انت تريد …!؟ وهذا يريد …..!؟ والله للشعوب يفعل ماتريد.

معز محي الدين ابو الجدايل 

نتابع الاحداث كعمل صحفي يعتمد على التوثيق والتحليل العلمي المعاصر نجد ان نقطة انطلاقة الثورة السورية هي انعطاف لتحول تاريخي في المجتمع السوري ، لابد لنا من الاشارة الى عظمة هذه الحركة في تاريخ شعبنا السوري، فالتغيير قد بدا وله صراعات بين ثلاث محاور :
الاول النظام القائم بما يحيط به من طبقة مساندة منذ عقود، نجد ان هذا التيار يضعف ويفقد قوته يوما بعد يوم بعد يوم رغم انه يملك (القوة الاقتصادية والعسكرية ويستخدمها من اجل البقاء) ولكن بالتدقيق الى تلك المفاراقات التي لم يستطيع النظام القائم فهمها حتى الوقت الحاضر، نتقدم بمثال لعل القائمين على القرارات في هذا التيار يراجع الحسابات ويعرف ان الوقت قد انتهى والزمن قد تغير!؟ فمن مبادئه التي كان يدرسها لطلاب المدارس في منهاج التربية القومية (التراكم الكمي يؤدي تحول كيفي): لقد تم بناء نظام ديكتاتوري (الحزب الواحد) استخدام القمع عبر تاريخ حزب البعث، كان قد نجح بزرع الخوف لدى ابناء شعبه لفترة تاريخية ما، اما الان نجد ان العنف المفرط الذي يتبعه يزيد من تلاحم ابناء المدن السورية في مواجهته ويزداد اصرار يوما بعد يوم، يبقى السؤال مطروحا للنظام القائم هل فهمت لماذا او متى ستعي ذلك وتجنب ابناء جلدتكم الكثير والكثير من المتاعب؟.
والثاني طبقة سياسية جديدة: من الملاحظ ان الكثير من المثقفين والسياسيين و… قد فهموا حركة التاريخ و اندفعوا و قد تظهر للبعض وبالشكل العام من اجل مساندة شباب الثورة وابناء شعبنا الرافض للوضع القائم، لكن في الدراسات النفسية لسلوك الانسان تقول لنا انها غير ذلك ،فهذه العلوم لها مؤشراتها ولكن بغض النظر عن ذلك و لاسباب قد نعرفها جميعا لكن من اجل الحذر نجد لدى القراءة التاريخية لحركات الشعوب ان تلك الطبقة يمكن ان تكون الاخطر على مستقبل البلاد كما حصل في الغالبية من بلدان اوروبا الشرقية مثلا، وبدون توجيه اتهامات لاحد ونحمد الله ان هذه الدوافع مازالت تصب في مصلحة الشعب والثورة وتعيش تحت سيطرته رغم تفاوت الاراء بينها وتقاذفها لكن يمكن ان تكون مسألة مؤقتة وهذا ما لا نرغب رؤيته الا بعد ان يقوم الشعب السوري ببناء مؤسسات دولة ذات طابع مدني علمي تتكفل بحمايته هو ومصالحه كما حدث عبر التاريخ التجربة في دول اوروبا الغربية.
الثالث وهو اساس جوهر الصراع الا وهو الحراك الاجتماعي او الشعبي: رغم ان ابناء الشعب السوري يقودون الثورة من خلال وعي جماعي بضرورة التغيير الا ان هذه الوحدة تبدأ بالتفكك لتنشأ علاقات ذات مكونات جديدة بعد الانتقال الى مرحلة ما بعد وجود النظام القائم ، لكن اذ لم نقرأ التاريخ الذي يعطينا يفسر لنا عن تحول الثورات في العالم عن اهدافها المرجوة لابناء الشعب لاسباب كثيرة قد نواجه صعوبات كبيرة في قراءة ما سوف يحدث، فأمامنا تجارب كثيرة ومن الافضل دراسة التجارب التحول للدول المتقدمة والغنية من اوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة الامريكية للاسباب نذكر منها:انها رفضت ثقافة الفرد القائد التي كانت سائدة في القرون الماضية، وهي صحيحة لان الفرد ليس اله لا يخطئ و خطأ الفرد القائد قد يسبب ضريبة كبيرة لابناء المجتمع الواحد يستغرق زمن لاصلاحها عقود وعقود مثال ”ما زالت روسيا تعاني من ثقافة الاتحاد السوفيتي بعد مرور عقدين من الزمن”.
ومن هنا نطلق تلك العبارة ” انت تريد ونقصد بها النظام ، وهو يريد : الطبقة السياسية الجديدة والله للشعوب يفعل ما تريد : اي في النهاية الحكم يكون ابناء الشعب الذي سوف يعبر عن طموحاته حسب ثقافته وتطور الفكر لدى ابناءه ليقف لجانب هذا او ذاك او ليفرض فرز نوع جديد من العلاقات الاجتماعية ، وما نأمل له ان تكون خيارات الشعب السوري الافضل لبناء مستقبل افضل له ولابناءه .