكتب المظالم السويدي (JO) في العام نفسه دون متابعة.

ورغم ذلك، تُظهر الوثائق والتدقيق أن أجزاء من رواية الجندي الأمريكي لا تتوافق مع الحقائق، إلا أن تأثيرها كان كافيًا لإعادة تنشيط الحملة الإسلاموية القديمة المعروفة بـ LVU-campaign، المبنية على مزاعم بأن السلطات السويدية تخطف أطفال المهاجرين، وخاصة الأطفال المسلمين.

كما رفض فريمان مقابلة صحفية، معللًا ذلك بأنه تلقى نصيحة بعدم التحدث مع الصحفيين بسبب ما يراه علاقة ”وثيقة“ بين الإعلام والسلطات السويدية. وأشار إلى تجارب الحرب في أفغانستان حيث شعر بأن الإعلام شوّه الواقع. لاحقًا نشر بيانًا مطولًا ادعى فيه أن البلاغ الذي تسبب في التحقيق جاء بعدما نطق ابنه بعبارات من قبيل:

”والداي يضربان رأسي كأنه كرة سلة.“

وأوضح أن ذلك كان مجرد ”مزاح أمريكي مبالغ فيه“، لكن الاجتماعية أخذته بجدية.

ماتقوله وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF
تشير وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF إلى أن الحملة لم تعد تركز فقط على ملف الأطفال، بل أصبحت جزءًا من سردية أوسع تقول إن “الدولة السويدية بنية قمعية عنصرية”. كما أن صدى الحملة زاد مع تعليق مثير من  حسابات شخصية لاشخاص من مستوى اجتماعي كبير  – مثل حساب إيلون ماسك – رغم أن تأثير ذلك على المجتمع السويدي نفسه غير واضح.

كما اشارت بان  حملة LVU   بعد 7 أكتوبر وأحداث غزة  أصبحت أقل تركيزًا على الأطفال وأكثر اندماجًا في اتهامات ضد النظام السويدي ككل.

وعن علاقة اليمين الأمريكي ومجموعات MAGA  الوكالة توضح أن الإسلامويين هم الفاعل الرئيسي، لكن مجموعات أخرى تشارك أحيانًا بدافع أيديولوجي أو سياسي. فالشرقاوي قدّم خلال بث مباشر رواية بالغة التطرف، زاعمًا أن “خطف الأطفال” يجري منذ عصر الفايكنغ، وأن 100 ألف أسرة غادرت السويد هربًا من الاجتماعية، ودعا المسلمين إلى مغادرة البلاد فورًا. وفي بث آخر، ظهرت امرأة مقيمة في السويد من أصول صومالية – وهي إحدى أبرز وجوه الحملة – وزعمت أن مليون شخص تركوا البلاد، كما اتهمت الدولة السويدية باغتيال ناشطين في حملة LVU، وهي ادعاءات لا أساس لها. اما عن  تعليق ماسك  كان الجواب قد يزيد الانتشار، لكنه لا يعني تغيّرًا فعليًا في سلوك الناس داخل السويد.

الثورة السورية !. متاهات التاريخ عامل اضافي…. الى اين تقودنا!؟

معز محي الدين ابو الجدايل

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

متاهات الثورة !. سؤال كنا قد ناقشناه سابقا ، بين الحين والاخر تظهر عوامل جديدة ، مما يؤدي الى ازدياد من تعقيدات الوضع في سوريا، وبالتالي صعوبة ايجاد حلول لمجتمع السوري ، الذي نهشه الصراع بين الاشخاص القائمين على الحكم والسيطرة على مقدرات الدولة للحفاظ على مكاسبها واشخاص وجدوا فرصة للحصول على مكاسب بعد تداعيات انهيار النظام القائم وعحزه عن تلبية متطلبات ورغبات المجتمع والفرد ، ومن جهة اخرى، ولعدم وجود سياسيين وطنيين نشأ صراع الدولي والاقليمي حيث بات يلعب الدور اساسي في مجريات الاحداث ، لذا لابد لنا من النقاش مرة ثانية ، خصوصا مع تطور الوضع وظهور احقاد تاريخية ، كانت مكبوتة لدى ابناء المجتمع ، لم تحل !. ولم يستطع النظام القائم وبمؤسساته على حلها خلال فترات سيطرته على المجتمع والدولة والخلق !. بل على العكس اسلوبه ونهجه في تطوير مؤسسات الدولة كان قد عزز هذه الاحقاد التاريخية وما يبرر لنا عدم قبول فكرة السماح له بالعودة مرة ثانية.
عن اسباب الثورة ، مع بداية الثورة كانت جميع المؤشرات تدل على تململ الناس من النظام القائم ، ونتيجة قانون جدلي “التراكم الكمي يؤدي الى تحول كيفي” وهذا قانون علمي مع تطور مجريات الثورة لن يتغير ، لكن المتغير هنا الظروف الموضوعية وتطورها!. حيث بدأنا نفكر ونسأل : هل التحول كان ايجابيا ام سلبيا!؟. عن ما هية تلك الظروف والتي قادت الثورة وابناءها الى تحولات مازالت مجهولة.
ايضا تحدثنا عن الصراع الاقليمي والدولي للسيطرة على سوريا وتداعياته على مسار الثورة ، وخصوصا عودة القطب الثنائي “روسيا والولايات المتحدة الامريكية” الى صراع النفوذ فيما بينهما. وعدم وجود المفهوم الوطني لدينا.
لكن هنا في هذه المقال سوف نتابع حديثنا وننطلق عن اسس تلك المتاهات التاريخية واحداثه في القرون الماضية ، وتأثيرها لعدم وجود مؤسسات علمية تتكفل في ايصال الحقيقة العلمية للاحداث الجارية ، وبالتالي النتيجة كانت سيئة ووجود ومن قام بهذا الدور “اشخاص جهلة او عصابات بهيكل مؤسسات تابعة لهذا او ذاك النظام بدون استثناء وابتداءا من نظامنا الحاكم في سوريا” !. لهم ما لهم من تأثيرات وثقة على ابناء مجتمعنا ، لعوامل مثل الجهل وتهرم الثقافة لدى مجتمعنا بحب الاخلاق السامية بعيدة المدى عن الواقع المر، واستخدامها لتنفيذ مآرب اخرى كما يقال!. واستخدام غطاء الدين لنشر افكارهم التابعة لهذا او ذاك الطرف ومن جهة اخرى نتيجة بدائية مجتمعنا وتأثيره بالمؤثرات العاطفية وغير العقلانية ، كنا نراقب الاراء مع تطور احداث الثورة ، بغض النظر من ان الكثير من الشعارات كانت توهم عن وجود وعي شعبي لكن مع مرور الوقت – كانت طبيعة الفرد والمجتمع بحب الكلمات المنمقة والظهور الشخصي اللبق والمتحدث بشكل جيد – قد لعبت دورا في تدمير الذات لدى المجتمع – وما زالت ثقافتة شعبنا تتجه نحو هذا المنهج رسم له من قبل عباقرة الساسة في القرن الماضي “شعارات لا تنتهي وانتصارات بخطابات منمقة …الخ “، ومن هنا عن سبب اضافي لدخول الثورة السورية في نفقها المظلم!.
بالطبع سؤال يطرحه الجميع ، ما هو الحل، والخروج من هذا الصراع الدولي !؟ وكيف يمكن ان تعود سوريا الى وضعها الطبيعي !؟ كدولة لها تأثيرها على المنطقة ، وكشعب ينعم بحريته في اختيار هيكل وبناء دولته !؟
الوقوف على الاطلال ليس بحل ، العودة الى الوراء والاستسلام للنظام القائم، ليس بحل ، تأييد هذا او ذاك من الاقطاب المتصارعة ، وانتظار سقوط احدى الاقطاب ايضا ليس بحل!؟ . هل هناك حل سحري، بالتاكيد لاي عاقل منها الجواب بـ لا !.
لكن يبدأ الحل بالبناء تحت هذا الرماد!. نعم!. قد يضيع الكثير من خلف مشاهد الرعب والمأساة الانسانية لهذا القرن ويرفض النظر الى ما هو اقل رعبا ان لم نقل ايجابيا ، بالرغم ان الكثير منا من تشرد هنا وهناك ولكن الكثير حصل على استقرار في دول اوروبية ومتقدمة علينا الدراسة العمل هنا ، بدلا من القاء اللوم على دمار بلدنا على الاخرين ، لماذا لا نفكر ببناء تجربة العالم المتحضر في بلدنا بدلا من التفكير بالهجرة اليها !؟. اولا : الاندماج بالمجتمعات ولبناء مؤسسات حضارية على نمط المؤسسات الاوروبية كخطوة اولى ، ومن ثم تقوم هذه المؤسسات بالتكفل بابناء جلدتها الاكثر تضررا في بلدنا وفي مناطق المتصارع عليها بين القوى الاقليمية والدولية ، بالرغم من وجود اعمال فردية و بشكل عشوائي لكن يمكن ان نقول ان تنظيمها يعطي نتائج افضل على المستوى الاني والبعيد، وان حققت هذه المؤسسات ثقة ابناء مجتمعها تستطيع التوجه نحو المجتمع الدولي لانهاء مهزلته في سوريا. بدلا من الحديث عن المؤامرة الدولية لنبدأ بالعمل. قد تحقق مستقبل لك الان افضل من غيرك ، لكن مادام ليس هناك وطن ليس لديك ضمانات لابناءك واحفادك ان يعيشوا بخير وسلام.