قضية هزّت الرأي العام السويدي محاكمة شاب سوري

أحالت النيابة العامة السويدية إلى المحكمة شاباً سورياً يُدعى فارس العبدالله (Faris Al Abdullah)، يبلغ من العمر 18 عاماً، بعد اتهامه بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد مهرجان الثقافة (Kulturfestivalen) الذي أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال شهر أغسطس الماضي.

ووفقاً لملف الادعاء المقدم إلى محكمة ستوكهولم الابتدائية:

 الشاب الذي وُلد في سوريا وحصل على الجنسية السويدية عام 2021، كان قد انضم إلى تنظيم “داعش” (Islamiska staten) عبر الإنترنت، حيث تم تجنيده وتطرفه تدريجياً من خلال تواصله مع عناصر التنظيم ومتابعته لمواد دعائية متطرفة على الشبكة.

تشير التحقيقات إلى أن فارس العبدالله بدأ في أكتوبر 2024 التخطيط لهجوم إرهابي داخل السويد، واختار لاحقاً مهرجان الثقافة في منطقة Kungsträdgården في ستوكهولم ليكون هدفه، وهو حدث صيفي يجتذب سنوياً مئات الآلاف من الزوار.

وبحسب لائحة الاتهام، فقد قام الشاب خلال الفترة ما بين أغسطس 2024 وفبراير 2025 بـ جمع أدوات ومعدات لصناعة متفجرات وبحث عن كيفية صنع حزام ناسف، كما أجرى جولات استطلاعية في محيط المهرجان وحدد النقاط التي كان ينوي تنفيذ الهجوم منها.

التحقيقات كشفت أيضاً أنه اشترى كاميرا صغيرة لتثبيتها على جسده بغرض تصوير العملية، كما سجّل ما وُصف بـ“فيديو استشهادي” كان من المقرر نشره بالتزامن مع تنفيذ الهجوم.

متابعة أمنية دقيقة وتوقيف قبل التنفيذ

كانت كلا من الشرطة وجهاز الأمن السويدي Säkerhetspolisen (SÄPO) يراقبون تحركات الشاب ذو خلفية اجرامية  إذ سبق أن أدين بعدة جرائم خطيرة، منها التخريب ضد قوات الطوارئ (blåljussabotage) خلال أحداث شغب عيد الفصح في لينشوبينغ عام 2022، عندما كان قاصراً. كما حُكم عليه في وقت لاحق بتهم السطو والمخدرات. وتدخلا عندما رُصدت مؤشرات على أن تحضيراته انتقلت من مرحلة النظرية إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وفي 3 فبراير 2025، أصدر نائب المدعي العام هنريك أولين (Henrik Olin) أمراً باعتقاله غيابياً، ليُقبض عليه بعد نحو أسبوع ويُودع الحبس الاحتياطي، حيث ما زال محتجزاً حتى الآن.

اتهامات ثقيلة تشمل الإرهاب ومحاولة قتل في الخارج

حالياً يواجه العبدالله اتهامات متعددة، أبرزها:

  • التحضير لجريمة إرهابية (förberedelse till terroristbrott)
  • المشاركة في منظمة إرهابية (deltagande i terroristorganisation)
  • التحضير لجريمة تتعلق بالمواد القابلة للاشتعال والانفجار
  • التدريب على الإرهاب (utbildning för terrorism)

كما يواجه مع شاب آخر يبلغ من العمر 17 عاماً من مالمو، تهمة محاولة قتل في ألمانيا عام 2024، يُعتقد أنها مرتبطة كذلك بأنشطة متطرفة.

تصريحات عاصفة: النقاب ليس حرية بل ثقافة مجنونة

أعلنت إيبا بوش (Ebba Busch) زعيمة حزب الديمقراطيين المسيحيين (KD) ونائبة رئيس الوزراء، في تصريحات أثارت عاصفة سياسية وإعلامية جديدة في السويد، دعمها الكامل لمنع ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة، معتبرة أن هذه الألبسة لا تمثل حرية شخصية بل “رمز تقاليد مجنونة قائمة على قمع النساء”. وجاءت تصريحات بوش في مقال رأي نشرته صحيفة Aftonbladet، قالت فيه إن السويد بُنيت على “قيم مسيحية ويهودية وإنسانية” تُشجع على الانفتاح والمساواة، وأضافت:

“في السويد ننظر إلى بعضنا وجهاً لوجه، نصافح بعضنا، ولا نختبئ خلف أقنعة أو أقمشة. إن البرقع والنقاب ليسا حرية، بل رمز لثقافة تضطهد المرأة وتمنعها من الظهور كإنسانة كاملة”.

وأشارت إلى أن الهجرة من دول ذات ثقافات مختلفة أدت إلى صدامات ذات محتوى القيمة داخل المجتمع السويدي، معتبرة أن الانفتاح لا يعني التنازل عن القيم الأساسية، وقالت:


“البعض يظن أن تفادي الصدام الثقافي يعني أن نتراجع عن مبادئنا، لكن هناك حالات لا يمكن حلها إلا بالتأقلم مع القيم السويدية. من يأتي إلى هنا عليه أن يتكيف معنا، لا العكس.”

وذكرت أن ارتداء النقاب والبرقع لا يمكن تبريره كحرية دينية، بل يجب النظر إليه كقضية مرتبطة بحرية التعبير، مشيرة إلى أن “حرية التعبير لها حدود، كما قُيّدت عندما يتعلق الأمر بالتحريض على الكراهية ضد الجماعات”. وربطت بوش بين النقاب والثقافة الأبوية والأنظمة الاجتماعية التي تمارس اضطهاداً ضد النساء في بعض المجتمعات، مؤكدة أن هذه الممارسات تتعارض جذرياً مع المساواة والكرامة الإنسانية التي تقوم عليها القيم السويدية.

وقالت:

“في نهاية المطاف، النقاب والبرقع تعبير عن ثقافة شرف نرفضها في السويد. هذه الممارسات تأتي من فكر ديني يقيّد النساء ويفرض عليهن الطاعة. لا يمكننا أن نقبل بأن تنتقل هذه المظاهر إلى شوارعنا ومدارسنا.”

وأضافت بوش أن عدد النساء اللواتي يُجبرن على ارتداء هذه الملابس في السويد “قليل، لكنه مقلق بما يكفي”،

مؤكدة أن البلاد “لن تتسامح مع استمرار هذه الظاهرة أو انتشارها”. ووجهت بوش انتقادات حادة لما وصفته بـ “النسويات المزيفات” اللواتي يدافعن عن حق النساء في ارتداء النقاب، قائلة إن “هؤلاء لا يدافعن عن الحرية، بل يقفن إلى جانب من يضطهد النساء باسم الدين”.
وأضافت: “كيف يمكن لمن تؤمن بالمساواة أن تدعم تقليداً يحرم المرأة من أبسط حقوقها – أن تُرى وتُسمع وتشارك في المجتمع؟”

في مقطع مثير من مقالها، سردت بوش أمثلة من داخل السويد لتوضيح ما وصفته بـ “انتشار قيم غير متوافقة مع المجتمع السويدي”، منها:

  • 250 ألف شاب وشابة يعيشون تحت ضغوط ثقافة الشرف، تشمل قيوداً على العلاقات والزواج وحركة الفتيات.
  • نساء مسلمات يرغبن بالطلاق يُجبرن على اللجوء إلى المساجد، حيث يواجهن الرفض.
  • أئمة يدعون علناً إلى ضرب النساء أو يحذرون من “قيم المدرسة السويدية الفاسدة”.
  • روضات أطفال تتكيف مع متطلبات ثقافية ودينية متشددة تحد من حرية البنات وارتداء حجاب الرأس .

 إشارات المرور في السويد قد يتم إضافة ضوء رابع

في السويد ضمن مشروع بحثي بإشراف معهد البحوث الحكومية للطرق والنقل (VTI) كان قد تم إجراء  سلسلة تجارب محدودة شملت نماذج جديدة من إشارات المرور تحتوي على أربعة أضواء بدلاً من ثلاثة، بهدف دراسة إمكانات تحسين الأمان وكفاءة حركة السير.

 إضافة ضوء رابع إلى إشارات المرور يكون مخصصاً للتعامل مع السيارات ذاتية القيادة التي من المتوقع أن تبدأ بالظهور والعمل على الطرقات السويدية خلال السنوات القليلة القادمة.كما اقترح الباحثون

ووفقاً لتلك الفكرة، يمكن لهذا الضوء أن يُفعَّل عند ازدحام التقاطعات بالمركبات الآلية، لتقوم هذه الأخيرة بتنسيق الحركة فيما بينها بشكل آلي وكذلك لسائقي السيارات التقليدية حيث يكون الضوء الأبيض إشارة ضوئية أن الحركة للسيارات ذاتية القيادة فقط،

 بينما يتبع سائقو المركبات التي تعتمد على الانسان توجيهاتها بأمان. ويرى مبتكرو الفكرة أن هذه التقنية قد تجعل التنقل في المدن المستقبلية أكثر أماناً وانسيابية، لأنها توفّر مؤشراً بصرياً واضحاً حول سلوك السيارات الآلية داخل التقاطع.

آراء مختلفة ضمن الحوار 

هناك من الباحثين كان قد دعا إلى التروي وعدم التسرّع في تطبيق أي نظام جديد قبل دراسة تأثيراته بشكل شامل، مشددة على ضرورة إجراء اختبارات أولية في محاكيات القيادة قبل التفكير في تطبيقها على أرض الواقع. كما أشارت الباحثة فوروارد إلى التروي وأوضحت أن استبدال إشارات المرور الحالية سيكون مشروعاً باهظ التكلفة، ولن يكون مبرراً إلا في حال أثبت النظام الجديد فعالية ملموسة في رفع مستوى السلامة المرورية.

أما الباحث بيورن ليدستام من المعهد ذاته، فطرح رؤية مختلفة، إذ يرى أن الضوء الرابع ليس بالضرورة أن يكون مرئياً للإنسان، ويمكن استبداله بإشارات ضوئية رقمية مخصصة للسيارات ذاتية القيادة فقط، بحيث تتواصل هذه المركبات فيما بينها دون أن يلاحظها السائقون. وأضاف أن إدخال لون جديد على الإشارات قد يسبب إرباكاً لبعض الفئات، مثل كبار السن أو السائقين الذين يعانون القلق أثناء القيادة، مؤكداً أن أي تعديل على النظام القائم يجب أن يتم بدقة متناهية، لأن إشارات المرور عنصر جوهري في إحساس الناس بالأمان والثقة على الطرق.