قضية هزّت الرأي العام السويدي محاكمة شاب سوري

أحالت النيابة العامة السويدية إلى المحكمة شاباً سورياً يُدعى فارس العبدالله (Faris Al Abdullah)، يبلغ من العمر 18 عاماً، بعد اتهامه بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد مهرجان الثقافة (Kulturfestivalen) الذي أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال شهر أغسطس الماضي.

ووفقاً لملف الادعاء المقدم إلى محكمة ستوكهولم الابتدائية:

 الشاب الذي وُلد في سوريا وحصل على الجنسية السويدية عام 2021، كان قد انضم إلى تنظيم “داعش” (Islamiska staten) عبر الإنترنت، حيث تم تجنيده وتطرفه تدريجياً من خلال تواصله مع عناصر التنظيم ومتابعته لمواد دعائية متطرفة على الشبكة.

تشير التحقيقات إلى أن فارس العبدالله بدأ في أكتوبر 2024 التخطيط لهجوم إرهابي داخل السويد، واختار لاحقاً مهرجان الثقافة في منطقة Kungsträdgården في ستوكهولم ليكون هدفه، وهو حدث صيفي يجتذب سنوياً مئات الآلاف من الزوار.

وبحسب لائحة الاتهام، فقد قام الشاب خلال الفترة ما بين أغسطس 2024 وفبراير 2025 بـ جمع أدوات ومعدات لصناعة متفجرات وبحث عن كيفية صنع حزام ناسف، كما أجرى جولات استطلاعية في محيط المهرجان وحدد النقاط التي كان ينوي تنفيذ الهجوم منها.

التحقيقات كشفت أيضاً أنه اشترى كاميرا صغيرة لتثبيتها على جسده بغرض تصوير العملية، كما سجّل ما وُصف بـ“فيديو استشهادي” كان من المقرر نشره بالتزامن مع تنفيذ الهجوم.

متابعة أمنية دقيقة وتوقيف قبل التنفيذ

كانت كلا من الشرطة وجهاز الأمن السويدي Säkerhetspolisen (SÄPO) يراقبون تحركات الشاب ذو خلفية اجرامية  إذ سبق أن أدين بعدة جرائم خطيرة، منها التخريب ضد قوات الطوارئ (blåljussabotage) خلال أحداث شغب عيد الفصح في لينشوبينغ عام 2022، عندما كان قاصراً. كما حُكم عليه في وقت لاحق بتهم السطو والمخدرات. وتدخلا عندما رُصدت مؤشرات على أن تحضيراته انتقلت من مرحلة النظرية إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وفي 3 فبراير 2025، أصدر نائب المدعي العام هنريك أولين (Henrik Olin) أمراً باعتقاله غيابياً، ليُقبض عليه بعد نحو أسبوع ويُودع الحبس الاحتياطي، حيث ما زال محتجزاً حتى الآن.

اتهامات ثقيلة تشمل الإرهاب ومحاولة قتل في الخارج

حالياً يواجه العبدالله اتهامات متعددة، أبرزها:

  • التحضير لجريمة إرهابية (förberedelse till terroristbrott)
  • المشاركة في منظمة إرهابية (deltagande i terroristorganisation)
  • التحضير لجريمة تتعلق بالمواد القابلة للاشتعال والانفجار
  • التدريب على الإرهاب (utbildning för terrorism)

كما يواجه مع شاب آخر يبلغ من العمر 17 عاماً من مالمو، تهمة محاولة قتل في ألمانيا عام 2024، يُعتقد أنها مرتبطة كذلك بأنشطة متطرفة.

صحف سويدية: “الشرع” يغلق مكتب شقيقه ويحذر عائلته من التربح من منصبه

كان اهتمام الصحف السويدية من الأخبار التي تم تداولها في تقارير لوكالات أنباء دولية تشير إلى إن الرئيس السوري المؤقت في اجتماع عُقد بتاريخ 30 أغسطس/آب في مقر الرئاسة السورية في مدينة إدلب، عبّر عن استيائه من بعض المقربين منه بعد أن حضروا لاستقباله في سيارات فارهة.

 اتخذ إجراءات للحد من نشاط شقيقه جمال الشرع التجاري، أغلق مكتبه ومنع المؤسسات الحكومية من التعامل معه. 

نقلت العديد من وسائل الإعلام السويدية أن أربعة مصادر مطلعة وشخصين وأن الشرع كان قد حضر اللقاء محاطًا بعدد من كبار المسؤولين الأمنيين، وأطلق تعليقًا ساخرًا حين شاهد عشرات السيارات الفاخرة التي رافقت موكبه، قائلاً: «لم أكن أعلم أن رواتب الدولة بهذه السخاء!».

ووفقًا لما روته المصادر، فقد وجّه الشرع لوماً شديدًا للحاضرين قائلاً: «أنسيتم أنكم أبناء الثورة؟ أبهرتهم مظاهر الثراء بهذه السرعة؟»، ثم أصدر أوامر للموظفين الحكوميين الذين يملكون سيارات فاخرة بتسليم مفاتيحها فورًا، وإلا فسيُفتح بحقهم تحقيق في شبهات الإثراء غير المشروع.

سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد

معز محيي الدين ابو الجدايل
معز محيي الدين ابو الجدايل

عندما بدأت الثورة السورية وتحولت الى حرب اهلية وطائفية وظهور التيارات السلفية في سوريا وفي إحدى المقابلات  عام 2013 على تلفزيون روسيا اليوم باللغة الروسية بالطبع تم الاعتذار عن نشرها لأنها كانت لا تتماشى مع سياسة روسيا آنذاك!  لكن سألني المذيع هل تؤيد وصول التيارات السلفية إلى السلطة مكان الأسد

كان جوابي لماذا تخيرني بين تيارين أسوأ من بعضهما البعض ! الأول يريد منا ان نعيش بالقرن الثامن عشر بقوانينه وثقافته والثاني يريدنا أن نعيش في القرن السابع ميلادي وما بعد نحن نريد ان نعيش القرن الواحد والعشرين بقوانينه وثقافته ، ومن ناحية اخرى بقاء الأسد بالسلطة يصبح الشعب السوري أكثر جوعا للفكر الديني المتطرف الحل هو سقوط الاسد لانه منبع لولادة الفكر السلفي ومن ناحية اخرى ان وصول السلفيين إلى السلطة  هي مسألة حتمية ليست بيدي لكي ارفضها أو اقبلها ، بل اتعايش مع الواقع الجديد القادم ومع مرور الزمن سوف يكتشف الناس أنهم كانوا مخطئين تماما وقناعتهم ، كما كان آباؤنا بالسابق متعطشين للقومية العربية مع مرور الزمن اكتشفوا أخطائهم وأن الله عاقبهم وما وصلوا إليه والابتعاد عن الدين   .

المشكلة ان شعوبنا لا تقرا وتنجر بسهولة للعواطف وحسب رغبتهم الشخصية ولا تعتمد بتحليلاتها على المنطق وإنما على العادات والتقاليد المرجعية الطائفية .. ما يمكن فعله الآن هو التأسيس للخروج من هذه الدوامة باقل وقت وليس مجابهة التيارات القادم 

بعد مرور أشهر على سقوط النظام

بالبداية تفائلت خيرا بأن سقوط النظام لم يتم فيه سقوط ضحايا مدنيين وانتقامات على جرائم النظام السابق ، جاءت مجزرة الساحل ومجزرة وأحداث الدويلعة واخيرا مجازر السويداء ”حروب طائفية” تدل على تأجج الخطاب الطائفي لدى التيارات الدينية ، ومن ناحية اخرى مؤشر بأنه لم يسقط النظام السوري وإنما سقط أشخاص وجاء أشخاص بنفس العقلية مع تغييرات طفيفة

مثلا بغض النظر عن الشعارات السياسية والشعبوية التي تتحكم بمشاعر الناس يمكن أن نقول ضحايا الصراع بين أبناء البلد الواحد قد انخفض  إذا  قارنا خلال 8 أشهر كم شخص قتل في فترة نظام الأسد وفي فترة السلطة الاسلامية الجديدة 

نلتقي بالجزء الثاني مافشل السوريين في تحقيقه  سقوط الأسد

معز محيي الدين ابو الجدايل

الثورة السورية !. متاهات التاريخ عامل اضافي…. الى اين تقودنا!؟

معز محي الدين ابو الجدايل

متاهات الثورة !. سؤال كنا قد ناقشناه سابقا ، بين الحين والاخر تظهر عوامل جديدة ، مما يؤدي الى ازدياد من تعقيدات الوضع في سوريا، وبالتالي صعوبة ايجاد حلول لمجتمع السوري ، الذي نهشه الصراع بين الاشخاص القائمين على الحكم والسيطرة على مقدرات الدولة للحفاظ على مكاسبها واشخاص وجدوا فرصة للحصول على مكاسب بعد تداعيات انهيار النظام القائم وعحزه عن تلبية متطلبات ورغبات المجتمع والفرد ، ومن جهة اخرى، ولعدم وجود سياسيين وطنيين نشأ صراع الدولي والاقليمي حيث بات يلعب الدور اساسي في مجريات الاحداث ، لذا لابد لنا من النقاش مرة ثانية ، خصوصا مع تطور الوضع وظهور احقاد تاريخية ، كانت مكبوتة لدى ابناء المجتمع ، لم تحل !. ولم يستطع النظام القائم وبمؤسساته على حلها خلال فترات سيطرته على المجتمع والدولة والخلق !. بل على العكس اسلوبه ونهجه في تطوير مؤسسات الدولة كان قد عزز هذه الاحقاد التاريخية وما يبرر لنا عدم قبول فكرة السماح له بالعودة مرة ثانية.
عن اسباب الثورة ، مع بداية الثورة كانت جميع المؤشرات تدل على تململ الناس من النظام القائم ، ونتيجة قانون جدلي “التراكم الكمي يؤدي الى تحول كيفي” وهذا قانون علمي مع تطور مجريات الثورة لن يتغير ، لكن المتغير هنا الظروف الموضوعية وتطورها!. حيث بدأنا نفكر ونسأل : هل التحول كان ايجابيا ام سلبيا!؟. عن ما هية تلك الظروف والتي قادت الثورة وابناءها الى تحولات مازالت مجهولة.
ايضا تحدثنا عن الصراع الاقليمي والدولي للسيطرة على سوريا وتداعياته على مسار الثورة ، وخصوصا عودة القطب الثنائي “روسيا والولايات المتحدة الامريكية” الى صراع النفوذ فيما بينهما. وعدم وجود المفهوم الوطني لدينا.
لكن هنا في هذه المقال سوف نتابع حديثنا وننطلق عن اسس تلك المتاهات التاريخية واحداثه في القرون الماضية ، وتأثيرها لعدم وجود مؤسسات علمية تتكفل في ايصال الحقيقة العلمية للاحداث الجارية ، وبالتالي النتيجة كانت سيئة ووجود ومن قام بهذا الدور “اشخاص جهلة او عصابات بهيكل مؤسسات تابعة لهذا او ذاك النظام بدون استثناء وابتداءا من نظامنا الحاكم في سوريا” !. لهم ما لهم من تأثيرات وثقة على ابناء مجتمعنا ، لعوامل مثل الجهل وتهرم الثقافة لدى مجتمعنا بحب الاخلاق السامية بعيدة المدى عن الواقع المر، واستخدامها لتنفيذ مآرب اخرى كما يقال!. واستخدام غطاء الدين لنشر افكارهم التابعة لهذا او ذاك الطرف ومن جهة اخرى نتيجة بدائية مجتمعنا وتأثيره بالمؤثرات العاطفية وغير العقلانية ، كنا نراقب الاراء مع تطور احداث الثورة ، بغض النظر من ان الكثير من الشعارات كانت توهم عن وجود وعي شعبي لكن مع مرور الوقت – كانت طبيعة الفرد والمجتمع بحب الكلمات المنمقة والظهور الشخصي اللبق والمتحدث بشكل جيد – قد لعبت دورا في تدمير الذات لدى المجتمع – وما زالت ثقافتة شعبنا تتجه نحو هذا المنهج رسم له من قبل عباقرة الساسة في القرن الماضي “شعارات لا تنتهي وانتصارات بخطابات منمقة …الخ “، ومن هنا عن سبب اضافي لدخول الثورة السورية في نفقها المظلم!.
بالطبع سؤال يطرحه الجميع ، ما هو الحل، والخروج من هذا الصراع الدولي !؟ وكيف يمكن ان تعود سوريا الى وضعها الطبيعي !؟ كدولة لها تأثيرها على المنطقة ، وكشعب ينعم بحريته في اختيار هيكل وبناء دولته !؟
الوقوف على الاطلال ليس بحل ، العودة الى الوراء والاستسلام للنظام القائم، ليس بحل ، تأييد هذا او ذاك من الاقطاب المتصارعة ، وانتظار سقوط احدى الاقطاب ايضا ليس بحل!؟ . هل هناك حل سحري، بالتاكيد لاي عاقل منها الجواب بـ لا !.
لكن يبدأ الحل بالبناء تحت هذا الرماد!. نعم!. قد يضيع الكثير من خلف مشاهد الرعب والمأساة الانسانية لهذا القرن ويرفض النظر الى ما هو اقل رعبا ان لم نقل ايجابيا ، بالرغم ان الكثير منا من تشرد هنا وهناك ولكن الكثير حصل على استقرار في دول اوروبية ومتقدمة علينا الدراسة العمل هنا ، بدلا من القاء اللوم على دمار بلدنا على الاخرين ، لماذا لا نفكر ببناء تجربة العالم المتحضر في بلدنا بدلا من التفكير بالهجرة اليها !؟. اولا : الاندماج بالمجتمعات ولبناء مؤسسات حضارية على نمط المؤسسات الاوروبية كخطوة اولى ، ومن ثم تقوم هذه المؤسسات بالتكفل بابناء جلدتها الاكثر تضررا في بلدنا وفي مناطق المتصارع عليها بين القوى الاقليمية والدولية ، بالرغم من وجود اعمال فردية و بشكل عشوائي لكن يمكن ان نقول ان تنظيمها يعطي نتائج افضل على المستوى الاني والبعيد، وان حققت هذه المؤسسات ثقة ابناء مجتمعها تستطيع التوجه نحو المجتمع الدولي لانهاء مهزلته في سوريا. بدلا من الحديث عن المؤامرة الدولية لنبدأ بالعمل. قد تحقق مستقبل لك الان افضل من غيرك ، لكن مادام ليس هناك وطن ليس لديك ضمانات لابناءك واحفادك ان يعيشوا بخير وسلام.

ثرثرة عن مفوضات سلام في موسكو أم دعوة فاشلة للاستسلام!؟.

معز محي الدين ابو الجدايل

كثر القال والقيل عن مفاوضات محتملة بين اطراف النظام والمعارضة ، بالتاكيد نحاول دائما الابتعاد عن المهاترات السياسية والتي لا تجلب لنا شيء الا المزيد من تأجيج الوضع والصاق التهم لهذا او ذاك ودخول المزيد من عمليات تاجيج الفوضى الخلاقة لهذا السبب نحن دائما نتبع منهج الابتعاد عن تلك العوامل ونختار وقت مناسب للتعبير بشكل علمي عن تلك الظاهرة السياسية.
لنعود قليلا بمراجعة قصيرة لاهم الاحداث وتسلسلها ، بالطبع روسيا هي بلد يدافع عن مصالحه الوطنية ولا تهتم بالمصالح الوطنية السورية ، هذه حقيقة وواقع يجب علينا فهمه ، وانطلاقا منه نبحث عن مصالحنا الوطنية ، نؤكد هذه النقطة لمن مازال يعيش في اوهام الصداقة في الاساطير ،سادت في العقود الماضية ابان حركة التحرر العالمية والعربية ، ومصطلحاتها الديماغوجية والتي اوصلت بلادنا الى هذا النفق المظلم من تاريخه. نذكر منها :
لدى انعقاد اول جلسة لمجلس الامن صرح سفير روسيا فيتالي تشوركين حسب قوله آنذاك : ان الازمة في سوريا لاتؤثر على السلم العالمي ، اذا هي ليست من اختصاص مجلس الامن ، وبالتالي تم رفض نقاش تطور الوضع في سوريا لان ذلك مخالف للقوانين الدولية ، مع تطور الوضع في سوريا ضمن مراحل انهيار النظام ، كان قد تم استخدام حق الفيتو مرتين من قبل روسيا ، مما ادى الى ايقاف اي تحرك دولي ضد النظام الذي يلتهم نفسه وشعبه باساليبه المتخلفة في معالجة تحركات شعبية عفوية ذات اهداف واضحة – في سبيل طموحات افضل!.
كما لا يمكن لاحد ان يرفض السلام ، ايضا في الطرف المقابل من هذه المعادلة ليس من السهل الاستسلام وخاصة في حالات كما هو الوضع في سوريا ، لذلك بدون الدخول في تلك المهاترات السياسية ، او الدعاية لها بالموافقة او الرفض ، نؤكد ان تلك المفاوضات فقط هي دعوة للثرثرة والدعاية الاعلانية لمكاسب سياسية لهذا او ذاك النظام ، وانما هي ايضا فاشلة لانها لا تعتمد على الاسس العلمية في تحليل المرحلة الراهنة وعلى هذا الاساس يجب ان ينطلق الحل وليس على اساس مصالح القوى الاقليمية والدولية بالرغم اننا لا ننكر هذا العامل في تأجيج النزاع المسلح و لكن ليس هو الاساس لاحلال السلام في سوريا كما اكدنا في مقالات سابقة عن فشل مؤتمر جينيف!.
الثورة السورية وتطورها الى حرب اهلية ومن ثم صراع دولي وتصفية حسابات بين الانظمة على حساب الشعب السوري امرا واقعيا ، لا يمكن لنا نكرانه ، وروسيا جزء من هذا الصراع ، ومن صالحها ان يبقى النظام الحالي ، وان تقود اي تحركات وتحت اي تسمية في سبيل تحقيق انتصارات سياسية “كما تخطط هي” ، لكن السؤال هنا بعد مرور كل هذه السنين، الى متى ستظل تراهن على الية التفكير هذه !؟. متى ستفهم العلوم الحديثة في فهم وحل المشكلات الاجتماعية!؟.
بالطبع ان الظروف الحالية لم ولن تسمح لها بفعل ذلك ، لاسباب كثيرة ، صحيح ان الخطوات التي تقوم بها مدروسة “كلاعب في رقعة الشطرنج” منذ اندلاع الثورة وحتى الوقت الحاضر، لكن اخطاءها فادحة بالمسلمات للواقعة :
1- عدم الاعتراف بالحراك الاجتماعي بسوريا ورغبته بحياة افضل ودخول صراح مع الطرف التي تعاديه “الولايات المتحدة الامريكية” ، اعتبار ما يحدث في سوريا هو مؤامرة يجب افشالها باي ثمن
2- عبر التاريخ كانت الدول تستغل ظروف الداخلية لدولة ما للحفاظ على مصالحها الوطنية اوتحقيق مكاسب افضل ، من هنا نحن لا نشك بان اختلاف المصالح الوطنية لدول الجوار او الاقليمية والدولية ، يمكن ان تلعب دورا هاما في تأجيج الصراع الداخلي وخاصة ان النظام القائم مرفقا بغباء ، وبالتالي روسيا وقعت في خطأ فهم واساليب معالجة الظاهرة الجديدة ، لدرجة اصبح معروفا بان روسيا هي جزء من الصراع ، باعتراف جميع الاطراف حتى طرف النظام الحليف له.
3- العلاقات الدبلوماسية و الدولية بين الدول لا يمكن لها ان تنطبق على حالات الحرب الاهلية في بلد ما ، حتى اصبحت روسيا بنظر الشعب السوري تختلف عما كانت عليه ابان حركة التحرر العربية. 180 درجة مئوية.
لم تستفد روسيا من دروس فشل مفاوضات جينف 1 ، 2 ، على العكس مازالت تراهن على انتصاراتها حسب وجهة نظرها ، و في حقيقة الواقع “مناوراتها”.
4- حتى الكثير من نؤكد خطأها التركيز على نقطة غير متغيرة الحفاظ على النظام القائم كما كان، دون اي تغيير ظاهري او جوهري فيه ، ويمكن ملاحظة ذلك من دعوات الحوار السابقة من مؤتمر جينيف والخ…..
5- او يمكن ان نقول تسير بطريق زعامة مجموعة من الدول التي مازالت تعيش بالية وعلقية سادت القرون السابقة واستمرت حتى سقوط الاتحاد السوفيتي – الا وهي الحزب الواحد او اله الواحد الذي يسيطر على مقدرات الشعب والدولة لصالح طمحواته السياسية ، والحفاظ على النظام السوري هو جزء اساسي من سياستها

معز محيي الدين ابو الجدايل

مؤتمر جينيف 1، 2 ، 3 ….. الخ. ويبقى السؤال متى تنتهي هذه المهزلة

معز محي الدين ابو الجدايل

لم يعد يخفى على احد منا نحن السوريين ، منذ اندلاع الثورة السورية وحتى الان لم ننته من هذا المرض أو العدوى تحت عنوان الحوار.
مع بداية الثورة ابتدأ من جامعة الدول العربية ، ودول ذات نفس طبيعة النظام “روسيا والصين”. وبالطبع نحن نؤمن بالحوار ولكن ليس كما يطرح الان: حوار بين القوى الدولية والإقليمية على حساب المصالح الوطنية السورية.
ومن هنا يمكن القول كان قدر الثورة السورية وشعبها العظيم، بان يكشف عورة المجتمع البشري وحضارته ، بالرغم من اننا ما زلنا نصر بأن انتقادنا هذا لا يعني الانعزال عن المجتمع البشري ، والتفكير نحو الجهل كما تدعو بعض القوى الظلامية … بل يتوجب علينا ان نواكب الحضارة البشرية ، ونخرج ببلدنا سوريا من زواريب الحضارة البشرية ، ومهزلة المصالح الوطني للدول الاخرى … وهنا بيت القصيد الذي يجب ان نتداركه نحن السوريين .
لدى قراءة التاريخ نجد ان تلك المهازل كانت ومازالت جزء من تاريخ البشرية ، هو لم يرحم امة وقعت بمثل هذا الفخ ” لان كل بيت فاخر له زاريبه” ، وان تأخرنا بالتعليق عن مؤتمر جينيف فهو كان مقصودا لتوثيق تطور الاحداث السورية ومن جهة اخرى لا نقع بفخ الاعلان لهذا او ذاك الطرف من القوى الدولية والاقليمة المتصارعة ، ومراجعة الاحداث من خلال تعليقنا على تطورها خلال الفترة السابقة من عمر الثورة.
عندما كانت المظاهرات السلمية … وفي اول جلسة لمجلس الامن … قالت بعض الدول … الازمة السورية لا تؤثر على السلم العالمي، وهي ليست من اختصاص مجلس الامن ، وألان بعد ان خسرت رهانها بقوة النظام على البقاء بدأت تطرح فكرة الحوار وتراوغ بكل اساليب لها للدفاع عن مصالحها وعلى حساب ابناء الشعب السوري.
ولدى مراجعة غباء النظام المنهار و”جنون البقر” لدى القائمين عليه وإصرارهم على ما اطلق عليه “الضربة الاستباقية” ، انهارت المؤسسة العسكرية وكنا قد نبهنا بذلك منذ بداية الثورة، “بان ما يحدث في سوريا هو انفجار” وانتقلت من الثورة السلمية الى المسلحة وبدأ الصراع المسلح، وأصبحت سوريا فريسة سهلة لقوى الدولية والإقليمية، ومن هنا يتوجب علينا نحن السوريين بالبحث عن حلول ، فكلا الخيارات امامنا الان هي صعبة ومريرة وثمنها باهظا. ويجب ان يتحمل مسؤوليتها القادة السياسيين.
الان نسير باتجاه وطريق نطلق عليه “الطريق الحتمي” ولا مفر من ذلك :
اولا : انهيار النظام بأركانه طبقاته الاجتماعية والاقتصادية وشخصياته السياسية وثقافته السائدة.
ثانيا : نشوء طبقات اجتماعية واقتصادية وشخصياته السياسية ثقافية جديدة .
لن يستطع احدا تغيير هذا المسار، لذا تتركز قناعتنا بان جميع المؤتمرات ، ان عقدت ام لا ، لن تؤثر على مسار الثورة ، لأنهما في خطىن متوازيان لا يلتقيان.
المؤتمرات الدولية تبحث عن المصالح لهذه او تلك الدولة ، اما الثورة السورية تبحث عن المصالح الوطنية لأبناء الشعب السوري ، لذا لا نطرح حلولا الان، سوى ، الصبر “ان الله مع الصابرين” والحوار الموسع ، بالطبع ليس بين القاتل والمقتول، وإنما بين ابناء الشعب الواحد ، نسمع بعضنا البعض بعيدا عن الولاءات لأحد لبناء الثقافة الصالحة ومن اجل بناء دولة المؤسسات التي يجب ان تحمي ابناء الشعب السوري من المطامع الخارجية ، ونخرج من عقدة الشرق في تأليه الشخصيات السياسية الخارقة في ايجاد حلول سحرية

معز محيي الدين ابو الجدايل

جمهورية افلاطون السورية على لسان بشار…..!!

معز محي الدين ابو الجدايل

   بغض النظر عن

وجود هذا المظهر المتخلف الذي ظهر على شاشات التلفزة ، الكل يهتف بحياة الرئيس وبدلا من ان يتم التوجه بالاسئلة للايضاح وطمئنة الشعب بدأ اعضاء مجلس الشعب يتغازلون بالرئيس (فهو دليل على شخصنة الدولة في عصرنا هذا، لا على اللحمة الوطنية كما يحاولون تصويرها لنا الان ، كما لو اننا نعيش في القرون الماضية وهو دليل غباء واضح للقائمين على السلطة في سوريا) وهي احدى اهم الاخطاء الذي وقعت بها انظمة كثيرة منها النظام النازي والنظام السوفيتي وفعلها نظام البعث السوري ومازال يستمر في هذا النهج ، ونطرح سؤالنا بهذا المشهد هل هو دليل على ان الرئيس هو الاله الاوحد ويحق له ما لا يحق لغيره، ام ان الذين يحيطون بالرئيس يعرفون غباءه وتكبره ويدعونه للانتحار السياسي ؟

وبالتدقيق ولكثرة الملاحظات على مارود في خطابه نقف عند عدة نقاط محدة في هذا المقال، الوصف الذي بدأ فيه اقرب الى جمهورية افلاطون الخيالية ، وكان الاجدر للرئيس ان يخصص وقتا للاطفال سورية ويقص لهم قصصا وحكايات، لا ان يخاطب شعبه بهذه الاساطير، ام ان المفاهيم اختلصت في ذهنه!!!

رغم ذلك سوف نقوم على وضع الاسئلة فقد انطلق من السياسة الخارجية (كأن علم السياسة يقول ان السياسة الداخلية في الدرجة الثانية بعد السياسة الخارجية ، فعلماء السياسة والبلدان المتطورة لا يفقهون شيء السياسة الداخلية لها الاولوية عندهم) وأما عقدة المؤامرة على سوريا لموقفها الوطني ودعم المقاومة حسب قوله هي اهم من بناء الوطن وتحقيق الرفاه للانسان السوري كي يستطيع مواكبة التقدم العلمي؟ واسطورة اخرى كيف جسدت سياسته الاسطورية جبروت الدول العظمى، لذا نجد ان مشروع جديد “ودون التميز بين والفرق بين الحديث في البرلمان السوري والمقهى” طرحه احد اعضاء ما نطلق عليه الان تنابلة مجلس الشعب وبغزله للرئيس (بان يكون الرئيس زعيما للعالم ، وربما تشكيل الامم المتحدة الثالثة في دمشق) وعن الاصلاح بانه اول من دعى له ، و بحسب ماشرحها هي بحاجة لدراسة ولفترة عشرات السنين ، وتطبيق لعشرات السنين ، وكان مؤسسات الدولة البعثية هي مختبرات علمية للفئران تنتظر النتائج المرجوة من المختبر العلمي “مجهول المكان والزمان” لكي يتم تطبيقها على الخلق والعباد .اما الحرية والديمقراطية التي يطالب بها الشعب هي عبارة عن “موضة” لا تبني لنا دولة ، والذين سقطوا في احداث درعا ضحايا وليسو بشهداء!!! ولا نعرف هل كان الرئيس قد فهم معنى الدولة الحديثة والديمقراطية والحرية والكرامة رغم انه عاش في بريطانيا؟ ام ان الشعب السوري متخلف لا يرتقي الى مستوى الانسان في البلدان المتقدمة، أم لغاية في نفس يعقوب يحاول الحفاظ على مكتسبات شخصية ؟ وتحدث عن الجدل الماركسي “التراكم الكمي يؤدي الى تحول كيفي” ، وهذا امر جيد ان يعرف به!!! ولكن الخطأ اننا بحاجة الى مؤسسات علمية تقوم بدراسته واعطاء النتائج لا ان تعتمد على تقارير عناصر امنية متوحشة تعلمت على القمع لا على العلم !!!! . انطلق الجدل من مراقبة تطور المجتمعات البشرية وقامت الدول المتقدمة للاستفادة منه واستخلاص التجارب الناجحة في مجتمعات اخرى لتحقيق تقدم اسرع ، وعدم المزاودة على القضايا العلمية واتهامها بانها ثقافة هذا او ذاك ولا تناسب بلداننا وسؤال يطرح نفسه هل بعد كل هذا العناء في مختبراته وصل الى ان التجربة الهتلرية النازية او السوفيتية الديكتاتورية هم الافضل لشعبه وبنظره؟ للاسف جاء الجواب بنعم.

وفي النهاية نأسف على هذا الخطاب كأن الشعب يريد من رئيسه خطاب يبني له جمهورية افلاطون السورية على التلفاز وعلى ارض الواقع قمع المحتجين، وعلننا يقول لا لدولة المؤسسات الديمقراطية الحديثة لتحمي حقوق ابناء الشعب….. واحباط كامل من الجميع كأن الشعب والعالم يترقب شعر تنابلة مجلس الشعب بزعيمه وهم لا يفهمون بانهم اعطوا صورة واضحة للعالم كأنها عصابة لا دولة ، هذا كان واقعنا لعقود وكما ذكرنا سابقا الانظمة العربية واحزابها حفارة قبرها بنفسها، والزمن لا يرحم ولكل بداية نهاية..

معز محيي الدين ابو الجدايل

الثورة السورية تكبر يوما بعد يوم …. وباعتراف النظام القائم

معز محيي الدين ابو الجدايل

عند انطلاق الثورة في منتصف شهر أذار ، بغض النظر عن تلك الصورة التي أرادت رسمها بثينة شعبان وإظهارها لدى وسائل الاعلام ، فقد اعترفت بأن العشرات فقط من خرج في التظاهرات والان في جمعة “حماة الديار” ، بعيدا عن تلك المهاترات واللعب السياسي لدى اتباع النظام، فقد اعترف احد الصحفيين التابع له ، حين قال وفي اتصال مع قناة الجزيرة ” ان 50 الف متظاهر لا يعني ان الشعب السوري كله قد خرج”. وهنا سؤال يطرح نفسه على السلطة القائمة هل تستطيعون قراءة وتفسير لنا هذا الواقع ؟ او حتى فهمه وتغيير نهج الضربة الاستباقية ؟ ام مازال النظام القائم يحاول الخداع بحجة انه يمارس السياسة الغاية تبرر الوسيلة وأي سياسة هذه يتبعها ضد ابناء شعبه !!؟. وبما ان حزب البعث يعتبر نفسه حزبا علمانيا (نتحتفظ نحن على هذا بالطبع) ونسأل هل استطاع ان يفهم واقع بلاده، بعد ان اعطى لنفسه وبالدستور حق القيادة للمجتمع والدولة لعقود وعقود؟.
اما الاعتراف الدولي بالثورة السورية  ورغم انه يراوح مكانه بسب الموقف السلبي لدى الصين وروسيا، فقد بدأت دائرته تتوسع ، فنجد ان روسيا كدولة عظمى وآخر حليف لنظام القائم بدأت تشعر بان “ارادة الشعب السوري لا تقاوم وخاصة انها ناضجة وتعرف ما تريد”، فلدى تصريح لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية الروسي “الوضع في سورية قد يصبح خارج السيطرة بعد شهر ما لم يتم إجراء إصلاحات” من هنا نجد ان روسيا تعطي الفرصة الاخيرة للنظام بعد ان استغنت عن القذافي مع العلم اننا كصحفيين لابد لنا من التحفظ عن اسباب هذا الدعم الروسي للنظام فلدى توثيق احداث الثورة نجد ان النظام القائم حتى الوقت الحاضر غير مستعد للتنازل عن مكاسب حققها لعقود وعقود. والعقلية الامنية في النظام مازالت تعتمد على استخدام القوة !؟..
من هذا الواقع الذي نعيشه لابد لنا من تحديد المصطلحات، ونجيب على الكثير من محاولات التضليل، النظام صرح وعبر قنواته المعتادة “الطابور الخامس”، بان الضربة الاستباقية التي تبناها ستنفع ، لقد قلنا بانها فاشلة واليوم نؤكد هذا حسب عملنا الصحفي بالتوثيق. فنجد ان النظام لجأ لاستخدام العنف تجاه المحتجين بحجة وجود “مندسين وارهابيين يحملون السلاح” وبالطبع نحن نؤكد ذلك ونتفق على هذا ولكن الاختلاف بينا واحد، اصابع الاتهام لدينا تتجه الى هؤلاء الاشخاص من اجهزة الامن وعناصر اخرى ، اصبحت معروفة للجميع و يطلق عليها بشكل صريح باسم “الشبيحة”. وقد خصصنا لها شرح كامل في مقالة سابقة “لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس …يا سيادة الرئيس!!!؟”
لو سئل اي شخص من ابناء الشعب السوري ،نجد انه يعرف كيف تفكر السلطة القائمة في بلدنا ، فقد كان هدفها إثارة الخوف بين الناس، اظهار القوة من جهة وجهة اخرى تلبس لباس الدبلوماسية الاعتراف بحق الشعب واصدار المراسيم التي لا تنفع ولا تضر، فحسب اعتقادهم بان يعود الوضع الى ما كان عليه، بالطبع هذا التخطيط يدعى في علم السياسة (القوة والدبلوماسية) كانت تستخدمه الدول في الصراعات الخارجية وليس الداخلية للبلد.
 ومن اهم ملاحظاتنا لدى توثيق تصريحات المسؤولين السوريين نجد ان النظام القائم في سوريا قد انتهج وعمل على ثلاث محاور
1- استخدام العنف هذا اصبح واضحا للجميع ونجده في قمع المحتجين من اجهزة الامن وحتى لدرجة توريط الجيش. ورغم كل هذا يمكن ان نقول ان الثورة ومجرياتها عبارة عن عاصفة تكسر اشواك الماضي، لزراعة ورود جديدة.
2- الدبلوماسية تكمن بالاعتراف بحقوق المتظاهرين. محاولة يائسة لامتصاص صدمة الغضب من المحتجين.
3- محورآخر يمكن ان نطلق عليه كما يقال “يركب موجة الثورة” تصريحات مسؤوليين من مجلس الشعب السوري نجاح الثورة وقيادة الرئيس لها وهنا علامات استفهام كثيرة تدخل في اطار نكات جحا المعروفة.
ولابد ان نذكر العامل الخارجي: اي اعتماد النظام على القوى الخارجية في اعطائه شرعية قمع المحتجين ، كل هذا ونستطيع ان نقول جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تنطوي هذه اللعبة على ابناء الشعب السوري، فانتقلت الشعارات من شعارات اصلاح الى اسقاط النظام وباعداد اكبر والسؤال الذي يطرحه المراقبون لماذا؟ والجواب بكل بساطة اذا انطلقنا من حديث شريف للنبي الكريم ص “لايلدغ المسلم في حجره مرتين”. ونعتذر من شيوخ الاسلام لنقول “إن الشعب السوري لا يلدغ من حجره مرتين”.

معز محيي الدين ابو الجدايل

لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس    (يا سيادة الرئيس!!!؟)

معز محي الدين ابو الجدايل

لقد تم الاقرار وعلى لسان الرئيس، تم بثه على شاشات التلفزيون السوري في توجيهات الرئيس لاعضاء مجلس الوزراء أن أجهزة الأمن “ليست مدربة للتعامل مع المحتجين” ، أما الاعلام لدى نظام البعث يحاول التهرب من هذه المعضلة بان هناك جماعات مسلحة او سلفية او …، وهي بالطبع تسميات تدعى باللغة العربية (نكرة) اي مجهولة المكان والزمان ويجب التعريف والابتعاد عن السياسات السائدة في العهد السابق من الديماغوجية ، وان كانت دعوة الرئيس إلى وزرائه “الشفافية” و”التقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب جادة نطالب سحب جميع العناصر الامنية من شوارع المدن وعدم اعتقال احد وعدم التعرض للمتظاهرين، ريثما يتم تجهيزها وبالاستعانة من خبرات اجنبية في دول متطورة بالتعامل الانساني وحماية المتظاهرين لا قتلهم “طبعا اذا كانت نظرتهم انسانية لابناء الشعب!!؟” ، ولكي لا يكون هناك شهداء من ابناء الشعب ، كل المقاييس الانسانية تقول لايجوز ان تتدرب عناصر الامن بارواح الناس.
لا بد لنا من التعرج لتطور الاحداث في بلدنا الحبيب سوريا ، وخاصة اننا نحن جميعا سواء سياسيين أوحقوقيين أوصحفيين أو….. نخطو خطوات متأخرة عن ابناء الشعب السوري بأطفاله وشبابه ورجاله ونساءه، عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت تطالب بالحرية والكرامة والغاء بعض القوانين التي تعرقله في بناء حياة شريفة وافضل له ولابناءه ، ولكن الان بعد اكثر من شهر نجد حناجر ابناء الشعب السوري توحدت لتطلق العنان لاسقاط النظام ، سؤال يطرح نفسه لماذا؟.
شاعت ابان انطلاق الثورة في سوريا وخاصة من احزاب وشخصيات مقربة من النظام عن خطوات استباقية، (هي بحد ذاتها كانت من مؤشرات على خوف الحكومة القائمة من انتقال الاحداث الى سوريا) ولكن المحللين والمراقبين ينتظرون كيف سيتم ذلك على ارض الواقع؟، هل سيقوم النظام القائم باصلاحات سريعة، لتخفيف الاحتقان المتراكم عبر العقود السابقة؟ ام الخطوة الاستباقية بحسب قناعتهم هي عبارة عن خطوات انتحارية بقناعة الطرف الاخر من المحللين أي تكتيكات بوليسية لا تنفع الا في سقوط شهداء وتلطيخ يدها في الدم واستخدام العنف كما فعلت الانظمة المنهارة او يأخذ منحى الارهابي معمر القذافي ؟ .. لم يتأخر الجواب كثيرا ،بعد انطلاق الشرارة في 15 اذار كانت عبارة عن تكتيكات بوليسية.
صحيح ان النظام القائم في سوريا كان قد اعترف بحقوق المواطنين (ابتدأ على لسان بثينة شعبان) ولكن الغباء في هذا الخطوة الاستباقية كان مرفقا بتوجيه اصابع الاتهام للتدخل الخارجي الوهمي كما اعتادت على ذلك وعبر العقود الماضية (علما ان هذا بحد ذاته كان عاملا اساسيا في بابتزاز ابناء الشعب ورفضه لهذه السياسة) بدلا من الاعتراف المباشر بالاخطاء واجراء محاسبة علنية ودون تباطئ امام ابناء الشعب السوري للمسؤولين عن سقوط شهداء لتكون بداية الاصلاح العملية لاقناع الشعب بأن هناك امل في اصلاح النظام، بدأت عمليات التهرب ومن هنا بدأت عملية الشرخ الكامل بين ابناء الشعب السوري والنظام القائم، علما ان هذا الشرخ كان موجودا في الاصل ومتراكم خلال عقود من نظام البعث، لكن من هذه النقطة يمكن اعتبار انه فقد اخر خيوط الوصل مع ابناء شعبه. اصدار القوانين والغاء اخرى يمكن ان تكون للبعض وخاصة أولئك المعتادين على التصفيق للنظام القائم من احزاب وشخصيات مستفيدة من الوضع القائم خطوة عظيمة “وهم قلة”، ولكن للغالبية العظمى من عامة الشعب والمحللين ما هي الا ظاهرة شكلية يجب ان تليها خطوات عملية لانهاء حالة مرضية استمرت لعقود وعقود، ومن الملاحظ لدى تطور الاحداث ان النظام القائم لايفهم تغيرات الزمن يقوم على اساليب المخادعة التي اصبحت بالية مثلا :الخطر الخارجي والعدو الاجنبي والامبريالي، لا يمكن ان تؤدي لنتائج (لان الشعب لمس هذا العدو متغلغلا في مؤسساته وعبر عقود).
في الامس (الجمعة العظيمة كما سماها ابناء الشعب السوري) جاءت الاحداث لتؤكد رد فعل الشعب في الشوارع الا وهو اسقاط النظام ،والرد كان سريعا من النظام القائم مزيدا من الشهداء،  اذا المشكلة في سوريا ليس فقط باصدار او الغاء هذا القانون فقط ، وانما ايضا في الية عمل المؤسسات وخاصة البوليسية التي تستطيع قلب أي قانون متطور في البلد الى عبء على ابناء شعبه، فهي ذات قيم بالية تعتمد بسيطرتها على انتهاك لحقوق الانسان وسلب الكرامة واموال ابناء جلدتهم ، تم شرح ذلك بمقالة سابقة، (قانون الاحكام العرفية والاثر السلبي “تحويل نظام المؤسسات في الدولة الى نظام العصابة المنظمة” ياسادة ….!!!!) وفي النهاية يبقى السؤال داخل الطبقة الحاكمة في البلاد هل ستبقى على هذه الحالة من الغباء ام انها ستحترم قواعد اللعبة السياسية وان كان لدينا تحفظات كثيرة عليها ولكن كما اعتادوا على فهمها والتسليم بامر الواقع وانقاذ ابناء جلدتهم من حمامات دم مستقبلية ترتكبها الاجهزة الامنية!!!؟

معز محيي الدين ابو الجدايل

روح العظمة عند الشعب السوري في القضاء على المؤامرات المتتالية

معز محيي الدين ابو الجدايل

لا بد من متابعي الثورة السورية ، ملاحظة الكثير من الملاحم البطولية والانسانية والعصرية لدى شعبها، نسلط الضوء على الشعارات التي يرفعها ابناء شعبنا ، نذكر منها : “الشعب السوري ما بينهان” تحمل بطياتها التعبير عن صبر وآلام امتدت لزمن طويل من الاهانة التي كانت توجه له ، ومن قبل السلطة القائمة و “سلمية سلمية” اصرار الشعب على التغيير، رغم وقوع الكثير من الشهداء على يد النظام و اليوم في “جمعة التحدي يرفع ابناء الشعب السوري “شهداء على الجنة بالملايين” ، كانت هذه رسالة جديدة يرسلها الشعب للنظام وللعالم بعد تلك الهمجية والعقاب الجماعي لابناء شعبنا في درعا خصوصا، وكل المدن تنتظر بشجاعة نصيبها من همجية النظام وتصر على انهم عزل لا نقتل احد دمنا جميعا في سبيل مستقبل افضل لسوريا وخالية من ألقاب الحيوانات (الاسد ، الجحش ، النمر….)، وكل هذا القمع والناس تخرج عزل الى الشارع ، لا ترفع سلاحا إلا أكفانها بيدها ، تظهر للعالم اجمع، مدى روح التسامح عند شعبنا، هذه الروح مازالت بنفوس ابناء الشعب السوري منذ الالف السنين ، كيف لا، والسيد المسيح اول من نادى بهذه الاخلاق الحميدة!!؟.
مازال النظام القائم في سوريا “يغرد على ليلاه” كما يقال، يدعي ان هناك مؤامرة…. وحسب مايذكر بعباراته الدبلوماسية المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية ، وبدورنا نتفق على الاطار العام ,ونقول ان روح العظمة لدى الشعب السوري جعلت المؤامرة عليه دائمة وكانت اول مؤامرة في اواخر الخمسينات من القرن الماضي عندما استغلت قوى ما ، تدعي بالحركة التحرر العالمية تلك الروح لدى ابناء شعبنا وغدرت به وأنشأت نظام ديكتاتوري وبيروقراطي ،وشخصيات لن نطلق عليها تلك المصطلحات القديمة (الخيانة او …) بل شخصيات مريضة نفسية،( السادية الدموية، وعقدة النقص لدى القادة و…) عطلت عجلة التقدم لدى المجتمع السوري، عبر آلية معروفة لدى شعوب كثيرة وقعت تحت وطأة هذه الانظمة واوقعته بذل لعقود طويلة.
والان بعد ان قامت ثورة الكرامة له، لم ترق لها هذا (دول تدعي حركة التحرر العالمي)، كلنا سمع هذه العبارة في مجلس الامن (الازمة في سوريا لا تؤثر على السلم العالمي وليست من اختصاص مجلس الامن التدخل بالشؤن الداخلية لاي بلد) اي ان دمه المستباح من قبل الااجهزة الهمجية لدى هذه القوى غير مهم!!؟ وبالتالي من هذه النقطة نختلف عن ماهية هذه المؤامرة والى من يتم توجيه اصابع الاتهام؟ نطرح هذا السؤال لكي يجيب عليه ابناء الشعب السوري، هل الدول التي تقدمت بمشروع الى الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان للتدخل وايقاف اعمال العنف والهمجية من قبل اجهزة الامن للنظام القائم هي المسؤولة عن المؤامرة ام تلك الدول التي عارضت اي قرار يمس النظام القائم !!؟.
وبدورنا نراقب الاحداث عن كثب في بلدنا الحبيب، ونوثق احداث ثورة الكرامة في سوريا ، نقول هي عاصفة حب يوما بعد يوم تسقط قناع جديد لن تهدأ الا بعد سقوط كل الاقنعة ، التي اغتالت امالها في النهوض لعقود وعقود . ولا يخفى هذا على ابناء الشعب السوري سواء ممن كسروا حاجز الخوف او ممن مازال يخشى بطش ومرضى هذا النظام ومساوئه .