كان رئيس المرحلة الانتقالية احمد الشرع قد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة في العاصمة السعودية، الرياض، خلال جولة الرئيس الأمريكي الإقليمية في مايو/أيار.
لكن بالأمس يوم الاثنين في البيت الأبيض في أول تواصل رسمي بين واشنطن ودمشق منذ سقوط حكم الأسد، حيث صرّح مايكل حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، بأن زيارة البيت الأبيض “لحظة رمزية بالغة الأهمية للزعيم الجديد للبلاد، تمثل خطوة أخرى في تحوله المذهل من قائد متشدد إلى رجل دولة عالمي”.
يذكر أن الشرع هو أول رئيس سوري منذ عقود يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في زيارة تاريخية في سبتمبر/أيلول الماضي.
وينظر إلى أنشطة الشرع الأخيرة على الساحة العالمية كدليل على السعي السوري لتأدية دور فاعل في المجتمع الدولي، بعد عقود من العزلة في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، بأن حكومة الشرع كانت تلبي المطالب الأمريكية، كالعمل على العثور على الأمريكيين المفقودين، والتخلص من أي أسلحة كيميائية متبقية.
وأضاف بيغوت: “تُتخذ هذه الإجراءات تقديراً للتقدم الذي أحرزته القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد، وبعد أكثر من 50 عاماً من القمع في ظل نظام الأسد”.
وأضاف المتحدث أن شطب الولايات المتحدة للاسم من القائمة سيعزز “الأمن والاستقرار الإقليميين، بالإضافة إلى عملية سياسية سورية شاملة بقيادة سورية”.
وجاءت خطوة الخارجية الأمريكية بعد أن قادت واشنطن تصويتاً في مجلس الأمن، الخميس، لشطب اسم أحمد الشرع من قائمة العقوبات المفروضة على تنظيمَي الدولة الإسلامية والقاعدة
كان قد أعلن ترامب أن إدارته تعمل بالتعاون مع إسرائيل لتعزيز العلاقات مع سوريا، وذلك عقب لقائه بالشرع، حيث يُعد هذا اللقاء خطوة غير مسبوقة في ظل الخلفية المثيرة للجدل للرئيس الانتقالي، الذي كان سابقاً قائداً لهيئة تحرير الشام التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، وضمن قائمة الجماعات الإرهابية، وكان مدرجاً على القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب حتى وقت قريب.
قال ترامب خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء: “الناس يقولون إن لديه ماضياً صعباً. كلنا لدينا ماضٍ صعب”، كما أكد في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يتطلع إلى لقاء رئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع مرة أخرى والتحدث معه، بعد المحادثات التي جمعتهما في البيت الأبيض.
يأتي هذا اللقاء في وقت أعلنت فيه سوريا عن توقيع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقاً لما نشره وزير الإعلام السوري عبر منصة إكس يوم الاثنين. وأوضح الوزير أن “الاتفاق سياسي وحتى الآن لا يحتوي على أي مكونات عسكرية”.
من جانبه، صرّح الشرع في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بأن علاقته السابقة بتنظيم القاعدة كانت “من الماضي” ولم تُناقَش خلال اجتماعه يوم الاثنين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد الشرع أن سوريا دخلت “مرحلة جديدة” بعد سقوط حكم الأسد وتبني استراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة، بينما أكد أن بلاده لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الوقت الحالي.
وأضاف الشرع أنه على اتصال بأسرة الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، مؤكداً أنه سيبذل كل ما في وسعه للحصول على معلومات حول مصيره.

