Arkiv 2011

تطور الوضع في سوريا …… وفي ضوء ما تدعى المبادرة العربية

معز محي الدين ابو الجدايل 

 في احدى التصريحات للقادة الاسرائيليين، في منتصف القرن الماضي،: العرب لا يقرأون وان قرأوا لا يفهمون، وان فهموا لا يفعلون، وبالطبع كنت مخطأ بانطباعاتي الاولية بانه شخص عنصري، تجاه ابناء عمومته، وذلك لاننا ومن خلال ما تقوم به الجامعة العربية وانظمتها تدل على صحة قوله، فهو عاشر جهلهم وغباءهم ،وسخافة شعاراتهم…..!
بالطبع لدى بزوغ الفجر والربيع العربي ، بدأت تنكشف الكثير من الضبابية حول طبيعة هذه الانظمة (على الملأ) وخصوصا امام شعوبها ومن جهة ثانية امام العالم . نشأت هذه الانظمة وعاشت على شعارات القرن الماضي امام تطلعات شعبية عارمة – في الفترة السابقة- نحو بناء مجتمع افضل له ، بعد ما عاناه من الاحتلال العثماني ومن ثم جاءت الانتدابات الغربية ، وقد سادت بتلك الفترة ثقافة حركة التحرر العالمية بما تحمله من مساوئ ، نجد نتائجها السلبية في عصرنا هذا، من ثقافة العنف والضياع الان تنعكس على ابناء شعوبنا.
لكي نحدد ما نقصد به وخاصة اننا امام تساؤلات كثيرة في الاولويات، فعندما نسمع دولة اجنبية ما (لن نذكر اسماءها لانها اصبحت معروفة لدى الجميع) ، تقول عن ضرورة الحوار الوطني ”حالة جديدة مجهولة عن التعريف” وتحاول فرضها على الشعب السوري،وتتهم ابناءه بالارهاب لانه يريد حياة افضل ، نفهم هذه التصريحات على اساس ان هذه الدولة او تلك تبحث عن مصالحها السياسية وتغض النظر عن جرائم النظام، لان عدد القتلى تبقى بالنسبة لها ارقام عند مصالحها ، وفي هذه الحالة نفهمها بالتحليلات العلمية لطبيعة هذه الدول، ذلك فهي ذات طبيعة لا تعني لها شيء مايقال عن الحالة الانسانية الا شعارات ، ولاسباب تخصها – ولكن نجد انه يجب على من يمارس النشاط السياسي فهمها وتقديم برنامج علمي لحل هذه المعضلة- ولن نناقشها الان،بحاجة الى بحث مخصص لها،ومن جهة ثانية ليست ذات اهمية لاضاعة الوقت معها.
ولكن عندما تجتمع جامعة الدول العربية (الانظمة) التي تتدعي الاخوة في الدين والعرق وتقف عائقا اما تطلعات الشعب الشعب السوري نحو مستقبل افضل ، لانستطيع ان نفهمها ، وفهم مبادرتها الفاشلة، الا من ناحيتين ، الاولى : ان هذه الادعاءات كلها عبارة عن شعارات وجوهرها انها تبحث عن مصالحها على حساب تطلعات الشعب السوري. ففي علم السياسة الحوار يكون بين قوتين لم تستطع احدها ان تقوم بالحسم العسكري، فتقوم الدبلوماسية لحل هذا الصراع على اساس سلمي ، ولكن في الحالة السورية هي ثورة قام بها ابناء الشعب السوري ضد نظامه ، لا توجد قوى سياسية تقوده ، او تستطيع ان تنسب لها هذا العمل العظيم او حتى تطرح شعارات غير شعاره ، ومن هنا نطرح سؤالنا ، هل يفهم هذا اصحاب الفخامة من السادة العرب في الدول هذه المعضلة ؟ ام ان السياسة بالنسبة لهم عبارة عن نزوة مثلها مثل اي نزوة لمراهق؟ او انها وجدت لنفسها طريق اخر للتبرير ، فهي لا تعترف بحقوق الانسان وليس لديها مثل هذه الثقافة ، لذا اتخذت خطا اخر باسم العرق والدين؟
لو نظرنا قليلا الى الوراء ومراقبة الاحداث السياسية التي شهدتها منطقتنا وبقراءة تاريخية موثقة بعيدة عن الانحياز لهذا او ذاك النظام ، نجد انه لا استغراب في مواقفهم ، فقد عانى الشعب اللبناني وما زال يعاني من تجارة هذه الانظمة ، فالحرب الاهلية التي امتدت لسنوات، كان احدى اسبابها ان هذه الانظمة لايقرأون ولايفهمون وان قرأوا لايفعلون ما هو الخيار الصحيح الذي يقال عنه في علم السياسة ،ومن هنا لابد ان نجد اسئلة تخص طبيعتها تصل الى مستوى التشكيك في الية عملهم، هل يعرفون ماهي السياسة ام يبحثون عن ملذات شخصية في العظمة ؟ ودم ابناء الشعب العراقي الذي كان سببه طبيعة هذه الانظمة بحجة الاحتلال (رغم ان الولايات المتحدة والدول كانت قد حررت العراق من ديكتاتورية دموية) قامت بدعم الارهاب في سبيل مصالحها الشخصية، هل سألوا انفسهم كيف سيقابلون وجه ربهم بهذه الجرائم، بما انهم يؤمنون بهذه العقيدة؟
قد لا يكون لنا الوقت الكافي للاجابة على هذه الاسئلة ، فهي لا تخصنا نحن السوريين بشيء لاننا لسنا امام محاسبتها وجدلهم وانما اشرنا الى الية عملهم لكي نأخذ الحذر من تكرار تجربة الماضي وفي بلدان اخرى  ومن جهة ثانية نحن امام سؤال اهم  ماهي السبل لبناء  وطن وانقاذه من مخاطر كثيرة، من هنا لابد لنا كمراقبين صحفيين الاشارة عن الضروريات الاساسية لهذه المرحلة وايصالها للتيارات السياسية السورية الجديدة والقديمة وخاصة ان طبيعتها مازالت متأخرة عن العمل السياسي الصحيح فهي لا تملك مؤسسات علمية ” ظاهرة غريبة عليها بعض الشي” لتقوم بطرح الطرق المناسبة لانقاذ البلاد .
لا بد من الابتعاد عن التدخل العربي وتلك الدول المساندة للنظام القائم وتجاهلها تماما فهي بالنهاية ليست قوى فعالة لدرجة اعطائها مسؤوليات لا تستطيع تحملها، وانما تقوم وبآلية عملها على تدمير آمال شعبنا نحو مستقبل افضل ، ونحمد الله ان هناك فرصة سامحة بوجود قوى يمكن ان تساعدنا لها تجارب تاريخية كثيرة مثال :الصين وعبر العقود المنصرمة ساندت كوريا الشمالية والنتيجة نظام يضطهد شعبه اولا ، اما الولايات المتحدة الامريكية التي ساندت كوريا الجنوبية مثالا نقتدي به في بناء دولة المؤسسات التي تحمي ابناء شعبه، كما ندعوهذه التيارات بان لا يغتالوا ثورة ابناء شعبهم العظيمة (لغاية في نفس يعقوب وتكرار خطا ارتكبته اجيال سابقة بالبحث عن طموحات شخصية ، بل فهم ميزات العصر ورسم استراتيجية حقيقة لبناء سورية الحديثة بعيد عن تكرار الشعارات في الشارع وانما العمل على تحقيقها له .

انت تريد …!؟ وهذا يريد …..!؟ والله للشعوب يفعل ماتريد.

معز محي الدين ابو الجدايل 

نتابع الاحداث كعمل صحفي يعتمد على التوثيق والتحليل العلمي المعاصر نجد ان نقطة انطلاقة الثورة السورية هي انعطاف لتحول تاريخي في المجتمع السوري ، لابد لنا من الاشارة الى عظمة هذه الحركة في تاريخ شعبنا السوري، فالتغيير قد بدا وله صراعات بين ثلاث محاور :
الاول النظام القائم بما يحيط به من طبقة مساندة منذ عقود، نجد ان هذا التيار يضعف ويفقد قوته يوما بعد يوم بعد يوم رغم انه يملك (القوة الاقتصادية والعسكرية ويستخدمها من اجل البقاء) ولكن بالتدقيق الى تلك المفاراقات التي لم يستطيع النظام القائم فهمها حتى الوقت الحاضر، نتقدم بمثال لعل القائمين على القرارات في هذا التيار يراجع الحسابات ويعرف ان الوقت قد انتهى والزمن قد تغير!؟ فمن مبادئه التي كان يدرسها لطلاب المدارس في منهاج التربية القومية (التراكم الكمي يؤدي تحول كيفي): لقد تم بناء نظام ديكتاتوري (الحزب الواحد) استخدام القمع عبر تاريخ حزب البعث، كان قد نجح بزرع الخوف لدى ابناء شعبه لفترة تاريخية ما، اما الان نجد ان العنف المفرط الذي يتبعه يزيد من تلاحم ابناء المدن السورية في مواجهته ويزداد اصرار يوما بعد يوم، يبقى السؤال مطروحا للنظام القائم هل فهمت لماذا او متى ستعي ذلك وتجنب ابناء جلدتكم الكثير والكثير من المتاعب؟.
والثاني طبقة سياسية جديدة: من الملاحظ ان الكثير من المثقفين والسياسيين و… قد فهموا حركة التاريخ و اندفعوا و قد تظهر للبعض وبالشكل العام من اجل مساندة شباب الثورة وابناء شعبنا الرافض للوضع القائم، لكن في الدراسات النفسية لسلوك الانسان تقول لنا انها غير ذلك ،فهذه العلوم لها مؤشراتها ولكن بغض النظر عن ذلك و لاسباب قد نعرفها جميعا لكن من اجل الحذر نجد لدى القراءة التاريخية لحركات الشعوب ان تلك الطبقة يمكن ان تكون الاخطر على مستقبل البلاد كما حصل في الغالبية من بلدان اوروبا الشرقية مثلا، وبدون توجيه اتهامات لاحد ونحمد الله ان هذه الدوافع مازالت تصب في مصلحة الشعب والثورة وتعيش تحت سيطرته رغم تفاوت الاراء بينها وتقاذفها لكن يمكن ان تكون مسألة مؤقتة وهذا ما لا نرغب رؤيته الا بعد ان يقوم الشعب السوري ببناء مؤسسات دولة ذات طابع مدني علمي تتكفل بحمايته هو ومصالحه كما حدث عبر التاريخ التجربة في دول اوروبا الغربية.
الثالث وهو اساس جوهر الصراع الا وهو الحراك الاجتماعي او الشعبي: رغم ان ابناء الشعب السوري يقودون الثورة من خلال وعي جماعي بضرورة التغيير الا ان هذه الوحدة تبدأ بالتفكك لتنشأ علاقات ذات مكونات جديدة بعد الانتقال الى مرحلة ما بعد وجود النظام القائم ، لكن اذ لم نقرأ التاريخ الذي يعطينا يفسر لنا عن تحول الثورات في العالم عن اهدافها المرجوة لابناء الشعب لاسباب كثيرة قد نواجه صعوبات كبيرة في قراءة ما سوف يحدث، فأمامنا تجارب كثيرة ومن الافضل دراسة التجارب التحول للدول المتقدمة والغنية من اوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة الامريكية للاسباب نذكر منها:انها رفضت ثقافة الفرد القائد التي كانت سائدة في القرون الماضية، وهي صحيحة لان الفرد ليس اله لا يخطئ و خطأ الفرد القائد قد يسبب ضريبة كبيرة لابناء المجتمع الواحد يستغرق زمن لاصلاحها عقود وعقود مثال ”ما زالت روسيا تعاني من ثقافة الاتحاد السوفيتي بعد مرور عقدين من الزمن”.
ومن هنا نطلق تلك العبارة ” انت تريد ونقصد بها النظام ، وهو يريد : الطبقة السياسية الجديدة والله للشعوب يفعل ما تريد : اي في النهاية الحكم يكون ابناء الشعب الذي سوف يعبر عن طموحاته حسب ثقافته وتطور الفكر لدى ابناءه ليقف لجانب هذا او ذاك او ليفرض فرز نوع جديد من العلاقات الاجتماعية ، وما نأمل له ان تكون خيارات الشعب السوري الافضل لبناء مستقبل افضل له ولابناءه .

الثورة السورية تكبر يوما بعد يوم …. وباعتراف النظام القائم

معز محي الدين ابو الجدايل 

عند انطلاق الثورة في منتصف شهر أذار ، بغض النظر عن تلك الصورة التي أرادت رسمها بثينة شعبان وإظهارها لدى وسائل الاعلام ، فقد اعترفت بأن العشرات فقط من خرج في التظاهرات والان في جمعة ”حماة الديار” ، بعيدا عن تلك المهاترات واللعب السياسي لدى اتباع النظام، فقد اعترف احد الصحفيين التابع له ، حين قال وفي اتصال مع قناة الجزيرة ” ان 50 الف متظاهر لا يعني ان الشعب السوري كله قد خرج”. وهنا سؤال يطرح نفسه على السلطة القائمة هل تستطيعون قراءة وتفسير لنا هذا الواقع ؟ او حتى فهمه وتغيير نهج الضربة الاستباقية ؟ ام مازال النظام القائم يحاول الخداع بحجة انه يمارس السياسة الغاية تبرر الوسيلة وأي سياسة هذه يتبعها ضد ابناء شعبه !!؟. وبما ان حزب البعث يعتبر نفسه حزبا علمانيا (نتحتفظ نحن على هذا بالطبع) ونسأل هل استطاع ان يفهم واقع بلاده، بعد ان اعطى لنفسه وبالدستور حق القيادة للمجتمع والدولة لعقود وعقود؟.
اما الاعتراف الدولي بالثورة السورية  ورغم انه يراوح مكانه بسب الموقف السلبي لدى الصين وروسيا، فقد بدأت دائرته تتوسع ، فنجد ان روسيا كدولة عظمى وآخر حليف لنظام القائم بدأت تشعر بان ”ارادة الشعب السوري لا تقاوم وخاصة انها ناضجة وتعرف ما تريد”، فلدى تصريح لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية الروسي ”الوضع في سورية قد يصبح خارج السيطرة بعد شهر ما لم يتم إجراء إصلاحات” من هنا نجد ان روسيا تعطي الفرصة الاخيرة للنظام بعد ان استغنت عن القذافي مع العلم اننا كصحفيين لابد لنا من التحفظ عن اسباب هذا الدعم الروسي للنظام فلدى توثيق احداث الثورة نجد ان النظام القائم حتى الوقت الحاضر غير مستعد للتنازل عن مكاسب حققها لعقود وعقود. والعقلية الامنية في النظام مازالت تعتمد على استخدام القوة !؟..
من هذا الواقع الذي نعيشه لابد لنا من تحديد المصطلحات، ونجيب على الكثير من محاولات التضليل، النظام صرح وعبر قنواته المعتادة ”الطابور الخامس”، بان الضربة الاستباقية التي تبناها ستنفع ، لقد قلنا بانها فاشلة واليوم نؤكد هذا حسب عملنا الصحفي بالتوثيق. فنجد ان النظام لجأ لاستخدام العنف تجاه المحتجين بحجة وجود ”مندسين وارهابيين يحملون السلاح” وبالطبع نحن نؤكد ذلك ونتفق على هذا ولكن الاختلاف بينا واحد، اصابع الاتهام لدينا تتجه الى هؤلاء الاشخاص من اجهزة الامن وعناصر اخرى ، اصبحت معروفة للجميع و يطلق عليها بشكل صريح باسم ”الشبيحة”. وقد خصصنا لها شرح كامل في مقالة سابقة ”لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس …يا سيادة الرئيس!!!؟”
لو سئل اي شخص من ابناء الشعب السوري ،نجد انه يعرف كيف تفكر السلطة القائمة في بلدنا ، فقد كان هدفها إثارة الخوف بين الناس، اظهار القوة من جهة وجهة اخرى تلبس لباس الدبلوماسية الاعتراف بحق الشعب واصدار المراسيم التي لا تنفع ولا تضر، فحسب اعتقادهم بان يعود الوضع الى ما كان عليه، بالطبع هذا التخطيط يدعى في علم السياسة (القوة والدبلوماسية) كانت تستخدمه الدول في الصراعات الخارجية وليس الداخلية للبلد.
 ومن اهم ملاحظاتنا لدى توثيق تصريحات المسؤولين السوريين نجد ان النظام القائم في سوريا قد انتهج وعمل على ثلاث محاور
1- استخدام العنف هذا اصبح واضحا للجميع ونجده في قمع المحتجين من اجهزة الامن وحتى لدرجة توريط الجيش. ورغم كل هذا يمكن ان نقول ان الثورة ومجرياتها عبارة عن عاصفة تكسر اشواك الماضي، لزراعة ورود جديدة.
2- الدبلوماسية تكمن بالاعتراف بحقوق المتظاهرين. محاولة يائسة لامتصاص صدمة الغضب من المحتجين.
3- محورآخر يمكن ان نطلق عليه كما يقال ”يركب موجة الثورة” تصريحات مسؤوليين من مجلس الشعب السوري نجاح الثورة وقيادة الرئيس لها وهنا علامات استفهام كثيرة تدخل في اطار نكات جحا المعروفة.
ولابد ان نذكر العامل الخارجي: اي اعتماد النظام على القوى الخارجية في اعطائه شرعية قمع المحتجين ، كل هذا ونستطيع ان نقول جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تنطوي هذه اللعبة على ابناء الشعب السوري، فانتقلت الشعارات من شعارات اصلاح الى اسقاط النظام وباعداد اكبر والسؤال الذي يطرحه المراقبون لماذا؟ والجواب بكل بساطة اذا انطلقنا من حديث شريف للنبي الكريم ص ”لايلدغ المسلم في حجره مرتين”. ونعتذر من شيوخ الاسلام لنقول ”إن الشعب السوري لا يلدغ من حجره مرتين”.

روح العظمة عند الشعب السوري في القضاء على المؤامرات المتتالية

معز محي الدين ابو الجدايل

لا بد من متابعي الثورة السورية ، ملاحظة الكثير من الملاحم البطولية والانسانية والعصرية لدى شعبها، نسلط الضوء على الشعارات التي يرفعها ابناء شعبنا ، نذكر منها : ”الشعب السوري ما بينهان” تحمل بطياتها التعبير عن صبر وآلام امتدت لزمن طويل من الاهانة التي كانت توجه له ، ومن قبل السلطة القائمة و ”سلمية سلمية” اصرار الشعب على التغيير، رغم وقوع الكثير من الشهداء على يد النظام و اليوم في ”جمعة التحدي يرفع ابناء الشعب السوري ”شهداء على الجنة بالملايين” ، كانت هذه رسالة جديدة يرسلها الشعب للنظام وللعالم بعد تلك الهمجية والعقاب الجماعي لابناء شعبنا في درعا خصوصا، وكل المدن تنتظر بشجاعة نصيبها من همجية النظام وتصر على انهم عزل لا نقتل احد دمنا جميعا في سبيل مستقبل افضل لسوريا وخالية من ألقاب الحيوانات (الاسد ، الجحش ، النمر….)، وكل هذا القمع والناس تخرج عزل الى الشارع ، لا ترفع سلاحا إلا أكفانها بيدها ، تظهر للعالم اجمع، مدى روح التسامح عند شعبنا، هذه الروح مازالت بنفوس ابناء الشعب السوري منذ الالف السنين ، كيف لا، والسيد المسيح اول من نادى بهذه الاخلاق الحميدة!!؟.
مازال النظام القائم في سوريا ”يغرد على ليلاه” كما يقال، يدعي ان هناك مؤامرة…. وحسب مايذكر بعباراته الدبلوماسية المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية ، وبدورنا نتفق على الاطار العام ,ونقول ان روح العظمة لدى الشعب السوري جعلت المؤامرة عليه دائمة وكانت اول مؤامرة في اواخر الخمسينات من القرن الماضي عندما استغلت قوى ما ، تدعي بالحركة التحرر العالمية تلك الروح لدى ابناء شعبنا وغدرت به وأنشأت نظام ديكتاتوري وبيروقراطي ،وشخصيات لن نطلق عليها تلك المصطلحات القديمة (الخيانة او …) بل شخصيات مريضة نفسية،( السادية الدموية، وعقدة النقص لدى القادة و…) عطلت عجلة التقدم لدى المجتمع السوري، عبر آلية معروفة لدى شعوب كثيرة وقعت تحت وطأة هذه الانظمة واوقعته بذل لعقود طويلة.
والان بعد ان قامت ثورة الكرامة له، لم ترق لها هذا (دول تدعي حركة التحرر العالمي)، كلنا سمع هذه العبارة في مجلس الامن (الازمة في سوريا لا تؤثر على السلم العالمي وليست من اختصاص مجلس الامن التدخل بالشؤن الداخلية لاي بلد) اي ان دمه المستباح من قبل الااجهزة الهمجية لدى هذه القوى غير مهم!!؟ وبالتالي من هذه النقطة نختلف عن ماهية هذه المؤامرة والى من يتم توجيه اصابع الاتهام؟ نطرح هذا السؤال لكي يجيب عليه ابناء الشعب السوري، هل الدول التي تقدمت بمشروع الى الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للتدخل وايقاف اعمال العنف والهمجية من قبل اجهزة الامن للنظام القائم هي المسؤولة عن المؤامرة ام تلك الدول التي عارضت اي قرار يمس النظام القائم !!؟.
وبدورنا نراقب الاحداث عن كثب في بلدنا الحبيب، ونوثق احداث ثورة الكرامة في سوريا ، نقول هي عاصفة حب يوما بعد يوم تسقط قناع جديد لن تهدأ الا بعد سقوط كل الاقنعة ، التي اغتالت امالها في النهوض لعقود وعقود . ولا يخفى هذا على ابناء الشعب السوري سواء ممن كسروا حاجز الخوف او ممن مازال يخشى بطش ومرضى هذا النظام ومساوئه .

  

لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس                      (يا سيادة الرئيس!!!؟)

معز محي الدين ابو الجدايل  

لقد تم الاقرار وعلى لسان الرئيس، تم بثه على شاشات التلفزيون السوري في توجيهات الرئيس لاعضاء مجلس الوزراء أن أجهزة الأمن ”ليست مدربة للتعامل مع المحتجين” ، أما الاعلام لدى نظام البعث يحاول التهرب من هذه المعضلة بان هناك جماعات مسلحة او سلفية او …، وهي بالطبع تسميات تدعى باللغة العربية (نكرة) اي مجهولة المكان والزمان ويجب التعريف والابتعاد عن السياسات السائدة في العهد السابق من الديماغوجية ، وان كانت دعوة الرئيس إلى وزرائه ”الشفافية” و”التقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب جادة نطالب سحب جميع العناصر الامنية من شوارع المدن وعدم اعتقال احد وعدم التعرض للمتظاهرين، ريثما يتم تجهيزها وبالاستعانة من خبرات اجنبية في دول متطورة بالتعامل الانساني وحماية المتظاهرين لا قتلهم ”طبعا اذا كانت نظرتهم انسانية لابناء الشعب!!؟” ، ولكي لا يكون هناك شهداء من ابناء الشعب ، كل المقاييس الانسانية تقول لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس.
لا بد لنا من التعرج لتطور الاحداث في بلدنا الحبيب سوريا ، وخاصة اننا نحن جميعا سواء سياسيين أوحقوقيين أوصحفيين أو….. نخطو خطوات متأخرة عن ابناء الشعب السوري بأطفاله وشبابه ورجاله ونساءه، عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت تطالب بالحرية والكرامة والغاء بعض القوانين التي تعرقله في بناء حياة شريفة وافضل له ولابناءه ، ولكن الان بعد اكثر من شهر نجد حناجر ابناء الشعب السوري توحدت لتطلق العنان لاسقاط النظام ، سؤال يطرح نفسه لماذا؟.
شاعت ابان انطلاق الثورة في سوريا وخاصة من احزاب وشخصيات مقربة من النظام عن خطوات استباقية، (هي بحد ذاتها كانت من مؤشرات على خوف الحكومة القائمة من انتقال الاحداث الى سوريا) ولكن المحللين والمراقبين ينتظرون كيف سيتم ذلك على ارض الواقع؟، هل سيقوم النظام القائم باصلاحات سريعة، لتخفيف الاحتقان المتراكم عبر العقود السابقة؟ ام الخطوة الاستباقية بحسب قناعتهم هي عبارة عن خطوات انتحارية بقناعة الطرف الاخر من المحللين أي تكتيكات بوليسية لا تنفع الا في سقوط شهداء وتلطيخ يدها في الدم واستخدام العنف كما فعلت الانظمة المنهارة او يأخذ منحى الارهابي معمر القذافي ؟ .. لم يتأخر الجواب كثيرا ،بعد انطلاق الشرارة في 15 اذار كانت عبارة عن تكتيكات بوليسية.
صحيح ان النظام القائم في سوريا كان قد اعترف بحقوق المواطنين (ابتدأ على لسان بثينة شعبان) ولكن الغباء في هذا الخطوة الاستباقية كان مرفقا بتوجيه اصابع الاتهام للتدخل الخارجي الوهمي كما اعتادت على ذلك وعبر العقود الماضية (علما ان هذا بحد ذاته كان عاملا اساسيا في بابتزاز ابناء الشعب ورفضه لهذه السياسة) بدلا من الاعتراف المباشر بالاخطاء واجراء محاسبة علنية ودون تباطئ امام ابناء الشعب السوري للمسؤولين عن سقوط شهداء لتكون بداية الاصلاح العملية لاقناع الشعب بأن هناك امل في اصلاح النظام، بدأت عمليات التهرب ومن هنا بدأت عملية الشرخ الكامل بين ابناء الشعب السوري والنظام القائم، علما ان هذا الشرخ كان موجودا في الاصل ومتراكم خلال عقود من نظام البعث، لكن من هذه النقطة يمكن اعتبار انه فقد اخر خيوط الوصل مع ابناء شعبه. اصدار القوانين والغاء اخرى يمكن ان تكون للبعض وخاصة أولئك المعتادين على التصفيق للنظام القائم من احزاب وشخصيات مستفيدة من الوضع القائم خطوة عظيمة ”وهم قلة”، ولكن للغالبية العظمى من عامة الشعب والمحللين ما هي الا ظاهرة شكلية يجب ان تليها خطوات عملية لانهاء حالة مرضية استمرت لعقود وعقود، ومن الملاحظ لدى تطور الاحداث ان النظام القائم لايفهم تغيرات الزمن يقوم على اساليب المخادعة التي اصبحت بالية مثلا :الخطر الخارجي والعدو الاجنبي والامبريالي، لا يمكن ان تؤدي لنتائج (لان الشعب لمس هذا العدو متغلغلا في مؤسساته وعبر عقود).
في الامس (الجمعة العظيمة كما سماها ابناء الشعب السوري) جاءت الاحداث لتؤكد رد فعل الشعب في الشوارع الا وهو اسقاط النظام ،والرد كان سريعا من النظام القائم مزيدا من الشهداء،  اذا المشكلة في سوريا ليس فقط باصدار او الغاء هذا القانون فقط ، وانما ايضا في الية عمل المؤسسات وخاصة البوليسية التي تستطيع قلب أي قانون متطور في البلد الى عبء على ابناء شعبه، فهي ذات قيم بالية تعتمد بسيطرتها على انتهاك لحقوق الانسان وسلب الكرامة واموال ابناء جلدتهم ، تم شرح ذلك بمقالة سابقة، (قانون الاحكام العرفية والاثر السلبي “تحويل نظام المؤسسات في الدولة الى نظام العصابة المنظمة” ياسادة ….!!!!) وفي النهاية يبقى السؤال داخل الطبقة الحاكمة في البلاد هل ستبقى على هذه الحالة من الغباء ام انها ستحترم قواعد اللعبة السياسية وان كان لدينا تحفظات كثيرة عليها ولكن كما اعتادوا على فهمها والتسليم بامر الواقع وانقاذ ابناء جلدتهم من حمامات دم مستقبلية ترتكبها الاجهزة الامنية!!!؟

الانظمة العربية واحزاب حفرت قبرها بنفسها

معز محي الدين ابو الجدايل   

بالاطلاع على شعارات الاحزاب في البلدان العربية نجد ان الغالبية العظمى منها  تتبنى هذه المقولة لكارل ماركس (الرأسمالية تحفر قبرها بنفسها) ، برغم ذلك وبالمقارنة مع واقعنا المعاصر نستذكر تلك الاية القرآنية ، قال الله تعالى بوصفه اهل الكتاب (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ)
كان ماركس قد اعتقد ان جوهر النهج للرأسمالية سيكون مشابها للنظام الاقطاعي لذا فلن يكن بمقدوها (اي الراسمالية) استيعاب التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لبلدانها وبالتالي لا تلبي متطلبات المجتمع وتحفر قبرها بنفسها. بالمقارنة العملية مع الواقع للبلداننا ،نجد ان كل الانظمة العربية واحزاب تابعة لها، لم تستطع قراءة الواقع الحالي من تغييرات والتطور الحاصل للمجتمعات البشرية وتطلعات ابناء جلدتهم للحاق بعصرهم ، اي انها قد حفرت قبرها بنفسها. وهذا واضح لنا جميعا عدا قادتنا العظام واذنابهم ، قدموا مسرحيات هزلية (خطابات وتصريحات) تضحك لها جميع ابناء الشعوب وتبكيهم ايضا على تلك السنوات التي ضاعت هدرا، وليس بغريبا ايضا ان نقف عند هذا الجزء من الاية الكريمة  (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) كلنا يعرف ان انظمتنا ظالمة مارست اشنع الجرائم ضد شعوبها.

 ان حركة التغيير التي يقودها شباب العصر، وتساعدهم  التكنولوجيا الحالية ، والدعم المعنوي من شعوب ومؤسسات وحكومات الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي،  وتحدد باحسن حالاته في ليبيا، اضظرت الى التدخل المباشر لحماية الشعب من الامبريالية القذافية واخوانها الرجعية، رغم ذلك مازال البقية الباقية من احزاب وشخصيات تردد الشعارات، التي لم تنفع شعوبنا شيئا ، الا الفقر و لصق تهمة الارهاب العالمي بابناء شعبنا ودينه. ولو تساءل احدنا لماذا هم بهذا الغباء مع العلم انهم استطاعوا ان يتحكموا بالخلق والعباد وثروات البلاد لعقود وعقود ؟
بلمحة تاريخية سريعة ، وبالتحديد منذ منتصف القرن الماضي عندما جاء الرئيس جمال عبد الناصر ليرفع شعارات تتناسب مع متطلعات شعوبنا ، والان بعد تلك العقود نستطيع ان نقول بسبب ديكتاتوريته فشل وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وجاء التاريخ ليسجل انظمة وورثت عنه هذا النهج الكثير من التنظيمات والاحزاب التي سيطرت على سدة الحكم ونهجت هذا النهج، ولا بد من استعراض العوامل التي ساعدت على استمرار هذا النهج منها :
العامل الدولي (الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي ) لقد كان له دور كبير في بقاء هذا او ذاك النظام، رغم انه كانت قد قامت حركات لتخلص من هذا النهج ولقيت قمعا وحشيا، لم يسجله التاريخ بعد، لان انظمتنا استطاعت وببراعة الاستفادة من الصراع القائم بين القطبين، لكنه ظل في ذاكرة ابناء الشعوب ، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كانت قد حصلت ردود فعل لم يتحدث عنها احد ايضا!!!،خسرت هذه الاحزاب المساندة للسطلة القائمة القاعدة الشعبية لها مثال (الاحزاب الشيوعية) ، واما الاحزاب التي سيطرة على سدة الحكم لها ميزات مختلفة فهي تسيطر على ارزاق الناس واجهزة الدولة (البعث مثلا، رغم انه يعتبر نفسه علمانيا ) قام على التقرب من التيارات الدينية والانخراط بها، وهذا ما يفسر لنا انتقال الكثير من العلمانيين الى احزاب دينية،  وما كشفته ظهور بعض الوثائق في مصر بعد ان حاولوا حرقها، وهنا سؤال سنخصصه لمقالة اخرى ماهي العلاقة بين انظمتنا العربية والقاعدة ؟ )
العامل الاجتماعي : قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: اطلبوا الخير من بطون شيعت ثم جاعت لان الخير فيها باق ولاتطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق. من هنا لا يخفى على احد منا ان زعماء اغلب البلدان العربية ذات النظام الجمهوري من اي الطبقات جاؤوا !؟ وليس مثل الانظمة الملكية (مثال دول الخليج بشكل عام تعيش حالة رفاهية اقتصادية .
العامل النفسي : هذا العامل بحد ذاته بحاجة الى دراسة مطولة ولكن من خلال ردات الفعل وتصريحات هذا او ذاك الزعيم لا بد لنا من تذكر هذا المثل العربي يقول (كتر المرعى يعمي قلب الدابة) رغم بساطة هذا المثل الا انه يحمل في طياته الكثير من المعادلات العلمية التي تنطبق على انظمتنا وخاصة حكامها.
وبالنهاية لابد من التوجه الى الاحزاب العربية التي لم توسخ يدها بدم ابناءها ، اقرأوا التاريخ ، الرأسمالية والامبريالية التي تحاربونها في بلدانكم