لقاء  ميرتس والشرع  ولماذا قلق اللاجئين السوريين في ألمانيا ؟

خلال الأعوام السابقة كانت ألمانيا قد استقبلت أكبر عدد من السوريين في أوروبا، والذين يقدر عددهم بحوالي مليون نسمة؛ وبينما يحمل معظمهم تصاريح إقامة مؤقتة أو دائمة، حصل نحو 244 ألف سوري منذ 2016 على الجنسية الألمانية، بحسب المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاء (Destatis)

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

دعوة المستشار الألماني فريدريش ميرتس الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى برلين لمناقشة ترحيل اللاجئين،مما أدت إلى ازدياد في قلق اللاجئين السوريين في ألمانيا

   حيث أفاد ميرتس أن النقاش يخص السوريين من ذوي السوابق الجنائية، مؤكداً أن بلاده تسعى أيضاً للمساعدة في استقرار سوريا.

لكن المستشار الألماني قد صرح مرارا : “أكررها مرة أخرى: انتهت الحرب الأهلية في سوريا. لم يعد هناك أي مبرر للجوء في ألمانيا”. ما بثّ القلق لدى اللاجئين السوريين مع عدم وضوح الفئة التي سيشملها قرار الترحيل فعلياً.

من يشمل قرار الترحيل؟

من التصريحات السياسية يمكن ملاحظة من السهل على الحكومة قانونيا ان تبدأ بترحيل اصحاب السجلات الجنائية من مرتكبي الجرائم في ألمانيا أو من ذوي الملفات الأمنية على خلفية ارتباطات لهم مع منظمات إرهابية أو تنظيمات متطرفة داخل أو خارج ألمانيا، ممن لم ترحلّهم الحكومة سابقاً بسبب عوائق تتعلق بالحرب في سوريا 

ومن ثم  على أن تنظر لاحقاً إلى فئات أخرى مثل العرب السنة، باعتبار تغيرت المعادلات السياسية في سوريا و أن الخطر أكبر على الأقليات الان كما حدث في السويداء والساحل، لكن لا يمكن تجاهل الهدف النهائي الذي يروّج له الحزب وتطالب به الكتل البرلمانية هو إعادة جميع اللاجئين.

 صعود اليمين المتطرف تغييرات بالمعادلات السياسية لا يمكن تجاهلها

حقق حزب “البديل من أجل ألمانيا” – الذي تصنّفه وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية على أنه حزب يميني متطرف – تقدماً كبيراً على حزب ميرتس المحافظ في استطلاعات الرأي قبل انتخابات خمس ولايات العام المقبل، والتي قد تمنح “البديل من أجل ألمانيا” أول رئيس وزراء له. واعتمد الحزب في حملته الانتخابية على برنامج معادٍ للهجرة، ويجادل بأن الإسلام لا يتوافق مع المجتمع الألماني.

لذا يمكن ملاحظة بان المستشار الألماني إن في صراع مع الزمن ليثبت للناخب الألماني جديته في برنامجه الانتخابي الذي كان تقليص أعداد اللاجئين من أبرز وعوده: “هناك انتخابات دورية في 16 مقاطعة ألمانية، 4 مقاطعات منها بما فيها برلين هامة جداً لأنها تعكس المزاج العام فيها، والحزب يسعى لزيادة مقاعده في تلك البرلمانات خاصة مع منافسة حزب البديل لأجل ألمانيا.”


الجدل السياسي هل عودة السوريين آمنة؟

صرح  تورستن فراي وزير المستشارية الألمانية، بأن الشباب المسلمين السنة “لم يعودوا عرضة لأي خطر أو خطر الفقر في سوريا”. وأضاف: “لن تتمكن ألمانيا من مساعدة الناس في مثل هذه الحالات بشكل دائم إلا إذا عاد عدد كبير منهم إلى وطنهم بعد استتباب الأمن في البلاد”.

في الوقت نفسه صرح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول لكتلة التحالف المسيحي في البرلمان الاتحادي بعد زيارته مؤخراً إلى دمشق بأن سوريا تبدو أسوأ مما كانت عليه ألمانيا عام 1945. ورأى أنه من الصعب الطلب من اللاجئين العودة إلى بلادهم في هذه الأوضاع. هذا الكلام أثار جدلاً كبيراً في الأروقة السياسية والأوساط الإعلامية الألمانية، ووضع الوزير في دائرة الانتقاد.

تقارير منظمات دولية 

تقارير دولية تؤكد بان سوريا  بلد غير مستقر حتى الآن، الأشهر الماضية شهدت مجازر بحق الأقليات مثل العلويين في الساحل ومجزرتين ضد الدروز في شهري أيار/مايو وتموز/يوليو”

يوجد ا تقارير من منظمات دولية تثبت حالات اختطاف للنساء، وأخرى إعلامية محلية تثبت وجود حالات قتل تحت التعذيب في السجون السورية، وكذلك تقييد للحريات العامة”.

المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، كان قد صرح منذ أيام أن لجنة التحقيق الخاصة بحالات اختطاف نساء وفتيات في الساحل السوري رصدت 42 حالة اختفاء في 60 جلسة على مدى ثلاثة أشهر، تبين أن منها حالة اختطاف وحيدة.

وكانت وزارة العدل السورية قد شكلت لجنة للتحقيق في الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها المواطنون في السويداء وإحالة كل من يثبت تورطه فيها إلى القضاء المختص. فيما أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري أن الدوافع وراء كثير من الانتهاكات التي وقعت كانت في معظمها “ثأرية الطابع” أكثر من كونها أيديولوجية، وأن الانتهاكات، رغم خطورتها لم تكن ممنهجة بالكامل.

تشير تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وجهات أخرى إلى أن أكثر من 70% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأن البلاد لا تزال تواجه إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم من حيث متطلبات البقاء وإعادة بناء الحياة.

منشورات ذات صلة

سوريا – اسرائيل قصف واشتباكات في جنوب سوريا

كانت إسرائيل قد شنت مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية بعد سقوط نظام الاسد  وأطاحت به هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع  في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، بعد حرب أهلية استمرت نحو 14 عاماً، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ حكومة الرئيس أحمد الشرع على ترسانة الجيش السوري. 

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لكن اليوم بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية في بيت جن في جنوب سوريا   بهدف”اعتقال مطلوبين” ، أفاد مدير صحة ريف دمشق، الدكتور توفيق حسابا،افا لوكالة الأنباء السورية “سانا” إن عدد القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي ارتفع إلى 13 قتيلاً.

افادات التلفزيون السوري 

وذكر التلفزيون السوري عن “عدوان إسرائيلي” على قرية بيت جن الواقعة جنوب غرب دمشق على سفح جبل الشيخ، ما أوقع “شهداء بينهم نساء وأطفال، فيما لا يزال آخرون عالقين تحت الأنقاض”.

وقال مختار القرية عبد الرحمن الحمراوي لوكالة الأنباء الفرنسية إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل إلى بيت جن لاعتقال ثلاثة شبان من أبنائها، ما أدى الى اشتباكات مع السكان الذين حاولوا التصدي لعملية التوغل”.

وإثر ذلك، “قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر مسيرات وبالمدفعية” القرية، وفق الحمراوي، موقعة ضحايا.

وأوضح الدكتور توفيق إسماعيل حسابا أنه تم نقل الإصابات إلى مشفى المواساة مشفى قطنا بريف دمشق، بعضها بحالة حرجة وتحتاج لإجراء عمليات جراحية، مشيراً إلى أن منظومة إسعاف ريف دمشق بالتعاون مع الدفاع المدني السوري قدمت الإسعافات الأولية للحالات، التي لا تستدعي النقل إلى المشافي.

وكما أفاد التلفزيون السوري  عن نزوح عشرات العائلات من بيت جن إلى المناطق القريبة الأكثر أمناً.

بيانات الجيش الإسرائيلي 

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح الجمعة أن قواته نفذت “خلال ليل الخميس الجمعة، عملية تهدف إلى توقيف مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة الإسلامية”، وقال إنهم كانوا “ينشطون” في قرية بيت جن “ويقومون بأنشطة إرهابية ضد مدنيين في دولة إسرائيل”.

وأفاد في بيان عن أن “العملية اُنجزت بالكامل وتم اعتقال جميع المطلوبين والقضاء على عدد من الإرهابيين”، مشيراً الى إصابة ستة جنود إسرائيليين، ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة، في عمليات تبادل إطلاق النار.

كما أعلنت مراراً تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص تشتبه بقيامهم بأنشطة “إرهابية” في الجنوب السوري. وفي موازاة ذلك، توغّلت قواتها إلى المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

العلاقات السورية الإسرائيلية 

ليس  هناك بين  سوريا وإسرائيل علاقات دبلوماسية، ولا يزالان في حالة حرب رسمياً منذ عقود. إلا أنهما أجريا لقاءات عدة برعاية أمريكية خلال الفترة الماضية.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي القوات الإسرائيلية المنتشرة في الشريط العازل خارج المنطقة المحتلة من مرتفعات الجولان السورية، مشدداً على أهمية وجودها فيه، في خطوة اعتبرتها دمشق “غير شرعية”.

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية ما وصفته بـ”الاعتداء الإجرامي” الذي نفذته طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي عبر استهداف بلدة بيت جن في ريف دمشق، معتبرة أن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير منازل بشكل واسع.

وقالت الوزارة في بيان إن القصف جاء “بعد فشل إسرائيل في استهداف بلدة بيت جن مسبقًا”، مشيرة إلى أن الاعتداء الأخير شكّل “جريمة حرب مكتملة الأركان” نتيجة ما خلّفه من ضحايا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى نزوح عدد كبير من الأسر بسبب تواصل عمليات القصف.

وأكدت الخارجية السورية أن “العدوان يأتي في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل في المنطقة”، محمّلة السلطات الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة عن التبعات الأمنية والإنسانية” للهجمات التي وصفتها بأنها “ممنهجة” ومخالفة للقانون الدولي.

وجددت دمشق مطالبتها مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لـ”وقف سياسة العدوان والانتهاكات المتكررة”، واتخاذ إجراءات رادعة تضمن احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.

وشدد البيان على أن سوريا ستواصل “ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكافة الوسائل التي يقرّها القانون الدولي”، مؤكدة أن استمرار الاعتداءات “لن يثنيها عن التمسك بحقوقها وسيادتها ورفضها لكل أشكال الاحتلال والعدوان”.

أول رحلة جماعية لعودة السوريين من هولندا إلى دمشق

انطلقت اول طائرة خاصة تقل 84 لاجئا سوريا باتجاه دمشق  من مطار روتردام-لاهاي Rotterdam–The Hague – ، في خطوة تُعد الأولى من نوعها تنظمها الحكومة الهولندية كرحلة عودة جماعية

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

فيما أوضحت وزارة اللجوء والهجرة الهولندية  أن جميع المغادرين وقعوا وثائق تفيد بسحب طلبات لجوئهم والموافقة على العودة، مؤكدة أن العملية تمت طوعياً من دون أي ترحيل قسري. معظم هؤلاء كانوا إما من الحاصلين على إقامات مؤقتة لم تُجدد أو من أصحاب الطلبات التي لم يُبت فيها بعد.

قدمت الحكومة للمغادرين دعماً مالياً عبر برنامج “مساعدة العودة الطوعية”، حيث حصل كل بالغ على نحو 2800 يورو، بينما مُنح الأطفال ما يقارب 1650 يورو. وكان من المقرر أن تتوقف الطائرة أولاً في إسطنبول قبل استئناف الرحلة إلى دمشق.
فيما أشارت منظمة Solid Road، التي تعمل على برامج العودة، إلى أن الحنين إلى الوطن والرغبة في لمّ شمل العائلة كانا أهم أسباب اتخاذ هذا القرار، لاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وهو التطور الذي اعتبره البعض إشارة إلى إمكانية تحسن الأوضاع.

لكن هذه العودة الجماعية أثارت انقساماً واسعاً داخل هولندا. فبينما اعتبر وزير اللجوء المؤقت Van Veld (حزب VVD) أن سوريا باتت أكثر أمناً مما كانت عليه سابقاً، حذرت منظمات اللاجئين من أن الخطر لا يزال قائماً في مناطق عدة، معتبرة أن إعلان “أمان سوريا” قرار متسرع.

وبحسب أرقام رسمية، غادر أكثر من 700 سوري الأراضي الهولندية بين يناير وأغسطس 2025 ضمن برامج العودة المختلفة، في وقت يُقدر عدد السوريين المقيمين حالياً في البلاد بنحو 150 ألف شخص.