الثورة السورية تكبر يوما بعد يوم …. وباعتراف النظام القائم

معز محي الدين ابو الجدايل 

عند انطلاق الثورة في منتصف شهر أذار ، بغض النظر عن تلك الصورة التي أرادت رسمها بثينة شعبان وإظهارها لدى وسائل الاعلام ، فقد اعترفت بأن العشرات فقط من خرج في التظاهرات والان في جمعة ”حماة الديار” ، بعيدا عن تلك المهاترات واللعب السياسي لدى اتباع النظام، فقد اعترف احد الصحفيين التابع له ، حين قال وفي اتصال مع قناة الجزيرة ” ان 50 الف متظاهر لا يعني ان الشعب السوري كله قد خرج”. وهنا سؤال يطرح نفسه على السلطة القائمة هل تستطيعون قراءة وتفسير لنا هذا الواقع ؟ او حتى فهمه وتغيير نهج الضربة الاستباقية ؟ ام مازال النظام القائم يحاول الخداع بحجة انه يمارس السياسة الغاية تبرر الوسيلة وأي سياسة هذه يتبعها ضد ابناء شعبه !!؟. وبما ان حزب البعث يعتبر نفسه حزبا علمانيا (نتحتفظ نحن على هذا بالطبع) ونسأل هل استطاع ان يفهم واقع بلاده، بعد ان اعطى لنفسه وبالدستور حق القيادة للمجتمع والدولة لعقود وعقود؟.
اما الاعتراف الدولي بالثورة السورية  ورغم انه يراوح مكانه بسب الموقف السلبي لدى الصين وروسيا، فقد بدأت دائرته تتوسع ، فنجد ان روسيا كدولة عظمى وآخر حليف لنظام القائم بدأت تشعر بان ”ارادة الشعب السوري لا تقاوم وخاصة انها ناضجة وتعرف ما تريد”، فلدى تصريح لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية الروسي ”الوضع في سورية قد يصبح خارج السيطرة بعد شهر ما لم يتم إجراء إصلاحات” من هنا نجد ان روسيا تعطي الفرصة الاخيرة للنظام بعد ان استغنت عن القذافي مع العلم اننا كصحفيين لابد لنا من التحفظ عن اسباب هذا الدعم الروسي للنظام فلدى توثيق احداث الثورة نجد ان النظام القائم حتى الوقت الحاضر غير مستعد للتنازل عن مكاسب حققها لعقود وعقود. والعقلية الامنية في النظام مازالت تعتمد على استخدام القوة !؟..
من هذا الواقع الذي نعيشه لابد لنا من تحديد المصطلحات، ونجيب على الكثير من محاولات التضليل، النظام صرح وعبر قنواته المعتادة ”الطابور الخامس”، بان الضربة الاستباقية التي تبناها ستنفع ، لقد قلنا بانها فاشلة واليوم نؤكد هذا حسب عملنا الصحفي بالتوثيق. فنجد ان النظام لجأ لاستخدام العنف تجاه المحتجين بحجة وجود ”مندسين وارهابيين يحملون السلاح” وبالطبع نحن نؤكد ذلك ونتفق على هذا ولكن الاختلاف بينا واحد، اصابع الاتهام لدينا تتجه الى هؤلاء الاشخاص من اجهزة الامن وعناصر اخرى ، اصبحت معروفة للجميع و يطلق عليها بشكل صريح باسم ”الشبيحة”. وقد خصصنا لها شرح كامل في مقالة سابقة ”لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس …يا سيادة الرئيس!!!؟”
لو سئل اي شخص من ابناء الشعب السوري ،نجد انه يعرف كيف تفكر السلطة القائمة في بلدنا ، فقد كان هدفها إثارة الخوف بين الناس، اظهار القوة من جهة وجهة اخرى تلبس لباس الدبلوماسية الاعتراف بحق الشعب واصدار المراسيم التي لا تنفع ولا تضر، فحسب اعتقادهم بان يعود الوضع الى ما كان عليه، بالطبع هذا التخطيط يدعى في علم السياسة (القوة والدبلوماسية) كانت تستخدمه الدول في الصراعات الخارجية وليس الداخلية للبلد.
 ومن اهم ملاحظاتنا لدى توثيق تصريحات المسؤولين السوريين نجد ان النظام القائم في سوريا قد انتهج وعمل على ثلاث محاور
1- استخدام العنف هذا اصبح واضحا للجميع ونجده في قمع المحتجين من اجهزة الامن وحتى لدرجة توريط الجيش. ورغم كل هذا يمكن ان نقول ان الثورة ومجرياتها عبارة عن عاصفة تكسر اشواك الماضي، لزراعة ورود جديدة.
2- الدبلوماسية تكمن بالاعتراف بحقوق المتظاهرين. محاولة يائسة لامتصاص صدمة الغضب من المحتجين.
3- محورآخر يمكن ان نطلق عليه كما يقال ”يركب موجة الثورة” تصريحات مسؤوليين من مجلس الشعب السوري نجاح الثورة وقيادة الرئيس لها وهنا علامات استفهام كثيرة تدخل في اطار نكات جحا المعروفة.
ولابد ان نذكر العامل الخارجي: اي اعتماد النظام على القوى الخارجية في اعطائه شرعية قمع المحتجين ، كل هذا ونستطيع ان نقول جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تنطوي هذه اللعبة على ابناء الشعب السوري، فانتقلت الشعارات من شعارات اصلاح الى اسقاط النظام وباعداد اكبر والسؤال الذي يطرحه المراقبون لماذا؟ والجواب بكل بساطة اذا انطلقنا من حديث شريف للنبي الكريم ص ”لايلدغ المسلم في حجره مرتين”. ونعتذر من شيوخ الاسلام لنقول ”إن الشعب السوري لا يلدغ من حجره مرتين”.