Kategori افتتاحية

تطور الوضع في سوريا …… وفي ضوء ما تدعى المبادرة العربية

معز محي الدين ابو الجدايل 

 في احدى التصريحات للقادة الاسرائيليين، في منتصف القرن الماضي،: العرب لا يقرأون وان قرأوا لا يفهمون، وان فهموا لا يفعلون، وبالطبع كنت مخطأ بانطباعاتي الاولية بانه شخص عنصري، تجاه ابناء عمومته، وذلك لاننا ومن خلال ما تقوم به الجامعة العربية وانظمتها تدل على صحة قوله، فهو عاشر جهلهم وغباءهم ،وسخافة شعاراتهم…..!
بالطبع لدى بزوغ الفجر والربيع العربي ، بدأت تنكشف الكثير من الضبابية حول طبيعة هذه الانظمة (على الملأ) وخصوصا امام شعوبها ومن جهة ثانية امام العالم . نشأت هذه الانظمة وعاشت على شعارات القرن الماضي امام تطلعات شعبية عارمة – في الفترة السابقة- نحو بناء مجتمع افضل له ، بعد ما عاناه من الاحتلال العثماني ومن ثم جاءت الانتدابات الغربية ، وقد سادت بتلك الفترة ثقافة حركة التحرر العالمية بما تحمله من مساوئ ، نجد نتائجها السلبية في عصرنا هذا، من ثقافة العنف والضياع الان تنعكس على ابناء شعوبنا.
لكي نحدد ما نقصد به وخاصة اننا امام تساؤلات كثيرة في الاولويات، فعندما نسمع دولة اجنبية ما (لن نذكر اسماءها لانها اصبحت معروفة لدى الجميع) ، تقول عن ضرورة الحوار الوطني ”حالة جديدة مجهولة عن التعريف” وتحاول فرضها على الشعب السوري،وتتهم ابناءه بالارهاب لانه يريد حياة افضل ، نفهم هذه التصريحات على اساس ان هذه الدولة او تلك تبحث عن مصالحها السياسية وتغض النظر عن جرائم النظام، لان عدد القتلى تبقى بالنسبة لها ارقام عند مصالحها ، وفي هذه الحالة نفهمها بالتحليلات العلمية لطبيعة هذه الدول، ذلك فهي ذات طبيعة لا تعني لها شيء مايقال عن الحالة الانسانية الا شعارات ، ولاسباب تخصها – ولكن نجد انه يجب على من يمارس النشاط السياسي فهمها وتقديم برنامج علمي لحل هذه المعضلة- ولن نناقشها الان،بحاجة الى بحث مخصص لها،ومن جهة ثانية ليست ذات اهمية لاضاعة الوقت معها.
ولكن عندما تجتمع جامعة الدول العربية (الانظمة) التي تتدعي الاخوة في الدين والعرق وتقف عائقا اما تطلعات الشعب الشعب السوري نحو مستقبل افضل ، لانستطيع ان نفهمها ، وفهم مبادرتها الفاشلة، الا من ناحيتين ، الاولى : ان هذه الادعاءات كلها عبارة عن شعارات وجوهرها انها تبحث عن مصالحها على حساب تطلعات الشعب السوري. ففي علم السياسة الحوار يكون بين قوتين لم تستطع احدها ان تقوم بالحسم العسكري، فتقوم الدبلوماسية لحل هذا الصراع على اساس سلمي ، ولكن في الحالة السورية هي ثورة قام بها ابناء الشعب السوري ضد نظامه ، لا توجد قوى سياسية تقوده ، او تستطيع ان تنسب لها هذا العمل العظيم او حتى تطرح شعارات غير شعاره ، ومن هنا نطرح سؤالنا ، هل يفهم هذا اصحاب الفخامة من السادة العرب في الدول هذه المعضلة ؟ ام ان السياسة بالنسبة لهم عبارة عن نزوة مثلها مثل اي نزوة لمراهق؟ او انها وجدت لنفسها طريق اخر للتبرير ، فهي لا تعترف بحقوق الانسان وليس لديها مثل هذه الثقافة ، لذا اتخذت خطا اخر باسم العرق والدين؟
لو نظرنا قليلا الى الوراء ومراقبة الاحداث السياسية التي شهدتها منطقتنا وبقراءة تاريخية موثقة بعيدة عن الانحياز لهذا او ذاك النظام ، نجد انه لا استغراب في مواقفهم ، فقد عانى الشعب اللبناني وما زال يعاني من تجارة هذه الانظمة ، فالحرب الاهلية التي امتدت لسنوات، كان احدى اسبابها ان هذه الانظمة لايقرأون ولايفهمون وان قرأوا لايفعلون ما هو الخيار الصحيح الذي يقال عنه في علم السياسة ،ومن هنا لابد ان نجد اسئلة تخص طبيعتها تصل الى مستوى التشكيك في الية عملهم، هل يعرفون ماهي السياسة ام يبحثون عن ملذات شخصية في العظمة ؟ ودم ابناء الشعب العراقي الذي كان سببه طبيعة هذه الانظمة بحجة الاحتلال (رغم ان الولايات المتحدة والدول كانت قد حررت العراق من ديكتاتورية دموية) قامت بدعم الارهاب في سبيل مصالحها الشخصية، هل سألوا انفسهم كيف سيقابلون وجه ربهم بهذه الجرائم، بما انهم يؤمنون بهذه العقيدة؟
قد لا يكون لنا الوقت الكافي للاجابة على هذه الاسئلة ، فهي لا تخصنا نحن السوريين بشيء لاننا لسنا امام محاسبتها وجدلهم وانما اشرنا الى الية عملهم لكي نأخذ الحذر من تكرار تجربة الماضي وفي بلدان اخرى  ومن جهة ثانية نحن امام سؤال اهم  ماهي السبل لبناء  وطن وانقاذه من مخاطر كثيرة، من هنا لابد لنا كمراقبين صحفيين الاشارة عن الضروريات الاساسية لهذه المرحلة وايصالها للتيارات السياسية السورية الجديدة والقديمة وخاصة ان طبيعتها مازالت متأخرة عن العمل السياسي الصحيح فهي لا تملك مؤسسات علمية ” ظاهرة غريبة عليها بعض الشي” لتقوم بطرح الطرق المناسبة لانقاذ البلاد .
لا بد من الابتعاد عن التدخل العربي وتلك الدول المساندة للنظام القائم وتجاهلها تماما فهي بالنهاية ليست قوى فعالة لدرجة اعطائها مسؤوليات لا تستطيع تحملها، وانما تقوم وبآلية عملها على تدمير آمال شعبنا نحو مستقبل افضل ، ونحمد الله ان هناك فرصة سامحة بوجود قوى يمكن ان تساعدنا لها تجارب تاريخية كثيرة مثال :الصين وعبر العقود المنصرمة ساندت كوريا الشمالية والنتيجة نظام يضطهد شعبه اولا ، اما الولايات المتحدة الامريكية التي ساندت كوريا الجنوبية مثالا نقتدي به في بناء دولة المؤسسات التي تحمي ابناء شعبه، كما ندعوهذه التيارات بان لا يغتالوا ثورة ابناء شعبهم العظيمة (لغاية في نفس يعقوب وتكرار خطا ارتكبته اجيال سابقة بالبحث عن طموحات شخصية ، بل فهم ميزات العصر ورسم استراتيجية حقيقة لبناء سورية الحديثة بعيد عن تكرار الشعارات في الشارع وانما العمل على تحقيقها له .

انت تريد …!؟ وهذا يريد …..!؟ والله للشعوب يفعل ماتريد.

معز محي الدين ابو الجدايل 

نتابع الاحداث كعمل صحفي يعتمد على التوثيق والتحليل العلمي المعاصر نجد ان نقطة انطلاقة الثورة السورية هي انعطاف لتحول تاريخي في المجتمع السوري ، لابد لنا من الاشارة الى عظمة هذه الحركة في تاريخ شعبنا السوري، فالتغيير قد بدا وله صراعات بين ثلاث محاور :
الاول النظام القائم بما يحيط به من طبقة مساندة منذ عقود، نجد ان هذا التيار يضعف ويفقد قوته يوما بعد يوم بعد يوم رغم انه يملك (القوة الاقتصادية والعسكرية ويستخدمها من اجل البقاء) ولكن بالتدقيق الى تلك المفاراقات التي لم يستطيع النظام القائم فهمها حتى الوقت الحاضر، نتقدم بمثال لعل القائمين على القرارات في هذا التيار يراجع الحسابات ويعرف ان الوقت قد انتهى والزمن قد تغير!؟ فمن مبادئه التي كان يدرسها لطلاب المدارس في منهاج التربية القومية (التراكم الكمي يؤدي تحول كيفي): لقد تم بناء نظام ديكتاتوري (الحزب الواحد) استخدام القمع عبر تاريخ حزب البعث، كان قد نجح بزرع الخوف لدى ابناء شعبه لفترة تاريخية ما، اما الان نجد ان العنف المفرط الذي يتبعه يزيد من تلاحم ابناء المدن السورية في مواجهته ويزداد اصرار يوما بعد يوم، يبقى السؤال مطروحا للنظام القائم هل فهمت لماذا او متى ستعي ذلك وتجنب ابناء جلدتكم الكثير والكثير من المتاعب؟.
والثاني طبقة سياسية جديدة: من الملاحظ ان الكثير من المثقفين والسياسيين و… قد فهموا حركة التاريخ و اندفعوا و قد تظهر للبعض وبالشكل العام من اجل مساندة شباب الثورة وابناء شعبنا الرافض للوضع القائم، لكن في الدراسات النفسية لسلوك الانسان تقول لنا انها غير ذلك ،فهذه العلوم لها مؤشراتها ولكن بغض النظر عن ذلك و لاسباب قد نعرفها جميعا لكن من اجل الحذر نجد لدى القراءة التاريخية لحركات الشعوب ان تلك الطبقة يمكن ان تكون الاخطر على مستقبل البلاد كما حصل في الغالبية من بلدان اوروبا الشرقية مثلا، وبدون توجيه اتهامات لاحد ونحمد الله ان هذه الدوافع مازالت تصب في مصلحة الشعب والثورة وتعيش تحت سيطرته رغم تفاوت الاراء بينها وتقاذفها لكن يمكن ان تكون مسألة مؤقتة وهذا ما لا نرغب رؤيته الا بعد ان يقوم الشعب السوري ببناء مؤسسات دولة ذات طابع مدني علمي تتكفل بحمايته هو ومصالحه كما حدث عبر التاريخ التجربة في دول اوروبا الغربية.
الثالث وهو اساس جوهر الصراع الا وهو الحراك الاجتماعي او الشعبي: رغم ان ابناء الشعب السوري يقودون الثورة من خلال وعي جماعي بضرورة التغيير الا ان هذه الوحدة تبدأ بالتفكك لتنشأ علاقات ذات مكونات جديدة بعد الانتقال الى مرحلة ما بعد وجود النظام القائم ، لكن اذ لم نقرأ التاريخ الذي يعطينا يفسر لنا عن تحول الثورات في العالم عن اهدافها المرجوة لابناء الشعب لاسباب كثيرة قد نواجه صعوبات كبيرة في قراءة ما سوف يحدث، فأمامنا تجارب كثيرة ومن الافضل دراسة التجارب التحول للدول المتقدمة والغنية من اوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة الامريكية للاسباب نذكر منها:انها رفضت ثقافة الفرد القائد التي كانت سائدة في القرون الماضية، وهي صحيحة لان الفرد ليس اله لا يخطئ و خطأ الفرد القائد قد يسبب ضريبة كبيرة لابناء المجتمع الواحد يستغرق زمن لاصلاحها عقود وعقود مثال ”ما زالت روسيا تعاني من ثقافة الاتحاد السوفيتي بعد مرور عقدين من الزمن”.
ومن هنا نطلق تلك العبارة ” انت تريد ونقصد بها النظام ، وهو يريد : الطبقة السياسية الجديدة والله للشعوب يفعل ما تريد : اي في النهاية الحكم يكون ابناء الشعب الذي سوف يعبر عن طموحاته حسب ثقافته وتطور الفكر لدى ابناءه ليقف لجانب هذا او ذاك او ليفرض فرز نوع جديد من العلاقات الاجتماعية ، وما نأمل له ان تكون خيارات الشعب السوري الافضل لبناء مستقبل افضل له ولابناءه .

الثورة السورية تكبر يوما بعد يوم …. وباعتراف النظام القائم

معز محي الدين ابو الجدايل 

عند انطلاق الثورة في منتصف شهر أذار ، بغض النظر عن تلك الصورة التي أرادت رسمها بثينة شعبان وإظهارها لدى وسائل الاعلام ، فقد اعترفت بأن العشرات فقط من خرج في التظاهرات والان في جمعة ”حماة الديار” ، بعيدا عن تلك المهاترات واللعب السياسي لدى اتباع النظام، فقد اعترف احد الصحفيين التابع له ، حين قال وفي اتصال مع قناة الجزيرة ” ان 50 الف متظاهر لا يعني ان الشعب السوري كله قد خرج”. وهنا سؤال يطرح نفسه على السلطة القائمة هل تستطيعون قراءة وتفسير لنا هذا الواقع ؟ او حتى فهمه وتغيير نهج الضربة الاستباقية ؟ ام مازال النظام القائم يحاول الخداع بحجة انه يمارس السياسة الغاية تبرر الوسيلة وأي سياسة هذه يتبعها ضد ابناء شعبه !!؟. وبما ان حزب البعث يعتبر نفسه حزبا علمانيا (نتحتفظ نحن على هذا بالطبع) ونسأل هل استطاع ان يفهم واقع بلاده، بعد ان اعطى لنفسه وبالدستور حق القيادة للمجتمع والدولة لعقود وعقود؟.
اما الاعتراف الدولي بالثورة السورية  ورغم انه يراوح مكانه بسب الموقف السلبي لدى الصين وروسيا، فقد بدأت دائرته تتوسع ، فنجد ان روسيا كدولة عظمى وآخر حليف لنظام القائم بدأت تشعر بان ”ارادة الشعب السوري لا تقاوم وخاصة انها ناضجة وتعرف ما تريد”، فلدى تصريح لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية الروسي ”الوضع في سورية قد يصبح خارج السيطرة بعد شهر ما لم يتم إجراء إصلاحات” من هنا نجد ان روسيا تعطي الفرصة الاخيرة للنظام بعد ان استغنت عن القذافي مع العلم اننا كصحفيين لابد لنا من التحفظ عن اسباب هذا الدعم الروسي للنظام فلدى توثيق احداث الثورة نجد ان النظام القائم حتى الوقت الحاضر غير مستعد للتنازل عن مكاسب حققها لعقود وعقود. والعقلية الامنية في النظام مازالت تعتمد على استخدام القوة !؟..
من هذا الواقع الذي نعيشه لابد لنا من تحديد المصطلحات، ونجيب على الكثير من محاولات التضليل، النظام صرح وعبر قنواته المعتادة ”الطابور الخامس”، بان الضربة الاستباقية التي تبناها ستنفع ، لقد قلنا بانها فاشلة واليوم نؤكد هذا حسب عملنا الصحفي بالتوثيق. فنجد ان النظام لجأ لاستخدام العنف تجاه المحتجين بحجة وجود ”مندسين وارهابيين يحملون السلاح” وبالطبع نحن نؤكد ذلك ونتفق على هذا ولكن الاختلاف بينا واحد، اصابع الاتهام لدينا تتجه الى هؤلاء الاشخاص من اجهزة الامن وعناصر اخرى ، اصبحت معروفة للجميع و يطلق عليها بشكل صريح باسم ”الشبيحة”. وقد خصصنا لها شرح كامل في مقالة سابقة ”لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس …يا سيادة الرئيس!!!؟”
لو سئل اي شخص من ابناء الشعب السوري ،نجد انه يعرف كيف تفكر السلطة القائمة في بلدنا ، فقد كان هدفها إثارة الخوف بين الناس، اظهار القوة من جهة وجهة اخرى تلبس لباس الدبلوماسية الاعتراف بحق الشعب واصدار المراسيم التي لا تنفع ولا تضر، فحسب اعتقادهم بان يعود الوضع الى ما كان عليه، بالطبع هذا التخطيط يدعى في علم السياسة (القوة والدبلوماسية) كانت تستخدمه الدول في الصراعات الخارجية وليس الداخلية للبلد.
 ومن اهم ملاحظاتنا لدى توثيق تصريحات المسؤولين السوريين نجد ان النظام القائم في سوريا قد انتهج وعمل على ثلاث محاور
1- استخدام العنف هذا اصبح واضحا للجميع ونجده في قمع المحتجين من اجهزة الامن وحتى لدرجة توريط الجيش. ورغم كل هذا يمكن ان نقول ان الثورة ومجرياتها عبارة عن عاصفة تكسر اشواك الماضي، لزراعة ورود جديدة.
2- الدبلوماسية تكمن بالاعتراف بحقوق المتظاهرين. محاولة يائسة لامتصاص صدمة الغضب من المحتجين.
3- محورآخر يمكن ان نطلق عليه كما يقال ”يركب موجة الثورة” تصريحات مسؤوليين من مجلس الشعب السوري نجاح الثورة وقيادة الرئيس لها وهنا علامات استفهام كثيرة تدخل في اطار نكات جحا المعروفة.
ولابد ان نذكر العامل الخارجي: اي اعتماد النظام على القوى الخارجية في اعطائه شرعية قمع المحتجين ، كل هذا ونستطيع ان نقول جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تنطوي هذه اللعبة على ابناء الشعب السوري، فانتقلت الشعارات من شعارات اصلاح الى اسقاط النظام وباعداد اكبر والسؤال الذي يطرحه المراقبون لماذا؟ والجواب بكل بساطة اذا انطلقنا من حديث شريف للنبي الكريم ص ”لايلدغ المسلم في حجره مرتين”. ونعتذر من شيوخ الاسلام لنقول ”إن الشعب السوري لا يلدغ من حجره مرتين”.

روح العظمة عند الشعب السوري في القضاء على المؤامرات المتتالية

معز محي الدين ابو الجدايل

لا بد من متابعي الثورة السورية ، ملاحظة الكثير من الملاحم البطولية والانسانية والعصرية لدى شعبها، نسلط الضوء على الشعارات التي يرفعها ابناء شعبنا ، نذكر منها : ”الشعب السوري ما بينهان” تحمل بطياتها التعبير عن صبر وآلام امتدت لزمن طويل من الاهانة التي كانت توجه له ، ومن قبل السلطة القائمة و ”سلمية سلمية” اصرار الشعب على التغيير، رغم وقوع الكثير من الشهداء على يد النظام و اليوم في ”جمعة التحدي يرفع ابناء الشعب السوري ”شهداء على الجنة بالملايين” ، كانت هذه رسالة جديدة يرسلها الشعب للنظام وللعالم بعد تلك الهمجية والعقاب الجماعي لابناء شعبنا في درعا خصوصا، وكل المدن تنتظر بشجاعة نصيبها من همجية النظام وتصر على انهم عزل لا نقتل احد دمنا جميعا في سبيل مستقبل افضل لسوريا وخالية من ألقاب الحيوانات (الاسد ، الجحش ، النمر….)، وكل هذا القمع والناس تخرج عزل الى الشارع ، لا ترفع سلاحا إلا أكفانها بيدها ، تظهر للعالم اجمع، مدى روح التسامح عند شعبنا، هذه الروح مازالت بنفوس ابناء الشعب السوري منذ الالف السنين ، كيف لا، والسيد المسيح اول من نادى بهذه الاخلاق الحميدة!!؟.
مازال النظام القائم في سوريا ”يغرد على ليلاه” كما يقال، يدعي ان هناك مؤامرة…. وحسب مايذكر بعباراته الدبلوماسية المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية ، وبدورنا نتفق على الاطار العام ,ونقول ان روح العظمة لدى الشعب السوري جعلت المؤامرة عليه دائمة وكانت اول مؤامرة في اواخر الخمسينات من القرن الماضي عندما استغلت قوى ما ، تدعي بالحركة التحرر العالمية تلك الروح لدى ابناء شعبنا وغدرت به وأنشأت نظام ديكتاتوري وبيروقراطي ،وشخصيات لن نطلق عليها تلك المصطلحات القديمة (الخيانة او …) بل شخصيات مريضة نفسية،( السادية الدموية، وعقدة النقص لدى القادة و…) عطلت عجلة التقدم لدى المجتمع السوري، عبر آلية معروفة لدى شعوب كثيرة وقعت تحت وطأة هذه الانظمة واوقعته بذل لعقود طويلة.
والان بعد ان قامت ثورة الكرامة له، لم ترق لها هذا (دول تدعي حركة التحرر العالمي)، كلنا سمع هذه العبارة في مجلس الامن (الازمة في سوريا لا تؤثر على السلم العالمي وليست من اختصاص مجلس الامن التدخل بالشؤن الداخلية لاي بلد) اي ان دمه المستباح من قبل الااجهزة الهمجية لدى هذه القوى غير مهم!!؟ وبالتالي من هذه النقطة نختلف عن ماهية هذه المؤامرة والى من يتم توجيه اصابع الاتهام؟ نطرح هذا السؤال لكي يجيب عليه ابناء الشعب السوري، هل الدول التي تقدمت بمشروع الى الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للتدخل وايقاف اعمال العنف والهمجية من قبل اجهزة الامن للنظام القائم هي المسؤولة عن المؤامرة ام تلك الدول التي عارضت اي قرار يمس النظام القائم !!؟.
وبدورنا نراقب الاحداث عن كثب في بلدنا الحبيب، ونوثق احداث ثورة الكرامة في سوريا ، نقول هي عاصفة حب يوما بعد يوم تسقط قناع جديد لن تهدأ الا بعد سقوط كل الاقنعة ، التي اغتالت امالها في النهوض لعقود وعقود . ولا يخفى هذا على ابناء الشعب السوري سواء ممن كسروا حاجز الخوف او ممن مازال يخشى بطش ومرضى هذا النظام ومساوئه .

  

لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس                      (يا سيادة الرئيس!!!؟)

معز محي الدين ابو الجدايل  

لقد تم الاقرار وعلى لسان الرئيس، تم بثه على شاشات التلفزيون السوري في توجيهات الرئيس لاعضاء مجلس الوزراء أن أجهزة الأمن ”ليست مدربة للتعامل مع المحتجين” ، أما الاعلام لدى نظام البعث يحاول التهرب من هذه المعضلة بان هناك جماعات مسلحة او سلفية او …، وهي بالطبع تسميات تدعى باللغة العربية (نكرة) اي مجهولة المكان والزمان ويجب التعريف والابتعاد عن السياسات السائدة في العهد السابق من الديماغوجية ، وان كانت دعوة الرئيس إلى وزرائه ”الشفافية” و”التقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب جادة نطالب سحب جميع العناصر الامنية من شوارع المدن وعدم اعتقال احد وعدم التعرض للمتظاهرين، ريثما يتم تجهيزها وبالاستعانة من خبرات اجنبية في دول متطورة بالتعامل الانساني وحماية المتظاهرين لا قتلهم ”طبعا اذا كانت نظرتهم انسانية لابناء الشعب!!؟” ، ولكي لا يكون هناك شهداء من ابناء الشعب ، كل المقاييس الانسانية تقول لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس.
لا بد لنا من التعرج لتطور الاحداث في بلدنا الحبيب سوريا ، وخاصة اننا نحن جميعا سواء سياسيين أوحقوقيين أوصحفيين أو….. نخطو خطوات متأخرة عن ابناء الشعب السوري بأطفاله وشبابه ورجاله ونساءه، عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت تطالب بالحرية والكرامة والغاء بعض القوانين التي تعرقله في بناء حياة شريفة وافضل له ولابناءه ، ولكن الان بعد اكثر من شهر نجد حناجر ابناء الشعب السوري توحدت لتطلق العنان لاسقاط النظام ، سؤال يطرح نفسه لماذا؟.
شاعت ابان انطلاق الثورة في سوريا وخاصة من احزاب وشخصيات مقربة من النظام عن خطوات استباقية، (هي بحد ذاتها كانت من مؤشرات على خوف الحكومة القائمة من انتقال الاحداث الى سوريا) ولكن المحللين والمراقبين ينتظرون كيف سيتم ذلك على ارض الواقع؟، هل سيقوم النظام القائم باصلاحات سريعة، لتخفيف الاحتقان المتراكم عبر العقود السابقة؟ ام الخطوة الاستباقية بحسب قناعتهم هي عبارة عن خطوات انتحارية بقناعة الطرف الاخر من المحللين أي تكتيكات بوليسية لا تنفع الا في سقوط شهداء وتلطيخ يدها في الدم واستخدام العنف كما فعلت الانظمة المنهارة او يأخذ منحى الارهابي معمر القذافي ؟ .. لم يتأخر الجواب كثيرا ،بعد انطلاق الشرارة في 15 اذار كانت عبارة عن تكتيكات بوليسية.
صحيح ان النظام القائم في سوريا كان قد اعترف بحقوق المواطنين (ابتدأ على لسان بثينة شعبان) ولكن الغباء في هذا الخطوة الاستباقية كان مرفقا بتوجيه اصابع الاتهام للتدخل الخارجي الوهمي كما اعتادت على ذلك وعبر العقود الماضية (علما ان هذا بحد ذاته كان عاملا اساسيا في بابتزاز ابناء الشعب ورفضه لهذه السياسة) بدلا من الاعتراف المباشر بالاخطاء واجراء محاسبة علنية ودون تباطئ امام ابناء الشعب السوري للمسؤولين عن سقوط شهداء لتكون بداية الاصلاح العملية لاقناع الشعب بأن هناك امل في اصلاح النظام، بدأت عمليات التهرب ومن هنا بدأت عملية الشرخ الكامل بين ابناء الشعب السوري والنظام القائم، علما ان هذا الشرخ كان موجودا في الاصل ومتراكم خلال عقود من نظام البعث، لكن من هذه النقطة يمكن اعتبار انه فقد اخر خيوط الوصل مع ابناء شعبه. اصدار القوانين والغاء اخرى يمكن ان تكون للبعض وخاصة أولئك المعتادين على التصفيق للنظام القائم من احزاب وشخصيات مستفيدة من الوضع القائم خطوة عظيمة ”وهم قلة”، ولكن للغالبية العظمى من عامة الشعب والمحللين ما هي الا ظاهرة شكلية يجب ان تليها خطوات عملية لانهاء حالة مرضية استمرت لعقود وعقود، ومن الملاحظ لدى تطور الاحداث ان النظام القائم لايفهم تغيرات الزمن يقوم على اساليب المخادعة التي اصبحت بالية مثلا :الخطر الخارجي والعدو الاجنبي والامبريالي، لا يمكن ان تؤدي لنتائج (لان الشعب لمس هذا العدو متغلغلا في مؤسساته وعبر عقود).
في الامس (الجمعة العظيمة كما سماها ابناء الشعب السوري) جاءت الاحداث لتؤكد رد فعل الشعب في الشوارع الا وهو اسقاط النظام ،والرد كان سريعا من النظام القائم مزيدا من الشهداء،  اذا المشكلة في سوريا ليس فقط باصدار او الغاء هذا القانون فقط ، وانما ايضا في الية عمل المؤسسات وخاصة البوليسية التي تستطيع قلب أي قانون متطور في البلد الى عبء على ابناء شعبه، فهي ذات قيم بالية تعتمد بسيطرتها على انتهاك لحقوق الانسان وسلب الكرامة واموال ابناء جلدتهم ، تم شرح ذلك بمقالة سابقة، (قانون الاحكام العرفية والاثر السلبي “تحويل نظام المؤسسات في الدولة الى نظام العصابة المنظمة” ياسادة ….!!!!) وفي النهاية يبقى السؤال داخل الطبقة الحاكمة في البلاد هل ستبقى على هذه الحالة من الغباء ام انها ستحترم قواعد اللعبة السياسية وان كان لدينا تحفظات كثيرة عليها ولكن كما اعتادوا على فهمها والتسليم بامر الواقع وانقاذ ابناء جلدتهم من حمامات دم مستقبلية ترتكبها الاجهزة الامنية!!!؟

الانظمة العربية واحزاب حفرت قبرها بنفسها

معز محي الدين ابو الجدايل   

بالاطلاع على شعارات الاحزاب في البلدان العربية نجد ان الغالبية العظمى منها  تتبنى هذه المقولة لكارل ماركس (الرأسمالية تحفر قبرها بنفسها) ، برغم ذلك وبالمقارنة مع واقعنا المعاصر نستذكر تلك الاية القرآنية ، قال الله تعالى بوصفه اهل الكتاب (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ)
كان ماركس قد اعتقد ان جوهر النهج للرأسمالية سيكون مشابها للنظام الاقطاعي لذا فلن يكن بمقدوها (اي الراسمالية) استيعاب التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لبلدانها وبالتالي لا تلبي متطلبات المجتمع وتحفر قبرها بنفسها. بالمقارنة العملية مع الواقع للبلداننا ،نجد ان كل الانظمة العربية واحزاب تابعة لها، لم تستطع قراءة الواقع الحالي من تغييرات والتطور الحاصل للمجتمعات البشرية وتطلعات ابناء جلدتهم للحاق بعصرهم ، اي انها قد حفرت قبرها بنفسها. وهذا واضح لنا جميعا عدا قادتنا العظام واذنابهم ، قدموا مسرحيات هزلية (خطابات وتصريحات) تضحك لها جميع ابناء الشعوب وتبكيهم ايضا على تلك السنوات التي ضاعت هدرا، وليس بغريبا ايضا ان نقف عند هذا الجزء من الاية الكريمة  (وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) كلنا يعرف ان انظمتنا ظالمة مارست اشنع الجرائم ضد شعوبها.

 ان حركة التغيير التي يقودها شباب العصر، وتساعدهم  التكنولوجيا الحالية ، والدعم المعنوي من شعوب ومؤسسات وحكومات الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي،  وتحدد باحسن حالاته في ليبيا، اضظرت الى التدخل المباشر لحماية الشعب من الامبريالية القذافية واخوانها الرجعية، رغم ذلك مازال البقية الباقية من احزاب وشخصيات تردد الشعارات، التي لم تنفع شعوبنا شيئا ، الا الفقر و لصق تهمة الارهاب العالمي بابناء شعبنا ودينه. ولو تساءل احدنا لماذا هم بهذا الغباء مع العلم انهم استطاعوا ان يتحكموا بالخلق والعباد وثروات البلاد لعقود وعقود ؟
بلمحة تاريخية سريعة ، وبالتحديد منذ منتصف القرن الماضي عندما جاء الرئيس جمال عبد الناصر ليرفع شعارات تتناسب مع متطلعات شعوبنا ، والان بعد تلك العقود نستطيع ان نقول بسبب ديكتاتوريته فشل وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وجاء التاريخ ليسجل انظمة وورثت عنه هذا النهج الكثير من التنظيمات والاحزاب التي سيطرت على سدة الحكم ونهجت هذا النهج، ولا بد من استعراض العوامل التي ساعدت على استمرار هذا النهج منها :
العامل الدولي (الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي ) لقد كان له دور كبير في بقاء هذا او ذاك النظام، رغم انه كانت قد قامت حركات لتخلص من هذا النهج ولقيت قمعا وحشيا، لم يسجله التاريخ بعد، لان انظمتنا استطاعت وببراعة الاستفادة من الصراع القائم بين القطبين، لكنه ظل في ذاكرة ابناء الشعوب ، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كانت قد حصلت ردود فعل لم يتحدث عنها احد ايضا!!!،خسرت هذه الاحزاب المساندة للسطلة القائمة القاعدة الشعبية لها مثال (الاحزاب الشيوعية) ، واما الاحزاب التي سيطرة على سدة الحكم لها ميزات مختلفة فهي تسيطر على ارزاق الناس واجهزة الدولة (البعث مثلا، رغم انه يعتبر نفسه علمانيا ) قام على التقرب من التيارات الدينية والانخراط بها، وهذا ما يفسر لنا انتقال الكثير من العلمانيين الى احزاب دينية،  وما كشفته ظهور بعض الوثائق في مصر بعد ان حاولوا حرقها، وهنا سؤال سنخصصه لمقالة اخرى ماهي العلاقة بين انظمتنا العربية والقاعدة ؟ )
العامل الاجتماعي : قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: اطلبوا الخير من بطون شيعت ثم جاعت لان الخير فيها باق ولاتطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق. من هنا لا يخفى على احد منا ان زعماء اغلب البلدان العربية ذات النظام الجمهوري من اي الطبقات جاؤوا !؟ وليس مثل الانظمة الملكية (مثال دول الخليج بشكل عام تعيش حالة رفاهية اقتصادية .
العامل النفسي : هذا العامل بحد ذاته بحاجة الى دراسة مطولة ولكن من خلال ردات الفعل وتصريحات هذا او ذاك الزعيم لا بد لنا من تذكر هذا المثل العربي يقول (كتر المرعى يعمي قلب الدابة) رغم بساطة هذا المثل الا انه يحمل في طياته الكثير من المعادلات العلمية التي تنطبق على انظمتنا وخاصة حكامها.
وبالنهاية لابد من التوجه الى الاحزاب العربية التي لم توسخ يدها بدم ابناءها ، اقرأوا التاريخ ، الرأسمالية والامبريالية التي تحاربونها في بلدانكم

الوقوف على الاطلال

معز محي الدين ابو الجدايل

كثيرا ما نقرا في تاريخنا العربي عن الوقوف على الاطلال ، ولان عاشق كامرئ القيس يبكي على فراق حبيبته فلابد لنا من تقديم التحية له اجلال واكبار لهذا الحب العظيم الذي يحمله العاشق لمحبوبته . ولكن ما ذا ألت بنا هذه الايام لنطرح هذا السؤال ؟و منذ ان تم اعدام صدام حسين الى هذا الوقت ! و لماذا نقف على الاطلال ، مع العلم اننا لانشمت في موت احد بقدر ما نعتبره عقاب لمجرم ؟.
ايريد الاعلام العربي والمدعوم من اغلب الحكومات العربية واحزابها السياسية وهي تنهج نهجا ارهابيا بجميع المقاييس الانسانية في هذا العصران يبكي ابناء شعوبهم عندما يقفون على اطلال البعث الصدامي !؟ ام انهم يريدون الاستمرار باللعب بورقة العاطفة العربية الى ما لا نهاية ؟
. اما من حيث التوقيت الذي صادف صباح عيد الاضحى فلم يقولوا لنا هل راعى الديكتاتوريون مناسبات الاعياد؟ علما ان صدام حسين امر بقتل 6 الالاف عراقي في صباح عيد الفطر في عام 1990 ولم يراعي ” مشاعر المسلمين”. وهل سأل العرب على مشاعر المسلمين حين ذاك !؟ وهل ان مشاعر المسلمين تخص موت شخص واحد فقط لانه ديكتاتور ولا تظهر تلك المشاعر عندما قتل مئات الالاف من المسلمين وغيرهم من خلق الله من الذين يكدحون لايجاد لقمة العيش الكريمة والهنية لهم ولافراد اسرهم .

.
نعم لقد مات صدام وعليه ما عليه من العاقبة التي فرضها عليه رب العباد ولكن لماذا لم يقل الاعلاميون العرب شيئا عن ابناء الشعب العراقي الذين يقتلون بالالاف ؟ . و ماذا عنا ، نحن الذين مازلنا احياء، والموت يحيط بنا وبمستقبل أبنائنا، فجميعنا ضحايا الحكومات الديكتاتورية المتخلفة والمعادية للدين والمتاجرة به. فقسم من شعوبنا عاش وما زال يعيش تحت حكم الديكتاتورية. علما صفة الدكتاتورية على الانظمة العربية نطلقها مجازا لاننا نتكلم هنا عن اشنع الديكتاتوريات في العالم. فديكتاتورياتنا ، لا تبني لاوطن ولا امة عربية ولا امة اسلامية ولم تحرر شبرا واحدا من الاراضي المحتلة لديها . بل سلبت وهدرت جميع اموالنا وثرواتنا وسجنت الانسان المسلم ضمن دائرة الفقر والهروب من مشاكله . وهناك قسم من ابناء شعبنا سمحت له الفرصة للهروب من هذه الانظمة و وقع آخرون ضحية سياساتها. بينما نجد انفسنا ونحن في الغربة وكأننا نحن ضمن دائرة الاتهام بالارهاب وذلك بدمجنا مع حكوماتنا الديكتاتورية. وبهذا اختلط القاتل والضحية .
اقف قليلا على الاطلال حزنا على كل انسان فقد حياته واصبح فريسة لمفترس أوضحية لقاتل. ولكن هذا الوقوف لايجب ان يدفعنا الى القبول بالمهاترات السياسية التي جرى عليها اكثر الاعلام العربي كتداعيات لاعدام صدام. لقد مات هو ولكن مازال يموت الكثير من ابناء شعبنا في العراق والبلدان العربية وليس لدينا من الوقت الطويل للنعي والبكاء، فلكل دولة من دولنا لها مشاكلها المتوجب عليها حلها. فاغلب دولنا مقدمة على خطر اكبر مما تصوره وسائل الاعلام المتخلفة، بعدو لا يتجسد في العدو الخارجي او دولة ما، كما يزاود اغلب السياسيين بشعاراتهم. وانما في عدو لا يرى. كما قال الامام على بن ابي طالب رضي الله عنه في وقت كانت به الفتوحات العربية الاسلامية تمتد والدول تقع تحت تأثير قراراتنا السياسية ” لو كان الفقر رجلا لقتلته” ،فما بالنا نحن وفي هذا العصر تحت التأثيرات الخارجية، ويريد المتاجرون بنا من زعماء حكومات او زعامات دينية ان يهزموا العالم ولكن بزيادة الفقر لابنائهم. اي بشعارات لا تقدم الا مزيدا من ضحايا الارهاب من ابناء شعبنا!؟
لنتذكر جميعنا تاريخنا الحديث. لقد نشأت عدة اجيال ”وما سمي بالجيل الواعي او المؤمن في هذه او تلك الدولة” وفقا لشعارات وهمية من قبل اغلب التنظيمات السياسية وذلك لفترات زمنية طويلة ولكن بدون نتائج ايجابية كالعادة. اننا نعيش في عصر نمت في داخلنا ”امراض” الخوف من العدو الخارجي. وربما هم يعملون ذلك لغرض دفعنا عن التفكير بممارساتهم الديكتاتورية التي هي السبب في الخطر الخارجي فهذا العصرلا يوجد فيه رجال يقلبون التاريخ كما تقلبه لنا وسائل الاعلام المتخلفة.
ففي القرن الماضي شجعت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة قيام دول ديكتاتورية في بلادنا لتنفيذ مخططاتها،في الاقاليم الاخرى. والان بعد ان اختلفت استراتيجياتها بسقوط الاتحاد السوفيتي ونشوء ظروف عالمية جديدة تحت ظل النظام العالمي الجديد بدأت تتجه نحو تصفية الانظمة في دول اوربا الشرقية واخيرا نحو الغاء بعض الديكتاتوريات في بلدان العالم الثالث.
وهنا نطرح السؤال التالي بعيدا عن الاتهامات بالعمالة، بما قدمته تلك الانظمة لابناء شعوبها خلال العقود الماضية. فاحداث القرون السابقة وبما شهدت من بطولات فردية قد حدثت. الا ان هذا الزمن يشهد ايضا ان الامة العربية لا تملك ذلك الانسان الجبار القادر على قلب التاريخ وانقاذ الامة من الهاوية المحدقة بها. مع ان افكارا من هذا النوع لا تزال موجود في عقول الكثير من الناس المتاثرين بالاعلام العاطفي. فالمجتمع الانساني قد خطا خطوات سريعة، من الصعوبة ان يقوم الفرد الواحد ادراك المستجدات في الساحة الدولية دون الاعتماد على مؤسسات علمية متخصصة ، لان المؤسسات العلمية والحقيقية المبنية في الدولة تراقب و تدير الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الدولة عن كثب، فتخطط وتنفذ مشاريعها مستقلة عن رغبات السلطة السياسية فتفرض عليها سياسات تقضي عليها مصلحة الوطن . اما في ظل انظمتنا فقد تم بناء النسبة العظمى من المؤسسات بحيث تخضع لرغبات الزعماء السياسيين، وبالنتيجة سيطرت على قدرة البلاد من ثروات . نجد اغلب المؤسسات في بلداننا خاصة تضطر في اغلب الاحيان تساهم في المتاجرة بعقول الناس كما تريد ، في المزاودة على ولائها المطلق للحاكم، وبعيدة عن واقعها لتحقيق مصالح النسبة الاكبر في المجتمع، فهل سمع احد منا بمؤسسة اوحزب او نقابة في دولة عربية ما تعقد مؤتمرها بدون اطلاق العنان بالولاء المطلق للحاكم وهو هدفها الاول والاخير المزاودة للحفاظ على المكاسب المعطاة لقياديها !؟ فكل المؤتمرات التي انعقدت لمؤسساتنا تعترض بمنهجها العلمي كما تدعي للنقاط التالية :
* تحية اجلاء واكبار للقائد الخالد (…) بمناسبة تأسيس النقابة او الحزب
* لقد عانينا من صعوبات في تنفيذ المهام السابقة فقد حققنا انجازات في العلاقات الخارجية لنا (… )
* الوضع المالي الصعب بسبب الدفاع عن العزة الوطنية للشعب فالقوى الامبريالية او الخارجية المعتدية لم نستطع تحقيق اهدافها كما نأمل به ولكننا نعدكم ببذل اقصى الجهود بالصمود …….!؟
وسيبقى الوضع على حاله بل للاسوأ،اذا ما استمرت السياسة العامة على هذا المنوال. بحيث تؤدي الى تناقص حصة الفرد من الدخل الوطني، والى زيادة في مشاكله يوما بعد يوم .
ويبقى السؤال يدور!؟ عن الحاكم والوطن وهل هما واحد ام ماذا!؟ وهل سيبقى الفقر والفشل مغلف بالشعارات الصارخة بحيث يضطر الكثير للهروب من الواقع المحتوم عليه، ويكون فريسة سهلة بيد الارهاب وتستغله بعض التنظيمات لتجنده بحجة الشهادة في سبيل الوطن او في سبيل الله!؟
لقد قال الله في كتابه العظيم ” وما اتيتم من العلم الا قليلا ” صدق الله العظيم ، وليكن درسا لنا جمبعا وانعطافا لجميع الزعماء ”الافاضل” العرب اولا بالتخلي قليلا عن طموحاتهم السياسية العظيمة بوقف حرب الاخوة فيما بينهما والتخلي عن التخويف بالعدو الخارجي وليراعي كل منهم مشاعر الشعوب العربية بالحصول على لقمة العيش التي تجعل منه انسان يحترم حقه في الحياة، وليس منقادا خلف الشعارات، وضحية الارهاب، واعطاء المؤسسات دفعا حقيقيا تجاه بناء وطنها لا بالاحتفالات الرسمية بالتأسيس اوشعارات تجديد البيعة او الارقام الخيالية ببناء الوطن وانما بالفعل الحقيقي الذي ينعكس على ابناء شعبه، لتعود اخلاق شعبنا التي اوصى بها الرسول (ص) .

الاعلام العربي الى اين يقود

معز محي الدين ابو الجدايل

من المعلوم أن الرأي العام يتأثر بعوامل متعددة ، كالدعاية والإشاعات والمناقشات وكافة وسائل الاعلام . كما ان الأحداث المتواترة اخذت تترك انطباعا عميقا في نفوس الناس مما يخلق مجالا واسعا تلعب به الصحافة بكافة أشكالها المرئية والمسموعة والمكتوبة دورا رئيسيا بالتأثير في الرأي العام.
فقد رافق اندلاع الحرب في لبنان، ما يدعى استنفار جميع وسائل الإعلام العربي في التعبئة العامة وتكوين الرأي العام ، او القوى الضاغطة العربية، نجد إن هذه العملية في جوهرها لا تحقيق أدنى حد لمتطلبات أفراد المجتمع .
انطلاقا من واقعتا نطرح الأسئلة التالية على أنفسنا نحن جميعا أبناء الدول العربية قبل التبرير او اللوم!؟
ما هي استراتيجية التي تطمح لها الدول العربية ، وما هو واقع الأمر وكيف عبرت عنه وسائل الإعلام؟ ما هي الخطط العملية التي تقوم السلطات الحاكمة او التنظيمات السياسية بكافة أطيافها على تنفيذ وكيف تم نقلها عبر وسائل الإعلام؟ ما هي الصعوبات التي تواجه قيام الدولة التي تلبي متطلبات المجتمع وكافة أفراده ، كيف قامت وسائل الإعلام في بناء ثقافة واقعية بين أبناء الدولة؟
لدى سماع كل الوسائل الإعلامية العربية الحكومية او غير الحكومية لهذه الدولة او تلك، نجد أنها تدور على ثلاثة محاور مقدسة مختلفة بالظاهر ومتفقة بالجوهر هي : الهوية الإسلامية والقومية العربية والعدو المتربص ”الإسرائيلي فأحيانا الأمريكي” المسيطر على العالم……! وربط هذه المحاور الثلاثة بالكرامة والعزة لكي يتم ربط المواطن ضمن محيط الدائرة المرسومة له في التفكير.
ومع اننا لانريد ان نمس هذه المقدسات ، و إنما الغرض هو توضيح عمل تلك المؤسسات ورفض المزاودة على المقدسات المذكورة . فالمفروض عدم جعل العزة والكرامة الوطنية عائقا في تطوير المجتمع كما دأبت الأنظمة الحاكمة والأحزاب القومية وبعض الحركات السياسية ” الاسلامية ” المسماة بالسلفية التي بدأت تنتشر مؤخرا ً بشكل كبير وكأنها المنقذ الوحيد من هذا الواقع المأساوي وخاصة بعد صدمة الناس بالحركات التقدمية، وانتهاءا بمؤسسات الاعلام المحكوم على امرها من قبل تلك المنظمات، وحتى تلك المؤسسات الاعلامية الجديدة المستقلة والتي تستغل هذه الشعارات المعتادة وهي اخطر وذلك لتحقيق مكاسب مادية وارباح ضخمة.
خلال العقود الماضية مارست اغلب التنظيمات العربية وعبر وسائل الاعلام الخاصة بها جريمة كبيرة بحق شعوبها وتاريخها بتغييب حقيقة الامور عنها وراء طرح شعارات بعيدة المدى عن الواقع الذي تعيشه النظرية القومية و غيرها .
علما ان ما يجب رفضه من هذه النظريات ليس جوهرها الوطني لبناء الاهداف المستقبلية بالرغم من ان جميع الديانات وجميع النظريات وجدت من اجل الانسان. غير ان بعض التنظيمات العربية ( لأمر مــا ) رهنت حياة الانسان ”الفرد ” بالعزة الوطنية واشياء مقدسة اخرى كالدفاع عن الوطن او النضال ضد الامبريالية او الجهاد ” ضد الكفرة ” مضحية بالعنصر البشري الرخيص، دون بناء مؤسسات حقيقية تواكب التطور لتمكنها من حماية الانسان.
لننظر قليلا لتاريخنا المعاصر بتجريد كيف خسرنا اراض عربية على الاقل لهذه الفترة وهو واقع لا يمكن تجاهله، وكيف تلاعبت وسائل الاعلام على ابناء شعبها بنفاق ؟
اننا ــ العرب ــ نعيش ــ كما يعلم الجميع ــ تحت ظل انظمة واحزاب ومؤسسات ليس كلها نظيفة وهي تقودنا من مصيبة الى اكبر وتحت مبررات ليس لها اي شيء من الضرورة . سوى انها تهربت من مسؤوليتها التاريخية وسخرت وسائل إعلامها لتخدير ابناء الدول العربية خلف أنظمتها . وربما نخصص الحديث عن اخر حرب خاسرة التي سمتها بعض القنوات التجارية بالحرب السادسة في لبنان. و عسى ان نخرج من تلك المآسي المتوالدة من حرب الى اخرى ، ولإصرارنا على ضرورة انهاء هذا النمط التقليدي من هذه المؤسسات والاحزاب المتخلفة ، نؤكد للامانة التاريخية اننا خسرنا كل حروبنا مع العدو الاسرائيلي . ولا ينكر ان وسائل الاعلام تحاول دائما ان تجند امكانيتها ببناء ”الرأي العام العربي” لمساندة المقاومة الوطنية . الا انها تتبع ، في الواقع، ”مفهوم كسب الرأي العام” المستورد من واقع الاحداث التي مضت في القرن الماضي وبالتحديد ما جرى اثناء الحرب العالمية الثانية . و قد تطور فيما بعد هذا المفهوم ضمن الأحزاب لاغراض الوصول الى سدة الحكم . وما نأسف عليه اننا لا نواكب تطور المجتمعات البشرية بل نأخذ القشور في كل الأمور ونبقى رهن التخلف عن الحضارة البشرية . و ما تم بناءه في شخصية الإنسان العربي هو التسليم في مجريات الأمور للواقع . ويبقى شعار ”فداء الوطن” له انعكاساته في شخصية العربي فقط . فأثناء العدوان الذي قامت به اسرائيل مثلا تشرد بحدود مليون انسان وعلى مرأى ومسمع الرأي العام العربي ، وسقط ضحايا بالمئات وخصوصا من الاطفال. بينما ”الاعلام العربي” لم يخطر بباله شئ ولم يوجه اصلا، سؤالا عن المسؤول عن هذه المأساة؟ ومن سوف يحاسب بعد الحرب!؟ بل تم تجهيزه من قبل وسائل الاعلام بالنصر فقط ثم التسليم بقضاء الله وقدره ثم القاء اللوم على الاخر من خيانة او القاء اللوم على القوى العظمى الخرساء امام اهداف العدو الغاشم، وزرع حقد ضد قوى اجنبية، لا اريد الدفاع عنها، ولكنه ليس بالدور الاساسي الذي يجعلنا نلقي جميع مآسينا عليه، فاللاعب الرئيسي بما توصلنا اليه هي تلك الانظمة والتنظيمات السياسية مجتمعة، تختلف بالافكار وتتفق بطريقة التفكير المتخلف والغير مواكب للتطور الحضاري في بناء الانسان. ”مع تكرار كلمات العزة والشرف ولكن دون التصدي للعدو والمنادات بمنهاج هذا الحزب او ذاك ولكن بدون الشعب . في حين لا عزة دون الشعب او عندما يتجاهلون متطلبات الفرد من حاجته الطبيعية ”مع العلم ان الانسان ليس بحاجة الى تلك العزة الوهمية بقدر ما هو بحاجة الى عزة ملموسة بحياته اليومية على تأمين متطلباته المعيشية اولا وحقوقه التي ينص عليها القانون والدين معا.
سؤال نطرحه: ماذا كسبت اجيال النصف الثاني من القرن العشرين ؟ من هذه النداءات غير الفقر والهروب من الوطن واغتصاب اراضيه وضياع حقوقه الانسانية؟ نجد ان قضية الدفاع عن الوطن امر حتمي للانسان حتى بدون توجيهات من الحكومة او التنظيمات السياسية ولكن هناك فرقا بين الانسان الذي يدافع عن وطنه الذي وفر له العزة في حالة السلم والانسان الذي عاش مذلولا، لان الاول له خياراته في طريقة صد العدوان عن بلاده يفرضها على حكومته وهي الانجح لتوسع دائرة التفكير في المجتمع اما الثاني فهو منقاد خلف عقل واحد مفروض فرضا وعلى الاغلب يكون مخطئ في تقديراته لانقياده وراء عظمته الشخصية والتي هي بحد ذاتها تعميه عن كثير من الحقائق التي تجلب له المصائب في المستقبل.
نعم ان العدو الاسرائيلي هو الذي قام بقصف المدن وتهجير ابناء شعبنا في الجنوب الى العراء ثم ردت عليه المقاومة الوطنية بقصف المدن الاسرائلية روبما من المستحسن ان ننقل بعض تجارب الدول تطلعا من الى المستقبل.
ان الفارق الوحيد الذي نلاحظه في الحكومات الديمقراطية وبغض النظر عن الاهداف المبطنة، فالحكومات عندما تقوم بحرب، تعرف امكانياتها وتكاليف التي يتوجب عليها دفعها، ومثال تقدمه المجتمعات المتقدمة اثناء الحرب تأمين ملاجئ لمواطنيها اولا ومن ثم بتأمين مساكن أمنة لابناء دولتها بحيث لا تطالهم نيران العدو اذا ما طالت الحرب وذلك يعود خوفا من الرأي العام لديها فبعد الحرب يتوجب على الحكومة شرح وتبيان ما فعلته الحكومة وتستطيع لتأثير على الرأي العام، اما المشكلة الكبرى فهي مشكلة الجهات التي تحارب من خلال شاشات التلفزيون والتصريحات ثم تنتقد السياسين الذين وقعت الحرب في بلادهم عنوة.
فخلال العقود المنصرمة والى الآن لم يكن للفرد حساب ـ لعدم قيمته ـ يذوب الفرد كما علمتنا تلك الانظمة والاحزاب السياسية والدينية في البلدان العربية امام مصلحة الوطن او تطبيق الشريعة ولكن الى متى ؟ هل كان في جدول حساباتهم الانسان ام الارض والى اي منهما دعت الديانات السماوية.
ان ما جناه ابناء الشعب الجنوب بشكل خاص وباقي ابناء الدولة اللبنانية وخاصة نحن امام عدو تاريخي وصراع عمره عشرات السنين من هدر دم ابناء شعبنا الذي كان فريسة سهلة لقنابل العدو، فتطور الاحداث كما يبدو اخذت تدفع الرأي العام اللبناني بشكل خاص للانخراط في شعار الوحدة الوطنية .
اما الاعلام العربي وبعض انظمته فلا يزالون يطبلون للقضية القومجية لصرف الانظار عن المصالح الوطنية.
ومن ناحية ثانية قامت جميع الاحزاب السياسية والمؤسسات العربية بالمزاودة على هذا الحدث ، الجميع يردد اطلاق الشتائم والاستنكار على سياسة اسرائيل العدوانية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية جميع المؤسسات وتفتح أبواب التبرعات لمساعدة المنكوبين عبر مؤسساتها الإعلامية!؟ والمؤلم اكثر منذ بداية الحرب سارعت جميع الاقنية الإعلامية العربية لنقل الحدث من ارض المعركة وكأنه حدث بنقل مباراة كأس العالم في كرة القدم علما ان جزء من الرأي العام العربي المنقاد وراء العاطفة يقيم الحسابات بعدد الصواريخ والضربات التي سجلها هذا اللاعب الماهر.
بالطبع لا نستطيع الا الحزن على هذا الرأي العام العربي والتي اوصلته وسائل الإعلامه ولجهلها حقيقة الدور التي تلعبه في بناء الانسان وتتركه لان يكون فريسة بيد أنظمته واحزابه حرب بانها مشرفة حيث اسقطت اسطورة العدو وقوى الردع التي يمتلكها وخوفنا من النتائج المستقبلية كما فعلت بعض الانظمة العربية اصبحت مكشوفة لدينا نتائجها في الوقت الحاضر!؟

المقاومة الوطنية والارهاب

معز محي الدين ابو الجدايل

لدى متابعة الاحداث الجارية في العراق وما نسمع في وسائل الاعلام العربية اليومية باستخدام مفاهيم سميت بالمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الامريكي في العراق ، ولدى سماع وسائل الاعلام الاخرى والموقف من العمليات الارهابية ، نطرح سؤال لماذا هذه المفارقة الشاسعة في وسائل الاعلام ؟ ومن الخطأ التاريخي والمعيب بان نجيب على هذا السؤال بتلك العبارة المختصرة والمعتادة من قبل سلطات الحاكمة في الدول العربية بحجة تأثير اليهود على الاعلام العالمي مع اننا لا ننكر وجود تأثير من هذا النوع والواقع ان هناك شيء مهم (السلطات الحاكمة) لا تملك اساليب الصراع الحديث ولم تسعى خلال وجودها لبناء وتطوير مؤسساتها لمجابهة المتغيرات الدولية .
فاذا ما عدنا بالتاريخ الى الوراء قليلا واجرينا مقارنة بين عصرنا الحالي والعصور الماضية نجد ان المقاومة عبر التاريخ ، مع تطور المجتمع البشري، اخذت اشكال متعددة ، واسلحة مختلفة، فقد كان الخوف من الفراغ المقبل بنسف الافكار القديمة المعتاد عليها وقبول الافكار الجديدة والتي هي مجهولة بنتائجها، يدفع الناس الى المقاومة للافكار الجديدة ، والتي بدورها تناقض معتقدات المجتمع السائد . ومن ناحية ثانية ان ظاهر الامور لدى الاحداث التاريخية مختلف ، وجوهرها واحد ، نورد مثالا تاريخيا عن مقاومة المجتمعات الاوروبية للافكار القادمة من الثورة الفرنسية ، في البداية كانت حمقاء قامت حروب خاسرة فاضطرت المقاومة باتخاذ شكلا آخر ـ المجابهة بالتغيير للحفاظ على الخصوصية ـ في نهاية المطاف تغلغلت الافكار الرأسمالية بالمجتمع الاوروبي وتحول المجتمع الاقطاعي الى مجتمع رأسمالي مع محافظة هذه المجتمعات على خصائصها الداخلية، أما ما حدث في الولايات المتحدة الامريكية فقد قاوم الهنود الحمر عنصرية ذوي البشرة البيضاء حتى الفناء، ولم يكن باستطاعة الهنود الحمر استيعاب حقيقة الخطر المحدق بها.
ان اختلاف المثالان السابقين في الظاهر ولكن جوهر عملية واحدة ”هي الحفاظ على القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع هذا أو ذاك ” لذا فان هذا التغيير لمختلف وجوه الحياة يقودنا الى القول انه يوجد تعريف ثابت لجوهر المقاومة ، كما يوجد اختلاف في الظاهر وهو اسلوب المقاومة وهو بحد ذاته اشارة تعبير عن مدى تطور المجتمع.
في هذا العصر ومع تقدم المجتمع الدولي وبعد ان اصبح للدولة منافس على المسرح الدولي، لم تعد هي اللاعب الوحيد بامتياز وهذا يضعف الدولة كسلطة ذات سيادة ، فهناك مؤسسات من طبيعة اقتصادية ودينية وانمائية واجتماعية ، كالشركات المتعددة الجنسية التي هي شركات تجارية خاصة تتجاوز نشاطاتها الحدود والتقنيات الوطنية ، لها استراتيجيا ت دولية والمنظمات الدولية غير الحكومية، ان هذه المؤسسات تزداد قوة يوما بعد يوم ، تعمل خارج اطار الدولة وتخترق بانشطتها المتعددة مختلف الدول، على حساب سلطة الدولة ومن ناحية اخرى فان التقدم التكنولوجيا المذهل أدى الى خروج العلاقات بين المواطنين الدول عن نطاق الضبط والمراقبة من قبل سلطات الدول، وقد أصبحت الدولة عاجزة عن تلبية متطلبات مواطنيها المتزايدة وبخاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ولذا نجد ان الدول تسير نحو الانفتاح على بعضها البعض واطلق العلماء على هذا العصر بالعولمة فهي تمر بمرحلتها الرابعة كما صنفها الاكاديمك البرفيسور عبد الزهرة العيفاري
ان تتابع الاحداث ودخول العولمة عصرها الحالي ”الفترة الرابعة” يفرض قيام نظام عالمي جديد ، قادر على ضبط أوضاعه وتنظيم العلاقات في داخله ، وهذا النظام لا ينشأ الا اذا توفرت فيه السياسة الجديدة القادرة على ايجاده ، فالسلطة السياسية الجديدة هي المنظم والضابط للدول ولشؤون المجتمع الدولي الجديد نجده يفرض تغيير كامل في مفاهيم الحياة السابقة، ومنها مسألة الوطن وبالتالي مفهوم المقاومة الوطنية ـ الارهاب.
ففي الحرب العالمية الثانية عندما ظهر الفكر النازي، ظهرت فكرة المقاومة الوطنية المضادة التي انتصرت في نهاية المطاف فاصبحت المقاومة الوطنية : هي حق ابناء الشعب الشرعي في الدفاع المسلح عن الارض والكرامة الوطنية ابان الحرب العالمية الثانية قاوم العالم باجمعه الطموحات النازية والفاشية في السيطرة المباشرة على العالم وبلغت ضحايا هذه الحرب بملايين الناس، وسميت وحتى هذه اللحظة بالمقاومة الشرعية، وبعدها مر المجتمع البشري بنهضة سميت بتلك الفترة بالحركات الثورية ، فقد قاد الاتحاد السوفيتي هذه الحركات التحررية بتلك الفترة وتحت شعار الاشتراكية الماركسية والتي اعتمدت على المرحلة الاولى الا وهي ديكتاتورية البروليتاريا ” القضاء على السلطة السياسية للدولة البرجوازية او الحكومة التابعة للامبريالية العالمية” ومن ثم جاءت الاسباب المباشرة او غير المباشرة لتفاجئ العالم بسقوط الدولة العظمى بساعات معدودة، وامام هذه المتغيرات العالمية نجد نحن شعوب بلدان العالم النامي أنفسنا أمام امبراطورية القطب الواحد تفيض على مجتمعاتنا بامكانياتها الضخمة.
في امر الواقع لدى دراسة الوضع العربي الحالي أمام هذه المتغيرات العالمية نجد ان صالح ”الانظمة العربية” التلاعب بعقول الناس، ونصرح بهذا لفشلها باستغلال مفهوم المقاومة في زمن سابق لتحقيق مصالح شعوبها ” والان تسعى للمحافظة على مفهوم المقاومة الوطنية بشلكه السابق ، وهو مفهوم صحيحا في جوهره ولا يتغيير ”الدفاع عن مصالح المجتمع ” وخاطئ في ظاهره ”الاسلوب الذي تدعو اليه تلك الانظمة” تبث برامج الاعلام العربي عن بطولات ”اسطورية قديمة” بدلا من بناء مؤسسات تستطيع مضاهات المؤسسات الاجنبية، وتقوم بتسمية العمليات الجارية في العراق بالمقاومة الوطنية ضد الاحتلال التي تقتل جندي اجنبي ودعم هذا الشكل من العمليات ، وارهاب الذي ”يقتل المدنيين” وكأن هذه التسمية تحل مشكلة الشعب العراقي!؟، وبقتل الاف الناس كي يثمر عن قتل جندي واحد.
بل ان الانظمة تسعى لحماية مصالحها وليس هدفا بقيام وازدهار للشعب العراقي، بل جر شعوبها نحو حروب مفتوحة الامد بهدف الهروب من متطلبات الحياتية للمجتمع، والمحافظة على سلطاتها وهو بحد ذاته دليل واضح عن عجزها تأمين المتطلبات المتزايدة للمجتمع، الاجتماعية والاقتصادية ، فالغالبية المطلقة من ابناء الدول العربية يعيشون ضمن قهر وفقر من ديكتاتوريات اشد وقعا عليها من المسماة بقوى الاحتلال ، قام النظام العراقي بكل وحشية بقصف ابناء شعبه بالمواد الكيماوية، كثير من ابناء الشعب نتيجة الفقر والقهر وقعوا فريسة سهلة بيد منظمات دينية وبشعاراتها الارهابية وتلك المنظمات بعيدة كل البعد عن الدين، طبعا لا احد يؤيد دخول قوات اجنبية اراضيها كما لا يمكن الحديث عن المقاومة الوطنية بالشكل السابق كما حدث في القرن العشرين فمثلا في العراق ” لولا دخول القوات الاجنبية لم يستطع الشعب العراقي الخلاص من ديكتاتورية قامت لعقود عدة، وعلى سلطة قوية ، ابادت وهجرت كثيرا من ابناء شعبها وما زالت بقايا هذه السلطة تبدي مقاومة ضد ابناء شعبها اكثر من مقاومتها للقوات الاجنبية” يقتل المئات من الناس كي يستطيع ” الارهابيون” قتل جندي اجنبي! انها مهزلة وكمن يحي المومياء.
فالمقاومة الوطنية المتبعة في هذا العصر هي مناهضة العولمة، ليس برفضها كاملة واستخدام العنف، بل برفض سلبياتها واستخدام تقنياتها، ببناء مؤسسات اقتصادية قادرة على تلبية حاجات المجتمع أولا واسلوب المنافسة ثانيا ومثالا على ذلك رفض خصخصة قطاع الدولة الهام، واعطاء القطاع الخاص حقوقه، اما ما نجده عند الزعماء العرب هو قبول السلبيات والبدء بخصخصة قطاعات المهمة في الدولة وتحت شعار القطاع الخاص تقوم على ممارسة نشاطاتها التجارية المربحة لها، وعلى ابناء شعبها الدفاع عن الوطن وبالاساليب العنف.وعدم سماح ببناء مؤسسات وطنية تستطيع منافسة القوة الاقتصادية الجديدة والحاكمة بمصير ابناء شعبنا.

المقامرون …. أو فرسان السياسة العربية

معز محي الدين ابو الجدايل

المقامر أو اللاعب بالاوراق عادة ما يخسر وقد يربح . وكونها مقامرة فالاعب خسران دائما . على ان الخسارة تعتبر لذة المقامرة وهي فعل انعكاسي . الا ان اللذة تحجب عن العين كل واقع فالكارثة او المأساة التي ترافق المقامرين تجعلهم يغرقون في بحر من العظمة وعظمة المقامر تتجلى في اعتقاده الجازم بالربح ”الاكبر” وبذلك هو انسان مريض يقوم وبدون وعي لتصرفاته بدفع نفسه الى الهاوية ، ولا يستطيع الابتعاد عنها.
السياسة هي علم وفن ولها اداتها الاساسية ، تتطلب القوة وحسن استخدامها والدبلوماسية .
على ان كل ذلك له بالضرورة ارتباط القوة بالقوانين المرعية سواء محلية او دولية ، اما السياسة العربية فلا نقول عنها سوى مقامرة . وذلك بما انها سياسية من جانب رجال الدولة ترجمت اعمالها على ارض الواقع بارواح الناس و ثروات البلاد.
ان فقدان احدى ادوات السياسة، تبعد السياسة عن المنهج العلمي للسياسة ببناء الدولة ، ففي مجال قوة الدولة تقسم الى قسمين : القوة الداخلية لا يمكن لأي دولة الاستغناء عن اجهزة الشرطة والامن والقضاء لادارة الدولة وتحقيق مصالح الشعب وتحت نظام الدستور المنبثق عن مدى تطور المجتمع . وللواقع ما نراه في السياسة العربية على عكس ذلك تماما تقوم السلطة السياسية ببناء اجهزة امنية لتحقيق مصالح السلطة الحاكمة بتعزيز القبضة الحديدة وتمارس الاضطهاد على ابناء شعبها تحت شعار ترتيب البيت الداخلي، او تلك العبارة الطنانة بالقضاء على العدو الداخلي وبكل وحشية من احكام عرفية والصاق التهم ”بالخيانة” ومن ناحية ثانية تحلل السلطة السياسية لنفسها التصرف بثروات البلاد ”بنهب ثروات البلاد” في تعزيز السيطرة الداخلية.
ان هذه الخطوة التي تقوم عليها الانظمة السياسية في البلدان العربية هي حجر الزاوية في بناء الهيكل الخاطئ في الدولة ، ان ظاهر الامر وكأن الشعب يؤيد حكومته الديكتاتورية ”مثل مظاهرة الملايين قبل شقوط نظام صدام حسين” والواقع يثبت عكس ذلك لدى سقوط هذا النظام الديكتاتوري.
وتأتي الخطوة الثانية بالمقامرة والتي يعتمد عليها فرسان السياسة الا وهي الدعم الخارجي وذلك عن طريق كسب التأييد الخارجي ودفع الضريبة لكسب القوى الصديقة في العالم فتقوم بالتفريط ثروات بلادها على حساب ابناء الشعب.
وحتى القوة الخارجية في الشطر الثاني التي تتمثل في تأمين الدفاع عن الدولة ولا يكون اساسا إلا بالاعتماد على القوة المسلحة وكل الوسائل المادية التي يفرضها الدفاع عن الارض والشعب، فالرفض المطلق وغير المشروط للعمل العسكري وعدم تجهيز قوى عسكرية قادرة على تأمين سلامة المجتمع ضد الاطماع الاجنبية ، ولا بد من ان يأتي يوم يكون فيه فريسة هذا الطامع، وهذا ايضا ما نراه في السياسة العربية فالقوة العسكرية لم تكن قادرة على صد اي هجوم عدواني وهذا تاريخ مسجل في كل الدول العربية فالانظمة العربية استطاعت ان تقوم بمجازر وحشية ضد ابناء شعبها ولم تستطع ان تحرر شبرا واحدا من أراضيها المحتلة.
ولا اعرف كيف يمكن ان يخادع الشعب عن بلوغ الغاية مع العلم ان حسن استخدام القوة من اجل بلوغ الغاية السياسية هو امر ضروري اساسي وتبلغ أهميته بالقدرة على التغلب، على القوة الخارجية المناوئة لها ، وهذه العلاقة تفرض البراعة والحنكة ويأتي الخداع للعدو الخارجي كوسيلة في خدمة القوة وليس بالعكس احلال الخداع مكان القوة ، لان نجاحات الخداع تبقى مزعزعة وغير ثابتة طالما لا تدعمها القوة، وهذا ما جنيناه من المقامرين العرب في حروبهم مع اسرائيل .
فكل الحروب خاسرة حصلت بعض المفاجآت عبر التاريخ ولكنه مقياس لنتائج المرموقة التي وصلنا اليها نجد ان المأساة اكبر من هذه ”الانتصارات” الحمقاء، ان الانظمة العربية والساسة العرب ، فهم يتحدثون عن الدبلوماسية كما لو أن لهم دبلوماسية، ويمكن القول في الدبلوماسية هي الجمع بين القوة والحكمة وتبتغي الدبلوماسية على التفاوض بغية التوصل الى تسوية وتضع حدا لاستخدام العنف ولا يمكن لدبلوماسية ان تكون بديل القوة وانما ترتدي ثوب القوة وتحجب طابعها العنيف. فالدولة القوية تفرض شروطها وتأتي الاتفاقات في الظاهر على انها نتيجة توافق لا نتيجة غالب ومغلوب وللاسف ما نجده في المقامرين العرب الدبلوماسية في الاعلام المحكوم في تبجيل الزعماء، الا يمكن ان نطرح سؤال؟
كل الزعماء العرب السياسيون وطنيون وعظماء عند وسائل الاعلام الخاصة بهم، ولكن حتى الان لم نكسب غيرالسمعة السيئة في العالم ، ولم تنتج الدول العربية إلا الإرهاب تحت شعارات النضال من اجل الوطن والدين، وهي عبارة عن خداع للشعب ومن اجل حماية مصالح النظام. وتأتي الاخيرة من ادوات السياسة وهي القوة والقانون بالتشديد على ظاهرة القوة في السياسة ولا يعني ان القوة غاية وانما هي وسيلة لتحقيق غاية السياسة ولا بد من وجود قانون وهو ضابط لهذه القوة والاكراه ولكي يعطي السلطة السياسية الشرعية وهذا ما تفقده الانظمة السياسية العربية . فالحاكم المطلق يسن القوانين على انه يفهم اكثر من الحقوقيين واكثر من الاطباء وحتى اكثر من عمال النظافة في تنظيف الشوارع وأكثر ـان جاز القول ـ فهم يفهمون اكثر من العاهرات في ارضاء زبائهن، وهن الاصدق عندما يرفعن تحيا العاهرة الاولى
ونذكر واحدة من اخر نتائج المقامرة الكبرى في السياسة العربية هي ما حصل في العراق . فقد كان النظام السياسي في العراق مغرورا ”بعبقريته” وقدرته . فقامر ببلاده من اجل نزوات القائد الضرورة . هدر دم ابناء شعبه في ام المعارك/ قام بمجازر شنعاء تحت شعار القضاء على العدو الداخلي وهدر ثروات البلاد من طاقات بشرية ومادية ، اعتبر ثروة البلاد ملكا له وفرط هنا وهناك لتقال له كلمة نعم وارضاء غريزته العبقرية , وفي النهاية يحدد الواقع لنا ان جميع الانظمة العربية على هذا المنوال، فمصير هذه الانظمة هي السقوط كما يسقط المقامر في دوامة الفقر المزمن . ويقع افراد اسرته ضحية الفقر. والعجيب بالامر ان المقامرين الاخرين لا يرون مأساة صديقهم ، يسلكون نفس الطريق.
السؤال: هل سيكون مقامرا سياسيا اخر في الميدان ، الجواب بنعم ولكن الطريقة مختلفة في الظاهر والجوهر واحد، الخسارة والدمار ،وهذا التاريخ يسجل بصفحاته دون ان يسأل لماذا وكيف عند المقامرين……!؟
اما عند علماء الرياضيات الخسارة هي سبب حتمي كما عند علماء السياسة فهو امر حتمي وما نأسف عليه هو ان الشعب يعاني من حرب ضروس ضد تاريخه من انظمته المريضة ومن حضارات تفيض بما عندها من جديد!؟